انتقد عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء توظيف قضية المرأة كعنوان للتخلف الاجتماعي وظاهرة للتمايز بين المجتمعات الشرقية والغربية. وقال باجمال في افتتاح المؤتمر الوطني الأول لمناهضة العنف ضد المرأة صباح اليوم : قضية المرأة يجري توظيفها على أكثر من مجال كعنوان من عناوين التخلف الاجتماعي وظاهرة من ظواهر التمايز بين المجتمعات ،شرقية وغربية ،ويجري توظيفها على المستوى السياسي ..حيث تصدرت -مشروع الشرق الأوسط الكبير- وقائمة كولن باول للتغير. واعتبر وصم المجتمعات الشرقية بالاستبداد بأنه مدخلاً لفرض التغيير بالقوة قائلا: أن هذا التفكير لم يعد مقبولاً في جدليات العلاقة بين التراكيب التاريخي ، مضيفا أن هناك بعدا أخر يتمثل في تكريس نظرية التغيير للشرق الذي ينبغي أن يتغير من الخارج ،واصفاً إياه بأنه تغيير مرفوض وشكل من أشكال العنف ضد الشعوب. وقال باجمال :المؤتمر نوعي من حيث العنوان وعميق الصلة بمبادئنا وقيمنا وسلوكنا الاجتماعي والإنساني قائلاً إن حرية المرأة ليس بخروجها للعمل أو أنها تتصرف كما تشاء ،وأن الشعور بالحرية لا يكفي ولا بد من ممارسة هذا الشعور تجاه الآخرين وتابع القول: عندما نتحدث عن العنف ضد المرأة ينبغي أن نتحدث عن عنف المرأة ضد الطفل وسلوك الاستقواء المنزلي كمظهر سلوكي أصبح حاضرا في العلاقات الإنسانية خصوصا أننا نشهد عنفاً من الأقوياء على الضعفاء وعصرنا أكثر بشاعة من العصور الوسطى وعصور الاستعمار. وأضاف أن الحكومة تبذل كل الجهود لما فيه تحقق المساواة الحقوقية للرجل والمرأة في اليمن ويؤيد ذلك وزارة حقوق الإنسان وعلى رأسها امرأة. وكشف باجمال عن صدور توجيهات رئاسية للحكومة بدارسة الظواهر السلوكية للمجتمع ، وأنها شكلت فريق عمل واستلمت جملة من الدراسات الاجتماعية والسلوكية من الجامعات اليمنية وقال: نحن بصدد استخدامها كأوراق وأجنده في هذا المؤتمر واعتبر تحزب المرأة ضمن الأحزاب السياسية أفقدها الوصول إلى البرلمان. من جهتها قالت رشيدة الهمداني رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في الجلسة الافتتاحية :إن المؤتمر يأتي تتويجا لجهود ثلاث سنوات لبرنامج تم تنفيذه شراكه بين الحكومة والمجتمع المدني والمانحين في قضية ما زالت تثير نقاشاً وجدلاً كيرا في الأوساط وهي قضية العنف ضد المرأة . معتبرةً الإكراه على الزواج والزواج المبكر والحرمان من التعليم و الإرث وصولاً إلى المشاركة العامة سيما في مواقع القرار يشكل عنف يمارسه المجتمع ضد النساء. وقالت الهمداني: مازالت المرأة اليمنية تتجرع حتى اللحظة مرارة الهزيمة التي منيت بها في الانتخابات النيابية الأخيرة، وبصورة غير مسبوقة لا تتفق مع مبادئ العدالة والمساواة التي نص عليها الدستور ويحتم علينا الاستقراء العميق للواقع داعيةً إلى رفع مطالب المرأة اليمنية وتخصيص نسب لها في البرلمان وكل مواقع القرار السياسي. وحملت العلماء مهمة التوعية بالوعظ والإرشاد لمناهضة العنف ضد المرأة. الدكتور معن عبدالباري رئيس شبكة مناهضة العنف ضد المرأة أعتبر المؤتمر محطة وقوف لتقييم عملية التغير التي حدثت في مسيرة حقوق المرأة اليمنية داعياً بضرورة بذل المزيد من الجهود لتحرير المرأة وتعزيز حقوقها كونها حجر الزاوية في بناء التنمية المستدامة. وأضاف: نأمل أن يمثل المؤتمر عملية توعية لتحقيق الشراكة الكاملة وبمفهوم مدني معاصر. من جهتها أشادت ماجدة السنوسي في منظمة أوكسفام إحدى المنظمات الدولية الداعمة لإقامة المؤتمر بتجربة اليمن الرائدة في مكافحة العنف ضد المرأة..وقالت: اليمن حقق تجربة رائدة في مجال مساعدة الرجال في القضاء على العنف ضد المرأة. وأضافت :إن اليمن بحاجة إلى دعم لتحقيق المزيد في تنمية حقوق المرأة والالتزام السياسي بها بما فيه دفع عملية التنمية لبرامج النساء عامة وبرامج مناهضة العنف ضد المرأة على وجه الخصوص. تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الوطني لمناهضة العنف ضد المرأة الذي بدأ أعماله اليوم لمدة يومين سيناقش العديد من أوراق العمل المقدمة