تبنى مجلس الأمن الدولي الخميس 24-9-2009 بالإجماع خلال جلسة طارئة ترأسها الرئيس الامريكي باراك اوباما، قراراً يدعو فيه الى عالم خال من الأسلحة النووية، فيما وجهت الدول الكبرى تحذيرات لإيران مطالبين بالتزامها بالاتفاقات الدولية؟ ويدعو القرار 1887 الذي اعدته الولاياتالمتحدة، الدول التي وقعت معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية (تي ان بي) الى الوفاء بالتزاماتها والدول الاخرى الى الانضمام اليها في اسرع وقت، بهدف تعميمها في كل انحاء العالم. كما يدعو كل الدول الى التفاوض بهدف خفض الترسانات النووية الحالية والعمل على اعداد معاهدة نزع شامل للسلاح في ظل مراقبة دولية صارمة. واستند اوباما الى احد اسلافه في البيت الابيض الجمهوري الراحل رونالد ريغن قائلاً لنظرائه ال14 الاعضاء في مجلس الامن: "لا يمكن كسب حرب نووية وبالتالي يجب ان لا تقع ابداً". وقال الرئيس الامريكي "علينا الا نكف ابداً عن جهودنا قبل اليوم الذي نرى فيه اختفاء الاسلحة النووية من على وجه الارض". واضاف "بعدما تفادينا كابوسا نوويا خلال الحرب الباردة، نواجه الان خطر الانتشار الذي تقتضي ضخامته وتعقيده استراتيجيات جديدة". وتنعقد هذه القمة فيما يعود برنامج ايران النووي المثير للشكوك مجدداً الى الواجهة. وحذرت الدول الكبرى الاربعاء من احتمال فرض عقوبات جديدة على طهران اذا رفضت الامتثال لمطالب الاممالمتحدة تعليق نشاطاتها في تخصيب اليورانيوم. واستخدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجدداً عبارات شديدة تجاه طهران، لافتاً نظراءه الى انهم بينما يلقون الخطب تواصل ايران برنامجها بإصرار. وقال ساكوزي "اننا نعيش في عالم حقيقي وليس فرضياً وأمام اعيننا بلدان (ايران وكوريا الشمالية) يتعمدان تماما نقيض ما نطلبه منهما". وبعد التذكير بأنه منذ 2005 تجاهلت ايران خمسة قرارات صدرت عن مجلس الامن تدعوها الى تعليق نشاطاتها النووية الحساسة ولم تكترث لعروض الحوار المتكررة التي عرضها عليها المجتمع الدولي، حذر ساركوزي من انه "سيحين الوقت الذي ستضطرنا فيه الوقائع العنيدة الى اتخاذ قرار". وأضاف "اذا اردنا الوصول الى عالم خال من الاسلحة النووية فعلينا الا نقبل انتهاكات القوانين الدولية". واعتبر نظيره الروسي ديمتري مدفيديف ان اكبر خطر يتمثل في وقوع مكونات نووية "بين ايدي ارهابيين"، داعياً الى ايجاد وسائل لتفادي هذا الاحتمال. وأكد ان موسكو "مستعدة للذهاب الى ابعد من ذلك" في المفاوضات الروسية الامريكية الرامية الى الحد من ترسانتي البلدين النوويتين، مؤكداً ان "اجتماع اليوم يعتبر بادرة عمل عملاق". وأعلن يوكيو هاتوياما رئيس الوزراء الجديد في اليابان، البلد الوحيد الذي تعرض لهجوم نووي، ان "كل دول العالم، سواء كانت تملك اسلحة نووية او لا، تتحمل مسؤولية التحرك من اجل التوصل الى نزع السلاح النووي وعدم انتشاره". وتمثلت الدول الاعضاء ال15 في مجلس الامن بما فيها الدول الخمس الدائمة العضوية (الصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) بقادتها او برؤساء حكوماتها في هذه القمة باستثناء ليبيا. وبينما كان متوقعا حضوره الاجتماع بحسب البروتوكول، غاب الزعيم الليبي معمر القذافي تاركا سفير بلاده في الاممالمتحدة محمد شلقم يمثله.