الشعوب العربية متميزة- دائما- عن شعوب العالم قاطبة بالصناعات الكلامية كالثرثرة والسب والقذف والعنتريات وغيرها، فنحن لا نصنع شيئا ذا جودة عالية غير الكلام ولنا ولا فخر تأريخ طويل حافل في هذا المجال و(الله يكفينا عيون الحاسدين)..وهناك تجارب جديرة بالالتفات إليها أبرزها ما تشهده بلادنا في رحاب القرن الواحد والعشرين من طفرة عجيبة غريبة في المعاني و المفاهيم و التعاريف والألقاب تمر بنا مرور النسيم دون اعتراض ..ربما لأننا قوم مبدعون في كل شيء نتفهمها بروح رياضية عالية..منها -على سبيل الاستئناس- أننا نعرف: الفاسد:(من يفسد الناس بتعريفهم بحقوقهم) الوطني:(من يمعن في التنازل عن أجزاء من وطنه العميل:(من يقف مع المغلوب على أمره) الحكومة:(من يخدمها الشعب) الشعب:(من تجلس الحكومة على صدره لمّا يقول:قاق) المعارضة:(الابن الشرعي للسلطة) الدولة:(الاسم المستعار للقبيلة) القبيلة: (الاسم الحقيقي للدولة) شيخ القبيلة: (من يجرؤ على قطع الطرق وبث الذعر والوقوف في وجه الدولة قائلا:stop) المجتمع المدني: (لا أسمع..لا أرى..لا أتكلم) الوطن: (الفردوس المفقود) المشاريع :( من برع الله الله، ومن داخل يعلم الله) المستثمر: (أعشق أنا قريتي وأعشق هواها،وأنا سبب نفسي بنفسي) المتنفذين : (سلام مربع للمعلمين ،ودقي يا مزّيكا) لصوص الآثار: (أساتذة الوطنية) المسئول:(من يجيد الرسم على الماء وينافس عرقوب في الجلوس على عرش ملك الوعود الكاذبة) المواطن:(من يعبّر عن ضياع حقوقه بالغيبة والنميمة) السياسي:(من يتقن القفز والانبطاح والمراوغة وتلافي كل ما يرشق به) البرلماني : (عبود هو ذاك هو ) الشرطي:(من يخبرك أن أول حقوقك إعطاؤه حق القات ثم أجرة سيارة الشرطة) رجل المرور:( ارحموا عزيز قوم ذل) النظام:( غطّى هواك وما ألقى على بصري) التربية والتعليم: (رأيت في ما يرى النائم) العاقل:(من يتعامى عن المنكر ويقول :ما سيبي) الثورة:(قرحة قات) الثوار:(ثلّة من المجانين واجهوا التيار فأتاهم من الخلف فلم يبق منهم أحد ناج) التأريخ:(ما لا يتجاوز القيل والقال) البطل:(من عرف من أين تؤكل الكتف) الأحرار: (لسه فاكر كان زمان**كان زمان) الأستاذ الجامعي:(من يتحدث عن كل شيء وبأي زمان ومكان -وإن كان يهرف بما لا يعرف- حتى يؤكد جدارته باللقب العلمي الذي يتقدم اسمه) الطبيب:(من وضعك في أسرع طريق يفضي إلى القبر أو من جعلك تلعنه من الألف إلى الياء وأنت في طريقك للسفر قصد العلاج بعد أن أوجد لك داء أدهى مما كنت تعاني منه) شيخ العلم:(من يمنح صكوك الكفر والإيمان ،أو هو سليط اللسان) الفقيه :(من لا يزال مشغول بالإفتاء في أشباه حكم من دخل بيت الخلاء برجله اليمنى هل هو آثم؟ وهل يبقى أو يخرج برجله اليسرى من الباب؟ أو يتجاوز كل المشتبهات ويقفز من النافذة) المسجد: (ميدان للتعبئة الخاصة ضد أو مع..لا أدري) الجمعيات الخيرية: (الأقربون أولى بالمعروف) الحق :(حق أيه اللي أنت جاي تقول عليه**أنت عارف قبله معنى الحق أيه؟!) العدل: (أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض)القانون: (تركتك وانتهى عهدك**نسيتك قبل تنساني) القاضي :( لا تذكرني بشيء**أنا قلبي قد نسي) المحامي:(من استطاع أن يسرقك وأنت تبتسم) الرجل:(من أكل نصف قوت العباد ويردد:هذا من فضل ربي) الأحمق:(من نهى نفسه عن أكل الحرام) ذا الكفاءة :(من ليس مرغوب به في أي وظيفة حكومية لأن المدير أقل كفاءة منه) الوظائف العامة:(إنما هي لك أو لأخيك أو للذئب) الألقاب :(يابلاشاه..يابلاشاه.. طوف وشوف) المظلوم:(صاحب الحظ البائس والدعوة المستجابة) الفقر: (عودت عيني على رؤياك) الحسد: (رياضة صحية) الأممالمتحدة:(معبودة الجماهير) مجلس الأمن :(ولي المظلومين) أمريكا:(الأم الرءوم) اوباما:(زوج أمنا) القدس:(من التراث فقط) الكاتب:(من يجيد الكتابة وعيناه مسمرتان في ثمن الحروف التي يكتبها وكلما كانت الحروف سمينة وجميلة -كالتيوس المشقاصية- أرتفع ثمنها) صاحبة الجلالة :(من تلعن حظها الذي أدخل عليها كل من هب ودب ليفضّ بكارتها) الفن: (بحبك يا حمار والخرنق) الشاعر له معنيان: -المعنى الرسمي:(من يجعل لولي الأمر معجزات وهمية أو حقيقية–لا فرق- أو من يجعل من قصائده حمير ولاة الأمور وأعوانهم) والمعنى الشعبي:(من يحسن قرص خد الحكومة وولي الأمر بلطف ودلال كما تفعل بائعات الهوى) المثقف له صورتان: الأولى:(من يتغزل على باب السلطة وتحت شباك الجاه والنفوذ السياسي يحاكي روميو يغازل جوليت، و يردد بين الحين والآخر:حرام عليك تقفل الشباك** والقلب يا صاحبي يهواك) والثانية:(من يعرف كل ما لا يجب الرضا عنه ويلتزم الصمت ويحيا كالقطط المنزلية الأليفة يموء بأدبه اللطيف بغية اللقمة وقوت العيال) أما المغضوب عليه باسم الله والوطن والشعب فهو ليس مثقف وإنما (مخرّب) المتطفلين :(مجموعة من المبدعين) الإبداع): كل بدعة ضلالة...) الكذب نوعان:(كذب أبيض لا يؤاخذ عليه-كما علمت-وكذب آخر لا أعرف لونه) الرشوة نوعان:(رشوة تحمل أسماء كثيرة منها :(حق السقل) (حق القهوة) (حق القات) ولا حرج فيها -بتعبير من يأخذها- وأخرى لم يضعوا بعد اسم محدد لها) الأمل: (أنت عمري).... والكثير ..الكثير.. ولكن أكتفي بهذا القدر لأن هناك سؤال ينتصب في ذهني بإلحاح هو:ما الأسبوع؟وكم أيامه؟ سبعة أيام..هل هناك من يخالفني؟ ربما أقل أو أكثر ..فقد توقفه أحدى نقاط التفتيش للتأكد من هويته فيتأخر عنا .. إنني على رصيف انتظار عودة الأسبوع الذي لن ينقطع فيه التيار الكهربائي البتة.. لم أره حتى الآن.. هل تغيّر -أيضا- معنى الأسبوع؟ التعليقات: التعليق الأول: شاعر :(تولّى زمان لعبنا به**وهذا زمان بنا يلعبُ) التعليق الثاني: أعرابي :(تدسُّ إلى العطارِ سلعة بيتها ** وهل يصلحُ العطار ما أفسد الدهرُ) التعليق الثالث: الخنساء:(إنّ الزمان وما يفنى له عجبٌ **أبقى لنا ذنبا واستؤصل الرأسُ إنّ الجديدين في طول اختلافهما**لا يفسدان ولكن يفسد الناسُ) لتعليق الرابع: حسان بن ثابت رضي الله عنه (لا بأس بالقوم من طولٍ ومن عرضٍ **جسم البغالِ وأحلام العصافيرِ) [email protected]