تواصلاً مع الهبة الشعبية الاحتجاجية التي اعلنتها أحزاب اللقاء المشترك وتنديداً وتضامناً مع الناشطة توكل عبدالسلام كرمان ورفاقها المعتقلين وكافة المعتقلين السياسيين أقيم في مديرية حجر (الجول) بمحافظة حضرموت مهرجاناً جماهيرياً تزامن مع استرجاع مقر الحزب الاشتراكي التي صادرته سلطة 7 يوليو من ذلك التاريخ المشئوم من العام 94م . وفي المهرجان الذي بدء بآي من الذكر الحكيم تلته كلمة ترحيبية ألقاها سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي بالمديرية استعرض فيها هموم ومتطلبات المديرية . تم تحدث د.عبدالرحمن بافضل عضو مجلس النواب والقيادي الإصلاحي الذي تطرق إلى الحوار مع المؤتمر وكيف عطل الحاكم هذا الحوار بزعمه الدخول منفرداً في الانتخابات وتقديم الستين (60) تعديلاً دستورياً تعيد الفترة الرئسية إلى المربع الأول عبر ( تصفير العداد) أو إزالته سعياً لرئاسة مدى الحياة . وفي حديثه عن الانتخابات قال د.بافضل أننا نرفض الدخول في الانتخابات بشروط الحاكم وأننا ذهبنا إلى الوحدة على أساس الشراكة في السلطة والثروة ودولة قانون ومؤسسات ورفع المظالم لكننا نجد اليوم تراجعاً في حال الناس والوطن بإيفال في المركزية وفساداً طال كل مفاصل الدولة التي تغولت لتصبح البلاد اسوأ مما كانت عليه قبل الوحدة وعليه فاننا نريد أن نحكم انسنا بأنفسنا عبر حكم محلي كامل الصلاحيات ويد عاملة محلية من أبناء المحافظة ويمكن استيعاب العمالة الماهرة من خارج المحافظة الغير متوفرة في الداخل . كما تطرق لنهب الموارد واهدارها (بيع النفط والغاز باسعار أقل من سعر السوق) وان هناك واحد وسبعون وحدة اقتصادية في البلاد ولكن لا إدارة (لسنا فقراء ولكن لا إدارة ). وتحدث عن كلامه الدائم في مجلس النواب عن سوء الإدارة وتبديد الموارد وقال مازحاً (أنا المجنون الوحيد في مجلس النواب الذي يجيب الصدق ) . تم تحدث الأخ محمد عبدالله الحامد عضو مركزية الاشتراكي وسكرتير أول منظمته في حضرموت حيث تطرق في كلمته للهجمة الشرسة والمتعددة التي تشنها السلطة وبعض الجهات الأخرى التي تدعي تمسحها بالحراك الجنوبي واستغرب أن تتقاطع هذه الهجمات في مصلحة واحدة وهي استهداف الحزب الاشتراكي مما يضع أمامنا نتائج واضحة في تماهي أهداف القائمين على هذه الحملات واتحاد مصالحهم . قال ان الحزب الاشتراكي كان ولازال حاملاً سياسياً للقضية الجنوبية منذ نشأتها على اثر حرب صيف 94م إلا انه يتعرض اليوم لتشويه منظم لتاريخه ونضالاته بل تعدت الحملة إلى ترهيب أعضائه عبر المطالبة بالاستقالة أو الاستهداف المباشر بالتصفية الجسدية ولكنه رغم ذلك قال اتمنى للحراك النجاح وان يكتسب كيفية احترام الرأي الآخر . وان الاستقالات في عموم حضرموت لاتتعدى 6 استقالات فقط . ودعى إلى افشال تزوير الانتخابات النيابية القادمة سلمياً دون تخريب للمتلكات العامة والخاصة والامتناع عن الإدلاء بالأصوات حتى لانكون شهود زور في إعادة انتاج نظام فاسد . واختتم المهندس محسن باصرة عضو مجلس النواب ورئيس فرع الإصلاح بحضرموت المهرجان بكلمة ضافية تطرق فيها إلى معاناة الناس في الوطن عموماً وفي حضرموت خاصة. وتحدث عن ضرورة ان تستفيد حضرموت من مواردها عبر تحديد نسبة مناسبة من مواردها من اجل التنمية وخاصة الاستثمار في التنمية البشرية ودعى إلى المقاطعة الإيجابية الفاعلة للانتخابات النيابية . جدير بالذكر أن عناصر الأمن قد استوقفوا سيارة الوفد الذي يقل قادة المشترك عند دخولهم مدينة الجول عاصمة مديرية حجر واستفسروا عن ملكية السيارة ورقم محركها ومن أين وإلى اين وماذا انتم فاعلون وغيرها رغم تحققهم من شخصيات الموجودين بالسيارة كما لوحظ انتشاراً أمنياً كثيفاً في عموم شوارع مدينة الجول الوادعة في ظلمات النسيان وكأنها تعيش أيام القرن الخامس عشر (كما ذكر د.بافضل في كلمته في المهرجان) ولكن كلمات المتحدثين التي توجهت لهم مباشرة تطالبهم بالحضور والمشاركة في الاجتماع الأمر الذي جعلهم يتوافدون على استحياء في البداية وتقاطروا بعدها ليجدوا لهم مكاناً بين الجماهير . الغريب في الأمر ان هذه العناصر الأمنية شعرت بعد فترة من تواجدها في المهرجان أنهم (مواطنون) مثلهم مثل الآخرون وان هذه الكلمات تستهدفهم أيضاً وتتحدث عن معاناتهم الامر الذي جعل بعضهم يجلس القرفصاء متربعاً ليذوب ويتماهى مع الجماهير التي قدم في الأصل منها .