ناشد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزياني أمس اليمنيين العودة إلى المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة المستمرة في البلاد منذ أشهر، وسط أنباء عن توجهه غداً إلى صنعاء، في وقت قتل متظاهران بإطلاق نار في مدينة البيضاء، فيما دعا تكتل «اللقاء المشترك» المعارض الى مزيد من الضغوط الدولية مع تصاعد حدة التوتر. وناشد الزياني في بيان له أمس «كافة الأطراف المعنية العودة إلى المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة، كونها الحل الأمثل والأفضل للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه اليمن، ووقف نزيف الدم، وتجنيب البلاد المزيد من التدهور الأمني والانقسام السياسي». واستنكر الزياني «أحداث العنف التي شهدتها اليمن وأدت إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى من أبناء اليمن». كما أعرب عن «أسفه وألمه لسقوط القتلى والجرحى من أبناء اليمن الشقيق»، مؤكداً أن «اللجوء إلى العنف لن يؤدي إلا إلى المزيد من سفك الدماء اليمنية الزكية وتهديد الأمن والاستقرار في اليمن». وبالتزامن، قال زعيم للمعارضة لوكالة «رويترز»، طالباً عدم الكشف عن هويته، إنه من المقرر أن يصل الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي إلى صنعاء غداً السبت لمحاولة إحياء اتفاق لإنهاء الأزمة. ومضى يقول: «أبلغَنا الخليجيون أن الزياني سيزور صنعاء السبت في محاولة جديدة لإحياء مبادرة انتقال السلطة». وقلل مسؤول حكومي من احتمالات التوصل إلى اتفاق قريبا، واكتفى بقوله إن الزياني «سيأتي في وقت ما الأسبوع المقبل ليستمع الى آراء». وكان الزياني قام في 21 أبريل الماضي بزيارة الى صنعاء عرض خلالها رؤية الوساطة الخليجية لحل الأزمة في اليمن بعد المشاورات مع طرفيها، وتتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية تتشكل على أساس 50 في المئة للحزب الحاكم و40 في المئة للمعارضة و10 في المئة للأطراف أخرى. وبعد تشكيل الحكومة، ينقل الرئيس صلاحيته إلى نائبه، وبعدها تنتهي مظاهر الأزمة، أي انسحاب المتظاهرين وإنهاء التمرد العسكري. وخلال 30 يوماً يقدم الرئيس استقالته إلى مجلس النواب، ثم يقوم الرئيس المؤقت وحكومة الوحدة بتحضير إجراء انتخابات رئاسية خلال ستين يوماً. «اللقاء المشترك» بدوره، دعا ائتلاف أحزاب «اللقاء المشترك»، أكبر تكتلات المعارضة اليمنية، الى «مزيد من الضغوط الدولية على الرئيس علي عبدالله صالح»، في اعقاب مقتل ما لا يقل عن 12 متظاهرا خلال احتجاجات مناهضة للحكومة اول من أمس. ودعت أحزاب «اللقاء المشترك» الذي يضم أحزاب المعارضة ونشطاء وزعماء قبليين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية وجيران اليمن الى ا«تخاذ إجراءات ضد الهجمات التي تشنها القوات الحكومية على المتظاهرين». وقال «اللقاء المشترك» إن «الصمت الدولي إزاء الهجمات، أعطى صالح الضوء الأخضر لشن المزيد من الحملات القمعية، على المحتجين الذين يطالبون برحيله بعد حكم دام 32 عاماً»، على حد وصفه. الوضع الميداني امنيا، قتل متظاهران يمنيان وجرح عشرة برصاص قوات الأمن في مدينة البيضاء شرق اليمن. وقال مصدر يمني مطلع ان المتظاهرين قتلا برصاص مسلحين أطلقوا النار من على سطح مقر حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم في البيضاء على آلاف المشاركين في تظاهرة بساحة «أبناء الثورة» في المدينة تطالب بتنحي صالح. وأوضح المصدر ان أحد القتيلين يدعي عبد العزيز الخضر وعمره لا يتجاور 18 عاما. ورفع المحتجون لافتات تندد ببقاء صالح في الحكم، ومزقوا صوره الملصقة على جدران المباني. وقال المصدر ان المتظاهرين الغاضبين «قاموا بعد مقتل المتظاهرين باقتحام مبنى الحزب الحاكم، وأضرموا النار فيه، بعدما اعتقلوا مسلحاً، فيما لاذ مسلحون آخرون بالفرار». كما قال مراسل لوكالة «رويترز» إن «قوات الأمن مستخدمة مدافع آلية وضعت على سيارات عسكرية أطلقت النار في الهواء، ما أسفر عن إصابة عشرات المحتجين الذين أقاموا حواجز بامتداد شارع رئيسي في مدينة تعز». ونقل المصابون إلى مركز طبي في الساحة التي يعتصم فيها المتظاهرون منذ شهور. استعانة حكومية الى ذلك، ذكرت صحيفة «26 سبتمبر» الناطقة بلسان الجيش اليمني ان الحكومة قررت الاستعانة بطلبة الكليات العسكرية لمواجهة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد. وقالت الصحيفة ان الحكومة «اتخذت خطوات صارمة لإعادة هيبة الدولة في المناطق التي تشهد أعمالا خارجة عن القانون.ووضعت خطة أمنية لتحقيق ذلك من خلال إعادة الانتشار الأمني والدفع بطلاب الكليات العسكرية للنزول الى الشوارع والنقاط الأمنية للمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار». آشتون تدعو إلى التوقيع على المبادرة ذكر بيان صحافي صادر عن الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بشأن الأوضاع في اليمن وزعه مكتب البعثة الاوروبية في صنعاء ان آشتون «تُتابع وبقلق بالغ التطورات الجارية في اليمن». ونقل البيان عن آشتون: «أدين بأشد العبارات العنف والقمع المتواصل للمحتجين في صنعاءوتعز والمدن اليمنية الأخرى، وأدعو الحكومة وقوات الأمن لوقف استخدام العنف فوراً». ورحبت آشتون بالبيان الصادر عن مجلس التعاون الخليجي في 10 مايو والذي حض الأطراف اليمنية على توقيع خطة الانتقال السياسي، داعية الجانبين الى «التوقيع عليها وتنفيذها دون مزيد من التأخير، حيث يكمن الحل فيها ووقتها الآن، وقد طال انتظار اليمنيين كثيرا».