اعترف أن الوضع الراهن الذي تعيشه المنطقة وبالذات إقليم جنوب الجزيرة العربية معقدة وان المرحلة القادمة حبلى بأكثر من احتمال وان حضرموت الجوهرة التي تحاول كل القوى احتوائها والظفر بها . أين الحضارم من حضرموت؟ وإذا كان الناس تهتم بحضرموت فهل يعي الحضارم بكل أطيافهم السياسية والقبلية والفئوية والعمرية أهمية حضرموت أم أنهم يتغنون بها ويصبح هذا التغني مخدرا لهم ومن ثم يهيموا في أحلام اليقظة كمخزني القات وأوهام هذه النبتة الشيطانية التي غزت مجتمعهم وخطط لأن يكون الحضارمة وشبابها أسرى لها تحقق أهداف القادمين للسيطرة على شبابها وأموال أهلها ومن ثم تغييب وعي أهلها. وإلا فما بال الحضارمة متشرذمين غير موحدين وتراهم يهدموا كل جميل مادي أمامهم من أنوار وأشجار وطرق ومدارس ويقفوا أمام المستقبل بكل صلافة غير واقعية, فتراهم ينادوا , عن جهل, لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس .أي جريمة ترتكب بهذا القول الفاجر...وهاهو الرئيس قد سقط بشكل أو آخر فهل حان الوقت لنستعيد حماسة التعليم والتعلم؟
أعود وأقول إن على الحضارم أن يعوا أنهم مستهدفين لأنهم ليسوا على قلب رجل واحد. ففي عهد ما قبل الوحدة تفرقوا هذا مع اليمين وآخر مع اليسار وأولئك مع النهج _س _ وغيرهم مع التوجه -ص _ حتى أصبح الحضارمة كل دجاجة على مرعاض ومن المؤسف أن هذا الأمر استمر بعد الوحدة وحتى اليوم لا أقول أن نكون جميعا صورة متكررة عن بعضنا البعض ولكن دعوني أسأل أين حضرموت من ذلك ؟؟؟؟ وجاءت ثورة الشباب وتجلياتها وهاهي حضرموت تغيب عن مسرح الاهتمام إلا من كلام المقايل والطرقات والمجالس الأهلية والوطنية و... التي نراها تنتج نفسها أكثر ضعفا ومظاهر وفرقعات إعلامية وللأسف .
وجاء مؤتمر القاهرة وكلنا أمل أن يكون للحضارم كلمة وصولة وجولة فإذا هم جماعات عرفوا بالعدد 121 أو 19 ومع احترامي لوجهة نظرهم إلا أني وبتواضع شديد أقول : إن الحضارمة ذهبوا إلى القاهرة بدون هدف أو رؤية فظهروا هولاميين في مظهرهم متفرقين في أهدافهم ليس لديهم رسالة واضحة , فلاهم من سيرة الحمامة ولاهم من سيرة الغرابة _ كما يقول المثل _فهل لنا أن نفكر أولا وأخيرا في حضرموت حتى لا نبكي _ لا سمح الله _ على حليب مسكوب .
لقد آن الأوان أن نفيق وان نتخلى _ بصراحة_ عن الشخصيات التي انتهت صلاحيتها وان يتسلم زمام المبادرة أياد وشخصيات لم تتدنس بالمسؤوليات التي لم تنتج إلا فسادا أو ضعفا أو تبعية أو تكريس للأنانية . يجب على الشباب اليوم أن يعي دوره وان لا يسلم مستقبله لأولئك المتساقطين والمتربصين فالمستقبل حق لهم وان ضياعه ضياع لهم ولكن عليهم أن يتصرفوا بحكمة وتعقل وبلا تهور فعليهم أن يتحاوروا وأن يكونوا على قلب رجل واحد .
وثقوا أن الله لن يخيب جهودهم إذا كانوا على قلب رجل واحد وواضحي الرؤية والمسار سلاحهم العلم والتعلم أولا وأخرا وللأبد متمسكين بالقيم والمبادئ .