ودع منتخبنا الوطني لكرة القدم بطولة غرب آسيا بخساريتن من المنتخبين البحريني في الإفتتاح والسعودي في ثاني اللقاءات، وفي لقاءات المجموعات إذا لم تحقق التعادل على أقل تقدير في المباراة الأولى فهذا يعني أنك ستواجه عراقيل في قادم المباريات وهو ما حصل، ومع أن فوز البحرين على منتخبنا لم يكن بالقوة المتوقعة من منتخب جاهز ومستعد لخوص بطولة خليجي 21 على أضه إلا أن منتخبنا قدم مباراة متكافئة أحرجت البحرين لولا سوء الحظ الذي حالفنا في أخر أربع دقائق من زمن الشوط الثاني والتي حملت هدفا بحرينيا صعبا بسبب هفوة دفاعية أتاحت للاعب البحرين التسديد بهدوء رغم أن منتخبنا لعب بخطة دفاعية كادت أن تؤتي أكلها على الأقل في الاختبار الأول.. مع المنتخب السعودي ظهر منتخبنا بمستوى أفضل وقدم شوطا ثانيا معقولا بعد أن ولج مرماه هدف في شوط المباراة الأول فعالج أخطاءه في الثاني معتمدا على تراجع لاعبي المنتخب السعودي الذين حققوا الفوز بالثلاث النقاط وبأقل مجهود، رغم أن الأخضر السعودي كما هو معروف لعب بالرديف كون الأمور لم تدخل مراحل الجدية كما سيكون عليه الحال في خليجي 21 بالبحرين.. عوامل نجاح المدرب بعد الخساريتن وصف الكثيرون المدرب البلجيكي توم سيفنيت بالكذاب وبائع الكلام المعسول لإنه قال أن منتخبنا الوطني سيكون على ما يرام تحت قيادته والحقيقة أن الاستعجال في الحكم على المدرب يبدو أمرا متهورا لأن هناك عدة عوامل يجب أن يحظى بها أي مدرب في عالم الكرة للحكم عليه، ومنها التحضير المرهون بالوقت الكافي وهو الأمر الذي لم يتوفر لتوم في ظل تسلمه منتخبنا منذ فترة بسيطة، عسكر بعدها في مصر ولعب مع أندية لا تتساوى قوتها مع المنتخب ومع هذا خسر الثلاث اللقاءات الودية.. كان من الطبيعي أن يخسر منتخبنا في بطولة غرب آسيا قياسا بفترة الإعداد وعطفا على المبارايات الودية في مصر، لكن ما رأيناه أن المنتخب بدا نوعا ما جيد، وقدم مستوى لا باس به أمام البحرين ثم ارتفع مستواه تدريجيا أمام السعودية لولا أن المباراة لا تركن إلى عواطف الأداء الجميل بقدر ما تهتم فقط بأهداف الفوز.. توم البلجيكي لم يأت به اتحاد الكرة فعليا من أجل غرب آسيا على اعتبار أن هذه البطولة بروفة أخيرة لخوض بطولة خليجي 21 في البحرين بمعنويات أكبر وبجاهزية أفضل جراء اللعب مع منتخبين يتواجدان في البطولة ذاتها السعودية والبحرين المستضيف، وهنا يصبح التسرع في الحكم على المدرب استعجالا لا مبرر له لعدم حصوله على الوقت الكافي للتعرف على كافة الأمور المتعلقة بمهارات اللاعب اليمني وكذا بالحالة النفسية التي تعتريه.. ثم أن المدرب لا يزال جديدا على كرتنا ككل وهو بحاجة إلى وقت مناسب ليقرر التشكيلة الأخيرة التي سيخوض بها معارك الخليج القادمة مطلع يناير القادم.. الصاصي..الصادق لماذا..؟ من الآن وحتى موعد خليجي 21 سيمتلك المدرب الوقت الكافي ليثبت القليل من أحلامه وطموحاته التي وعد بها الكرة اليمنية وباحتساب معسكر القاهرة وبطولة غرب آسيا في الكويت يكون المدرب قد حصل على الوقت الكافي والمباريات القوية التي ستتيح له معرفة جوانب الضعف في صفوف منتخبنا بشكل أوضح ليضيف بخبرته وأسلوبه ما يتلافى هذه العيوب.. في حديث خاص مع الكابتن عصام دريبان عقب خسارتنا من السعودية سألته ما الفرق بين أداء المنتخب أمام البحرين وضد السعودية فأجاب المرعب أن مستوى المنتخب تحسن أمام السعودية بشكل أفضل من ذلك الذي ظهر به أمام البحرين وأن الحفاظ على المرمى بأقل أهداف هو أحد ثمار اللعب وفق تكتيك توم، كما أشاد بالإلتزام الدفاعي للمنتخب في كلا المباراتين.. من وجهة نظر أطرحها على طاولة توم سيفينت المعني بإختيار لاعبي المنتخب هي أنه يجب أن يزيح النظرة القاتمة التي أحاط بها اللاعب علاء الصاصي وهو اللاعب المهاري الأول في المنتخب وربما على مستوى لاعبي كرة القدم في بلادنا، كون الصاصي مراوغ فنان ولاعب سريع يجيد الاختراق سواء من الأطراف أو العمق وهذا ما لم يتوفر لمنتخبنا بالذات أمام البحرين الذين كانوا يفتقرون للياقة البدنية والذهنية في خط الدفاع كما كان حال المنتخب السعودي في الشوط الثاني.. على المدرب أيضا أن يستعين بقدرات اللاعب أحمد الصادق المحترف لتعزيز خط الدفاع وهو أمر أعتقد أن المدرب أي مدرب لن يغفله فلاعب محترف كالصادق المنتخب أولى بخدماته.. فاعلية اللاعب أيمن الهاجري تظهر كثيرا كل ما نزل هذا اللاعب إلى أرضية الملعب فنجد حيوية في خط الهجوم وتحسن في تنظيم الهجمات ومع هذا يحتفظ المدرب بالهاجري الشاب النشيط والمبدع في كرسي الاحتياط كثيرا ليشارك به في وقت صعب على لاعب بسن الهاجري الذي يحتاج للعب من البداية.. كما يحتاج اللاعب وحيد الخياط إلى التحرر أكثر في مهامه الهجومية فالخياط لاعب بقدرات جيدة في الدوري المحلي لكنه مع المنتخب حتى الآن تائه وكأنه غريب، وهنا يجب على المدرب أن يعزز من ثقة اللاعب بنفسه كما أن خطة الدفاع المستميت ليست مجدية جدا في ظل وجود لاعبين شباب وأكثر حيوية وفاعلية في خط الهجوم.. غرب آسيا بروفة كل ما حصل (بروفة) لبطولة يناير في البحرين ويجب على المدرب أن يعي مثل هذه الحقائق وأكثر من خلال ملاحظات مساعده ومن خلال احتياجات المنتخب للمرحلة القادمة، نحن فقدنا النقطة في خليجي 20 بعدن وكم سيكون رائعا لو أننا استعدنا تلك النقطة مضاعفة في البحرين.. وبالنظر إلى نتائج ما حصل للمنتخب سنجد أن نسبة كبيرة من المساحة الإعلامية في بلادنا هاجمت المدرب فيما القلة فقط من آمنوا بأن مشكلتنا في فكر وقدرات اللاعب المحلي، البعض علق قائلا لو استعنا بجوارديولا أو مورينهو لا فائدة العيب في اللاعبين، والبعض الآخر أكد أن المنتخب فاشل والمدرب لا يتحمل قسطا وافرا من محصول (النحس) فيما ذهب الكثيرون لرمي اللوم على توم مع أني اتفق مع القسم الذي يرى أن المدرب لا يزال الحكم عليه بعيدا وأن اللاعبين هم سبب الخسارتين خاصة في ظل ضياع أكثر من فرصة توفرت لهم أمام البحرين والسعودية والمسالة التهديفية أمام المرمى لا علاقة لها بالمدرب إطلاقا.. خذوا مثالا على كيفية العلاقة بين المدرب والإعلام أو اللاعبين..في اسبانيا رحل جوارديولا عن الفريق الساحر برشلونة فتوقع الكثيرون أن مملكة البرشا مع المساعد فلانوفا ستنهار وأن الريال سيقف على حطام البرشا من جديد، ما حصل أن جوارديولا رحل فكان مساعد المدرب السابق مع الفريق يقدمون لقاءات قوية حتى أنهم لم يخسروا إلى الآن في الدوري وزادت شهية ميسي التهديفية ليحطم رقم الألماني جيرد مولر المسجل في موسم واحد ب(85) فوصل ميسي إلى (88).. اللاعبون أنفسهم يعرفون واجباتهم الكروية، الإلتزام بصحتهم وبتداريبهم وبتفاهمهم داخل المستطيل الأخضر ثم ياتي دور المدرب الذي يرسم تفاصيل الخطة بحسب مجريات اللعب.. مع منتخبنا لن يفلح أي مدرب مالم يتسلح اللاعبون بالحماس والروح القتالية والإلتزام داخل الملعب وخارجه، وكل هذا لا يلغي أن المنتخب بدا جيدا مع توم رغم الخساريتن وبالمزيد من الجهد والتدريب والإستيعاب الفكري سيكون لهم شأن وأقربه في البحرين مطلع العام الجديد..