لم تحض محافظة مارب، شرقي اليمن، بإنشاء أي كلية خلال العقود الماضية منذ قيام الثورة اليمنية المباركة. في منتصف العام 2006م أصدر الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أثناء حملته الانتخابية قراراً بإنشاء كلية التربية والآداب والعلوم تتبع جامعة صنعاء.
الكلية التي اتخذت من مقر المعهد العالي مكانا لها وبعد عشرة أعوام، وفي ظروف الحرب، والنزوح تحولت الى جامعة حكومية.
صعوبات وعوائق رئيس الجامعة، الدكتور محمد حمود القدسي، تحدث ل"الصحوة نت" عن الصعوبات التي واجهتها الجامعة في بداية تأسيسها، لكنها استطاعت وبتعاون السلطة المحلية ممثلة باللواء سلطان بن علي العرادة محافظ المحافظة من تجاوز تلك الصعاب.
تحدث القدسي عن انجازات إدارته خلال عام فقط، وهو عمر الجامعة التي أنشأت بقرار رئاسي في 16 نوفمبر 2016م
قرار تعيين رئيس الجامعة لم ير النور منذ عام
يقول الدكتور القدسي "إن الجامعة امتداداً لكلية التربية والآداب والعلوم، التي ظلت عشر سنوات لم يثبّت خلال تلك الفترة موظفاً واحداً في حين بلغ طاقم التدريس اليوم في الجامعة المثبت منهم (43) دكتوراً و(10) بدرجة مدرس مساعد و(25) معيد، فيما بلغ الإداريين المثبتين في الجامعة (45) بدرجة بكالوريوس و(3) دبلوم و(7) ثانوية و(7) خدمية. يحمل رئيس الجامعة الدكتوراه في الفقه المقارن، من جامعة صنعاء، عمل مدرساً في كلية التربية في ذات الجامعة لعدة أعوام. مرّ عام على تكليفه من السلطة المحلية، لكنه لم يحض بقرار جمهوري يقضي بتعيينه رئيساً للجامعة الوليدة... قال لي وهو يبتسم "انه لا يعرف اسباب تأخر صدور القرار.
تخصصات جديدة بعد أن ارتشف من كأس الشاي، الذي وضعه على مكتبه شاباً بدا أنيقاً، سرد الدكتور القدسي، الكثير من الانجازات في الجامعة، منها عدد من التخصصات العلمية خلال هذا العام لكليات الجامعة الخمس منها جيولوجيا، اعلام وفنون، ومعلم صف، وتسويق، ومصاريف، وتمويل، ويعتبر اول تخصص في الجامعات الحكومية، إضافة إلى نظم معلومات حاسوبية وغيرها من التخصصات.
كليات الجامعة تتكون جامعة اقليم سبأ من كلية التربية والآداب والعلوم، وكيلة تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، وكلية الشريعة والقانون، وكلية العلوم الادارية والمالية، وكلية التربية العلوم الانسانية والتطبيقية في الجوف وتضم (270) طالباً وطالبة وتعد اول كلية في محافظة الجوف منذ قيام الجمهورية في ستينيات القرن الماضي.
ازدحام شديد يقول رئيس الجامعة إنه مع بداية العام الجامعي 2017/2018م بلغ عدد الطلبة الملتحقين في الجامعة (5300) طالباً وطالبة بزيادة تصل الى (90) % مقارنةً بالعام الجامعي 2016/2017م حيث كان إجمالي طلبة الجامعة (2800) طالب وطالبة. ويضيف الدكتور القدسي أن زيادة عدد الطلبة اضطر رئاسة الجامعة إلى إيجاد قاعات دراسية جديدة لاستيعاب هذه الزيادة في أعداد الطلبة فتم تجهيز (10) قاعات إسعافيه سعة كل قاعة(70) طالبا والبدء ببناء (8) قاعات اضافية اخرى سعة كل قاعة (90) طالباً وطالبة وقد بلغ عدد القاعات الدراسية في الجامعة (30) قاعة دراسية.
مساحة جديدة للجامعة الدكتور عثمان العرادة، من أبناء محافظة مارب، يشغل منصب الأمين العام للجامعة قال إن السلطة المحلية اشترت أرضية تبلغ مساحتها 1 كيلو متر مربع تقريبا، لبناء مبان جديدة تتبع الجامعة، وأن الجهات المعنية بدأت بتخطيطها، كحل للزحام الشديد. وأضاف "تم صيانة معظم الاثاث والمباني، وبناء سكن لبعض أعضاء هيئة التدريس، كما يتم بناء بعض المكاتب الادارية، كما تم تشجير ساحة الجامعة وتزيينها بالشجيرات الخضراء، كما تم أعادة تأهيل المضخة لتوفير مياه الجامعة".
حافلات لنقل الطالبات "يسرى" نطقت اسمها بعد تردد، قالت إنها من مديرية "الجوبة " التي تبعد عن مركز المدينة نحو 20 كيلوا متر، تدرس في المستوى" الاول" دراسات اسلامية وقرآن كريم. تقول يسرى "إنها تحضر كل يوم مع نحو 100 طالبة على متن حافلتين، لا تواجه أي اشكالية في الدراسة سوى انهن لا يستطعن الحضور "فيوقت باكر بسبب البرد، وأنهن تسببن في خصم رواتب سائقي الحافلات الذين ليس لهم ذنب.
استطاعت السلطة المحلية ورئاسة الجامعة من توفير (9) حافلات كبيرة بالتعاون مع شركة صافر، والهلال الأحمر الاماراتي، لنقل الطالبات من مديريات "الجوبة، وحريب، والوادي
حاولت الحديث مع طالبة اخرى لكنها رفضت، همس طالب كان بجانبي "عيب تتحاكى مع البنات"، تحت شجرة بالقرب منا كان أحدهم يتحدث مع طالبتين.
طلاب مارب يندفعون للدراسة الأمين العام للجامعة الدكتور عثمان العرادة، قال إن نسبة الطلاب من أبناء مارب بلغ 30% من إجمالي طلاب الجامعة، واعتبر أن نسبة الطلاب من أبناء المحافظة في المستوى الجيد خاصاً الفتيات، مضيفا أن بعض الطالبات يأتين من مديريات كان ذلك مستحيلا في السنوات الماضية
معامل جديدة وتثبيت وابتعاث استطاعت الجامعة أن توفر بجهد ذاتي اربعة معامل للكيمياء والحاسوب والاحياء، وفي جانب التأهيل انتدبت رئاسة الجامعة 14 معيداً للدراسة في جامعات حكومية، وفي الجانب الاداري ثبتت 34 دكتوراً ضمن هيئة التدريس، و4 بدرجة ماجستير، و11 معيداً.
مكتبة الجامعة عندما دخلت بوابة المكتبة كانت "كفاية" تلملم أشيائها على وشك المغادرة، كان الوقت متأخراً الساعة تقترب من الواحد بعد الظهر. تحدثت مسؤولة المكتبة "كفاية الشميري"، عن عمل المكتبة وخطة رئاسة الجامعة تطويرها باستخدام النظام الالكتروني، وإضافة عشرات العناوين الجديدة، التي قالت إن بعضها وصل بالفعل للجامعة لكنها لم تصل المكتبة. تقول إن عدم التزام الطلاب بنظام المكتبة هي من المشاكل اليومية التي تعاني منها، بعضهم يتحدثون بصوت مرتفع وأثناء الاتصال، ويرفضون التعامل معها، لا تستطيع ان تفرض عليهم النظام، هي بحاجه الى من يساعدها.
"دابة الارض" تنخر الكتب تعاني مكتبة جامعة إقليم سبأ لمعضلة كبيرة تتمثل في "الارضة " التي تنخر كتب المكتبة بشكل مرعب، وتنخر الخشب معاً.
عرضت مسؤولة المكتبة علينا عددا من الكتب التي لم يتبق منها سوى الهيكل، أتت عليهم الارضة من كل جانب وأتلفت عدداً كبيراً من الكتب، بالإضافة إلى أنه بين حين وأخر يتم رش مبيد على المكتبة، لكنة حلاً مؤقتا، ثم تعود الارضة لتمارس لتنخر الكتب والادراج.
تزدهر مارب تدريجيا وتشهد اقبالا متزايدا على جامعة المحافظة الناشئة، غالبية الطلاب نازحون بسب الحرب، لكنهم وجدوا في مارب الجامعة الحكومية التي يستطيعون من خلالها مواصلة تعليمهم بعيدا عن الخطف والاعتقالات، ويجد المدرسون فيها رواتبهم دون امتهان وإذلال كما يحدث في الجامعات التي تحت سيطرة المليشيات.