الانتعاش الذي تشهده محافظة مارب عكس نفسه على كل مظاهر الحياة، فالتوسع العمراني على قدم وساق والنشاط التجاري يتصاعد بوتيرة عالية الأمر الذي غير معالم مدينة مارب بحيث لا يتمكن الزائر الذي يعرف مارب قبل 2014 من استيعاب حجم التغيير الحاصل على كافة المستويات. النشاط الفندقي في مارب من أهم القطاعات التي انتعشت خلال الأعوام الماضية بسبب الاقبال الكثيف على المدينة التي احتضنت اليمنيين بكافة مشاربهم وانتماءاتهم، ومع ذلك تظل الخدمة الفندقية دون مستوى الاقبال لدرجة أن الزائر أحيانا لا يجد فندقا يؤيه.
يمثل فندق بلقيس بمدينة مأرب وجهة الزوار الأنسب أثناء زيارتهم للمدينة، وعلى وجه الخصوص الوفود الأجنبية أو الشخصيات السياسية والوجاهات القادمين من خارج اليمن أو من محافظات أخرى.
مميزات وخدمات يمتاز الفندق بموقعه المرتفع نسبيا من المدنية أو ما يطلق عليه "المجمّع" حيث يعتبر الفندق السياحي الأول، أربعة نجوم، ويمتاز بمساحة شاسعة تتسع لعشرات من سيارات النزلاء وخدمات فندقية أخرى. بحسب مدير الفندق فقد تأسس عام 1982، ويتبع الشركة اليمنية الفندقية، غير أنه توقف لفترات متقطعة آخرها منذ 2009 وحتى دحر المليشيات من مارب 2015.
مثلت فترة الثمانينيات العصر الذهبي للمحافظة التي كانت تتهيأ لمستقبل أفضل خاصة مع تدشين أول انبوب لتصدير النفط، وفيها أيضا تم اعادة بناء سد مارب التاريخي.
مع مرور السنوات بدأت المحافظة بشكل عام والمدينة على وجه الخصوص تتعرض لإهمال متعمد، وتشويه بطريقة ممنهجة حيث ارتبط اسم المحافظة بعمليات اختطاف السياح الأجانب، وقطع الطرقات، والارهاب وتفجير أنابيب والنفط وأبراج الكهرباء.
كانت مأرب من أكبر المحافظات الشمالية التي تستقبل السياح الأجانب لاحتوائها المواقع الأثرية منها عرش بلقيس الأثري، وسد مارب، ومن مميزات المحافظة أنها تمتلك ثروات نفطية وغازية ولهذا السبب ربما تم انشاء فندق بهذا الحجم وبهذا المستوى من أجل توفير خدمة فندقية تتناسب مع السياح الزائرين.
توقف العمل بالفندق آخر مرة في الفترة منذ 2009 وحتى 2015، وبعد دحر مليشيا الانقلاب من المحافظة، وبعدها استأنف العمل بالفندق ومنذ ذلك الحين يعيش الفندق أزهى أيامه بسبب النزوح وتحول المدينة إلى أشبه بعاصمة حيث تتردد على المدينة وفودا أجنبية تتمثل بصحفيين وناشطين، إضافة إلى الشخصيات السياسية والوجاهات التي تتخذ من الفندق مقرا مؤقتا لها.
أثناء حديث "الصحوة نت" مع مدير الفندق تلقى اتصالا هاتفيا يطلب حجز 21 غرفة، وعندما سأله؟ أجاب أن هناك وفدا بريطانيا وصل إلى المحافظة. مكونات الفندق يمتلك الفندق 66 غرفة، إضافة إلى ملحق بجوار الفندق ويضم 23غرفة، إضافة إلى مسبحين، أحدهما للأطفال، ومطعم، وصالتين، احداهما للاجتماعات والفعاليات، وصالة انتظار، وحديقة صغيرة للأطفال، وفناء مزروعا بمساحة كبيرة بجوار الفندق يتم في الاثناء صيانته وتركيب شبكة ري حديثة.
مدير الفندق / عادل غبارة / شاب ينتمي إلى مديرية عتمة محافظة ذمار ويعمل منذ 1992، مع وزارة الثقافة والسياحة آنذاك في العاصمة صنعاء ولديه بكالوريوس تاريخ، جامعة صنعاء، ولديه خبرة كافية في العمل السياحي وإدارة الفنادق، يقول إن إدارة الفندق تعتزم تطوير الفندق بشكل كبير وأنها تعمل حاليا على تحويل الدور الثالث إلى جناح ملكي، حسب ما قاله.
مع الغزو الحوثي لمحافظة مارب، تعرض الفندق للقصف وتدمرت أجزاء من بعض الطوابق، لكن ادارة الفندق استطاعت من إعادة تأهليه وترميمه قبل أن تبدأ بتشغيله. معوقات يقول مدير الفندق ل الصحوة نت" إن أبرز المشاكل التي يواجهها الفندق تتمثل في الصيانة خاصة وأن أجهزة الفندق، مغاسل ومطابخ وديانم، كلها قديمة وتحتاج إلى تغيير كلي بسبب انعدام قطع الغيار، إضافة إلى مجاري الفندق التي تعطلت أجهزتها، وأنها تحتاج إلى تغيير بشكل كامل تحتاج إلى ميزانية، وأن الفندق كله يجري له صيانة واسعة لكافة أثاثه وأجهزته ليلائم نزلائه وزواره.
وتحتضن مأرب مئات الآلاف من مختلف المحافظاتاليمنية، أبرزهم فروا من بطش مليشيا الحوثي، وتحولت المدينة إلى مركز تجمع وانطلاق لكافة الأحرار.
وتحول الفندق بصالته إلى ما يشبه ورشة العمل فهو يحتضن الفعاليات بشكل شبه يومي وتقام فيه الانشطة والمؤتمرات والندوات وورش العمل واللقاءات المتنوعة.
ويظل النشاط الفندقي دون المستوى ولا يلبي المستقبل الذي تستحقه محافظة مارب وينتظرها بفعل دورها وما تتمتع به من مقومات سياحية ونشاط اقتصادي وموقف سياسي يجعلها قبلة الزوار ومحط اهتمام الداخل والخارج فهي بحسب معظم الذين يترددون على المحافظة بحاجة إلى عدد من الفنادق الراقية التي تلبي رغبة الزوار وتتواكب مع حجم التطور الهائل الذي تشهده المحافظة.