لقد كان "العثمانيون القدماء" هم من دافع عن العالم العربي والإسلامي إزاء الهجمة الصليبية بغض النظر عما رافق الحكم التركي من سلبيات ونحن نقر بها وما من عمل بشري إلا ولابد أن ترافقه أخطاء بشرية ثم إنهم على عكس العرب تماماً –حافظوا على فلسطين بشكل عام وعلى "القدس بشكل خاص". وما مواقف السلطان "عبدالحميد" من ذلك عنا ببعيدة فهي: أشهر من نار على علم. وكم .. وكم من أمثال تلك المواقف المشرفة مما لا مجال لذكره، ولكن لابد من ذكر ما صنعه "العثمانيون" الجدد، وخاصة حديث الساعة أعني مجزرة "إسرائيل" لأسطول الحرية لغزة ومن ذلك أمثال هذه المواقف –مشاركتهم بصورة رئيسه في أسطول الحرية ل"غزة" ابتداء معونة وسفناً، وبشراً ومادياً، ومعنوياً، ناهيك عن القوافل السابقة لقافلة الحرية. - أكثر شهداء المجزرة الإسرائيلية من الأتراك. - مظاهرات إخواننا الأتراك في عموم أنحاء "تركيا" من قبل الجريمة ومن بعدها، واعتصموا أمام القنصلية الإسرائيلية في "إسطنبول" وحاصروها "كما حاصروا منزل السفير الإسرائيلي في أنقرة. - رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" قطع زيارته لأمريكا اللاتينية وعاد إلى بلاده من أجل التفرغ لهذه القضية. - رئيس الجمهورية التركي "عبدالله غول" يعقد اجتماعاً طارئاً من أجل ذلك. - استدعاء السفير التركي من إسرائيل وفي نفس الوقت استدعاء السفير الإسرائيلي في "أنقرة لإبلاغه الاحتجاج التركي الشديد على تلك الجريمة المروعة. - دعوة تركية للأمم المتحدة لعقد اجتماع عاجل من أجل ذلك. - إلغاء لمناورة كان من المقرر إجراؤها بين "تركيا وإسرائيل". - إلغاء مباراة في كرة القدم كان من المقرر إجراؤها بين "تركيا وإسرائيل". - هناك قناتان فضائيتان تركيتان ناطقتان باللغة العربية ظلتا تعملان طوال الساعة في تغطية تداعيات قافلة الحرية من قبل الجريمة ومن بعدها. ولنا أن نقارن بين هذا الرصيد التركي المشرف نحو فلسطين بالأمس البعيد، وبالأمس القريب واليوم وبين ما صنعته الأنظمة العربية السياسية الرسمية وإن كان في الحقيقة لا مقارنة البتة وما هو إلا كما قال الشاعر: ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل هذا السيف أمضى من العصا فما رأيكم يامن تسمون "العثمانيين" ب"المحتلين"؟