قلة من الزبائن من يرتادون الأسواق لشراء ملابس العيد، ليس الحال كما في عيد الفطر المبارك لسبب وحيد يتمثل في غلاء الأسعار بشكل مهول. الموسم في نظر أصحاب المحلات مخيب للآمال، ولم يصل البيع إلى حده الأدنى كما كان متوقعا، هكذا يقول خالد، الذي يعمل في أبرز تلك المحلات التجارية الخاصة بالملابس والتي فُتحت مؤخرا، مشيرا إلى أن العمل ضعيف للغاية ، وأن العمل في عيد الفطر المبارك كان أفضل بكثير، كل ذلك بسبب ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، حسب وصفه.
ارتفاع جنوني بأسعار الملابس يحل هذا العام عيد الأضحى المبارك ضيفا ثقيلا على المواطنين، كما يصفه بذلك أسعد، بسبب الغلاء الفاحش، ففي عيد الأضحى يحتاج الشخص إلى أضحية، وملابس العيد، اضافة إلى الكماليات من الزبيب والمكسرات.
يؤكد أسعد أنه لم يشتر كسوة العيد لأسرته لعدم قدرته على ذلك وأن راتبه لا يغطي كافة الاحتياجات، مضيفا "عاد حنا كسيناهم في عيد الفطر.. يكفيهم"، قالها بتهكم.
هنا بمارب تتضاعف التبعات على المواطنين بسبب النزوح وارتفاع اسعار ايجار المنازل والشقق إلى حد مهول جدا، بسبب جشع المؤجرين الذين استغلوا وضع النازحين وعدم وجود العدد الكافي من المنازل لتلبية الاحتياج القائم، كما يقول النازحون.
يبرر التجار بمدينة مارب ارتفاع الأسعار بأكثر من غيرها من المحافظات لأسباب النقل من صنعاء، وكذلك أيجار المحلات التي ارتفعت بشكل مضاعف، اضافة إلى تدهور سعر الصرف، لكن مواطنون يشكون استغلال التجار وجشعهم لعدم وجود رقابة من قبل السلطة المحلية، كما يقولون.
الأضاحي.. أسعار خيالية الأضحية أحد شعائر عيد الأضحى تحولت بسبب ارتفاع أسعارها إلى "من استطاع إليها سبيلا" فللمرة الأولى تشهد معظم المحافظات، منها مارب، ارتفاع أسعار الأضاحي بشكل خيالي وغير مسبوق، حيث بلغ سعر الخروف في سوق الماشية بمدينة مارب إلى أسعار خيالية يعجز الموظف البسيط عن شراء أضحية العيد ما يلجأ ببعضهم لشراء دجاج أو كيلوا لحم بدلا من الأضحية.
قصة ارتفاع الأضاحي تحول إلى قضية رأي على ماقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب مدير اذاعة مارب، علي الحواني، على صحفته "هذا الكبش سعيد الحظ اعطوا لصاحبه 165 ألف ريال ولا رضي وعاد الصُّلحة (الدِلالة) على المشتري، مختتما منشوره ب "حسبنا الله ونعم الوكيل". أما مدير مكتب الأشغال العامة السابق بمحافظة مارب، المهندس عبده صالح، كتب في منشور له حول غلاء أسعار الأضاحي "العيد موسم لذبح الشعب.. كان الله في عون الشعب وجشع تجار المواشي". وأضاف في تعليق له حول الموضوع ذاته بأنه يبحث عن سُبع من ثور، بعد أن عجز عن شراء خروف، لكن أحد لم يرد، مضيفا سوف نعيد بدجاجة داعيا الله أن يطرح بها البركة، حسب قوله.
كما انتشر فيديو في موقع الفيس بوك.. يظهر فيه موطن يتحدث عن خروف بسوق للمواشي بمديرية حريب بمارب، أن أحدهم دفع قيمته 180 ألف ريال ومع ذلك رفض المالك ويطلب 200 ألف ريال حسب الفيديو.
يُرجع مراقبون ارتفاع المهول في أسعار الأضاحي، إلى عدم استيراد مواشي من دول القرن الأفريقي كما كانت العادة قبل انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة في سبتمبر 2014، اضافة إلى تدهور قيمة العملة المحلية. وبالنسبة للاستيراد فقد كان يغطي الطلب في السوق، حيث وأن الناتج المحلي لا يكفي لتغطية الطلب في موسم عيد الأضحى المبارك، إضافة إلى جشع التجار والمالكين الذين يستغلون احتياج الناس في هذه الشعيرة المقدسة لرفع الأسعار والمتاجرة بمعاناة الناس.
المكسرات والزبيب في إحدى محلات المسكرات يمتلئ المحل بالزبائن بشكل طبيعي كما يقول، مصطفى، عامل، يقول إنه منذ الصباح والحال كما تشاهد، الحمدلله العمل جيد والناس مقبلين على شراء احتياجاتهم من المسكرات و"جعالة" العيد، حسب قوله. وعندما تطرقنا لارتفاع أسعار الأضاحي والملابس وشكاوى أصحاب محلات الملابس من ضعف العمل لديهم أضاف أن الناس ربما يلجئون لشراء المكسرات لتغطية العجز في شراء الأضاحي خاصة وأن معظمهم من ذوي الدخل المحدود.
يأمل الأهالي أن يأتي العيد القادم واليمن قد تحررت من قبضة مليشيا الحوثي، وتمكنت الشرعية من استعادة مؤسسات الدولة، وتعافت البلاد من ارتفاع الأسعار، ويأملون باستقرار الأمن والأوضاع بشكل عام، فقد طال عليهم عهد الظلم والبغاة من الانقلابيين الكهنوتيين.