سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ذمار: المشترك والمنظمات المدنية ينددان بالانفلات الأمني في المحافظة مراقبون اعتبروا قيام المحافظ بوساطات لحل النزاعات انهزاماً للسلطة وتخلياً عن مسئولياتها..
دانت أحزاب اللقاء المشترك ومنظمات مجتمع مدني بمحافظة ذمار الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة، والذي تزايدت وتيرته في الآونة الأخيرة. وقال عبد الوهاب النجحي - رئيس اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بذمار- إن المحافظة تشهد انفلات أمني لم تشهده من قبل، وأنه تسبب في إرباك الحياة العامة، خصوصاً داخل مدينة ذمار مركز المحافظة. وأضاف النجحي في تصريح ل"الصحوة نت" إن مدينة ذمار أصبحت تشهد حالات قتل شبه يومي، دون أن تحرك السلطة المحلية ساكناً لوقف هذا الانفلات المريع، الذي وصل حد قتل الأطفال والنساء داخل المدينة وعلى مقربة من مقرات قيادة السلطة المحلية. وطالب رئيس مشترك ذمار الجهات المختصة تحمل مسئولياتها التي تخلت عنها، مشدداً على سرعة ضبط المعتدين، والمخلين بالأمن والاستقرار، وإحالتهم إلى العدالة، محذراً من التمادي والتساهل أمام قضايا الأمن، التي تستفحل بسبب موقف السلطات. من جهته وصف فريق "هود" بمحافظة ذمار أعمال القتل التي تحدث في المحافظة هي أعمال خارج القانون، كما أنها تتنافى مع القيم التي تعارف الناس عليها. وعبر أحمد محمد حاله - نائب رئيس فريق "هود" بذمار - عن أسفه لموقف السلطة التنفيذية التي قال إنه من المفترض أن تكون هي حامية الدستور، والقائمة على تنفيذ القانون، مستدركاً: "لكنها أصبحت شبه عاجزة واتخذت موقف المتفرج إزاء ما يجري وكأن الأمر لا يعنيها". وأضاف حاله ل"الصحوة نت" إن موقف السلطة التنفيذية أمام ما يجري يعرضها للمسائلة القانونية، كونها قد تخلت عن مسئولياتها، في حماية المواطنين، وسلامة أرواحهم، وحماية حقوقهم والدفاع عنها. كما ندد "مركز الحوار لتنمية ثقافة حقوق الإنسان" بمحافظة ذمار بالاختلال الأمني الذي تعيشه المحافظة، وعبر عبد الله عمران المدير التنفيذي للمركز عن استهجانه لغياب دور الجهات الرسمية الذي وصفه بالغائب. وأضاف إن السبب الرئيسي لانفلات الأمن بذمار هو غياب دور المحافظ كونه المسئول الأول عما يجري بالمحافظة، مشيرا إلى أن مدير الأمن هو الآخر غائب عما يدور، فضلاً عن غياب دور المجالس المحلية، الذي أدى ذلك إلى تزايد الثارات، وتساهلها في حمل السلاح داخل المدينة، هو الآخر من مسببات ما يحدث. وقال عمران ل"الصحوة نت": "إن ما يجري من قتل هو تشويه لصورة المحافظة، وسمعة البلاد بشكل عام، معلناً عن تضامن المركز مع كل من تطالهم هذه الانتهاكات، والمتضررين من الانفلات، داعياً في ذات الصدد كل منظمات المجتمع المدني، ومنظمات حقوق الإنسان إلى التعاون لوقف ما يجري من سقوط للضحايا، بالتوعية بكافة الوسائل، وتتضافر جهودها للضغط على الجهات المسئولة لتقوم بدورها الذي نص عليه الدستور والقانون. هذا وعلمت "الصحوة نت" من مصادر مطلعة أن محافظ المحافظة اللواء يحيى علي العمري يقوم بتحركات، بالتواصل مع عدد من مشايخ قبيلة الحداء، للقيام بوساطة قبلية بين طرفين متنازعين في قبيلة المقادشة، كانت قد جرت بينهم عدد من المواجهات داخل مدينة ذمار، وجوار مجمع المحافظة، وسقط فيها قتيلين وأربعة مصابين من أحد الأطراف، فيما سقط "عائد الزريقي" من أبناء تعز، أثناء المواجهات الأخيرة الشهر الماضي، حين كان ماراً بالصدفة أمام أحد الأسواق، إلا أن رصاصة أحد الطرفين طالته فأردته قتيلاً، وما تزال جثته بثلاجة المستشفى، في حين فشلت كل الاحتجاجات السلمية والاعتصامات أمام مجمع المحافظة في ضبط الجناة حتى اليوم. وقد أعتبر مراقبون وسياسيون وقيادات اجتماعية بمحافظة ذمار قيام المحافظ العمري بهذه الوساطة هو انهزاماً للسلطة، وتخلياً عن واجباتها الدستورية والقانونية، في حفظ الأمن، وفرض النظام، وإشاعة الأمن، كما عبروا عن استهجانهم لتخلي المحافظ عن مسئولياته، والقيام بدور الوساطة في حل المشاكل الأمنية، مستغربين في نفس الوقت من الهالة الإعلامية التي راجت إبان ترشحه لمنصب محافظة ذمار التي روجت عن صرامته وحزمه، فيما الواقع يشهد غير ذلك.