نظم ملتقى أبناء محافظة إب، بمدينة مارب اليوم السبت، ندوة ثقافية، بعنوان ثوراتنا تتجدد، بمناسبة أعياد ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين. واعتبر رئيس الملتقى رشاد الكامل في كلمته أن ثورة ال26 سبتمبر غيرت مجرى التاريخ اليمني للتخلص من الكهنوت والاستبداد إلى الحرية واليمن الجديد. وأضاف إن محافظة إب تواصل الكفاح الجمهوري على نهج ومبادئ الثائر القائد الشهيد علي عبدالمغني، معدد أبرز الشهداء القادة من أبناء اب منذ انقلاب الحوثي وحتى اليوم وأبرزهم العميد الركن زيد الحوري، والعميد الركن حميد التويتي، العقيد منصور علي سيف. وفي ورقته تحدث العميد الركن صالح القعلي، الشهيد علي عبدالمغني نشأته ومسيرته النضالية، ودوره النضالي في ثورة 26 سبتمبر. وأضاف القلعي أن الشهيد المغني نشأ في أسرة متعلمة ومتدينة فقد كان والده محمد حسين عبدالمغني، امام وخطيب جامع القرية يتيما، ونشأ يتيما حيث توفي والده ولم يبلغ الخامسة من عمره، ليكفله عمه عبدالفتاح حسين المغني، لكن مع انشغاله في قضاء يريم، كفلته عمته وأحسنت تربيته، وأكمل حفظ القرآن وعمره 11 عاما. وأضاف القلعي أن الشهيد حسين الكبسي، كان حاضرا يوم الاحتفال "الزفة" بإكمال الشهيد المغني حفظ القرآن، واعجب بذكائه فاقترح عليهم أن يأخذه معه لاكمال دراسته في مدرسة الايتام بصنعاء. وتطرق القلعي إلى دور الشهيد في ثورة 26 سبتمبر، مشيرا إلى المغني عرف بذكائه وفطنته ونباهته، مستدلا بمقولة الشهيد جمال جميل عندما كان في اجتماع مع ثورا 48 ،عندما أبدوا تخوفهم من فشل ثورتهم فرد جمال جميل "إذا فشلنا في الثورة سيقوم بها جيل هؤلاء" ويشير إلى الشهيد المغني الذي كان يحضر اجتماع الثوار رغم صغر سنه. واستشهد الشهيد الملازم علي عبدالمغني في 8اكتوبر 1962، ضد حركة تخريبية في حريب مارب ضد الحسن ابن الامام يحيى. من جهته قال الكاتب عبدالقادر سعيد، في ورقته "الاماميون قبل الثورة واليوم" إن ما يقوم به اليمنيون اليوم في مواجهة مليشيا الحوثي، هو امتداد لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة. وتحدث سعيد، وهو رئيس دائرة حزب الاصلاح بمحافظة إب، عن المماثلة بين جرائم الائمة قبل ثورة سبتمبر وعن ما تمارسه المليشيات الحوثية اليوم، مضيفا أن ثورة 26 سبتمبر هي المعركة الوحيدة التي خاضها اليمنيون من أجل أن يحكموا بأنفسهم، وأن كل ما سبقها من الحروب كانت لتمكين غيرهم من الأئمة لحكم اليمنين. واستعرص سعيد بعض المفاهيم المماثلة بين الأئمة والحوثيين، ابتداء من الاصطفاء الألهي في الحكم، والتمييز الطبفي والاجتماعي، الذي أعادته المليشيات بعد انقلاب 2014، اضافة إلى فرض الجبايات التي هي امتدادا لموروث قديم ايضا حيث أن الامامة فرضت الجباية على كل شيء ولم تستثن حتى شجيرات زرعت على اسطح المنازل. وأضاف سعيد من تلك الامتدادات هي التخلص من الشركاء كما فعل ولي العهد "احمد" بعد معركة الزرانيق حيث تخلص بطريقة وحشية من قائد معركة الزرانيق أحمد اسماعيل الردمي، الذي أخمد ثورة الزرانيق ونكل بهم، لكن الامام احمد تخلص منه بعد أيام وصلبه حتى تعفن، مشيرا إلى أن ما يحدث اليوم من التخلص من الحلفاء هو امتداد لتلك الحقبة والموروث. وأضاف أن من تلك المماثلة هي أخذ "الرهائن" مشيرا إلى أن الأئمة كانوا يأخذون الأطفال رهائن لقوى قبلية، بينما رهائن مليشيا الحوثي اليوم رهائن للقوى السياسية والأحزاب. وأضاف أن من أبرز الموروث بين الأئمة والحوثيين هو التعاون مع "اسرائيل" فقد سهل الائمة انتقال اليهود اليمنيين إلى فلسطين، في حين قدمت مليشيا الحوثي ل "اسرائيل" الوثائق التي وصفها رئيس حكومة الاحتلال "بأنها لا تقدر بثمن. وأضاف أن مليشيا الحوثي استحدث طريقة جديدة للجباية وهو "الحارس القضائي" الذي تفرضه على المؤسسات والشركات. من جهته استعرض مستشار رئيس هيئة الأركان العميد محمد جسار، عدد من ثوار محافظة إب في ثورتي 1948، 1962. وأضاف أن ما نسبته 50% من قوات العاصفة والمظلات والمدفعية، تنتمي لمحافظة إب، مشيرا إلى أن معظم المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء كانت ملكية، وأن محافظة إب كانت جمهورية ولهذا كان معظم المدافعين عن الثورة ينتمون إلى إب. وأوضح أن مجاميع من أبناء إب سيطروا على أجزاء من جبل نقم، والجراش، دفاعا عن الثورة والجمهورية أثناء المواجهات مع بقايا الائمة الذين حاولوا اجهاض الثورة واستعادة السيطرة على البلاد.