يحتفل الشعب اليمني بالذكرى 56 لثورة الرابع عشر من أكتوبر ويجدد العهد على المضي على درب الشهداء والأبطال في الحفاظ على مكتسبات الثورة وعلى المضي قدماً في بناء اليمن الجديد الذي يتسع لجميع أبناءه. "موقع الصحوة نت" استطلع رأي عدد من السياسيين حول هذه المناسبة الوطنية العظيمة ، والذين أكدوا أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر قد وحدت اليمنيين، واذابت الحواجز التي صنعها الاستعمار والحكم الكهنوتي في شمال الوطن وجنوبه. يسلم البابكري قال "للصحوة نت": لقد شكلت ثورة 14 أكتوبر حدثا فارقا في تاريخ شعبنا وأثرا مهما في درب التحرر من استبداد الأجنبي الغاصب. وأضاف: لم تكن ثورة اكتوبر بتراء ولا معزولة من محيطها بل هي في الزمان والمكان شقيقة 26 سبتمبر في الأهداف والقيم فسبتمبر كانت الانطلاقة التي استلهم منها ثوار اكتوبر روح الثورة فصنعتا معا النصر اليماني. وتابع: لم يعرف الثوار الحدود بل كان شمال الوطن سندا وعونا لجنوبه فكانت روح الثورة ورغبة التحرر هي من كان يربط اليمنيين في كل جغرافية اليمن شماله والجنوب. وأكد البابكري أن اليمن التي وحدتها ثورتي سبتمبر وأكتوبر ستضل على عصية على اصحاب المشاريع المناطقية والطائفية وأن لا سبيل أمام اليمنيين سوى الحفاظ على وحدة الوطن . محمد ناصر الطهيف أمين عام التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة البيضاء قال إن ذكرى ثورة 14 من أكتوبر المجيدة حدثا مهما للشعب اليمني وتعد من أهم ثوراته التي كانت حلم الاحرار، و غيرت مجرى التاريخ في جنوب الوطن بشكل خاص وفي اليمن بشكل عام. وأشار إلى أن ثورة 14 أكتوبر تعد امتداداً لثورة 26 من سبتمبر 1962م والتي عبر اليمنيون عن فرحتهم بنجاحها في كل قرية وعزلة ومدينة عن فرحتهم بنجاح الثورة مشيراً إلى نجاح ثورة 26 من سبتمبر شكَّلت دافعاً قوياً لتفجير الثورة في جنوب الوطن اليمني ضد الاحتلال البريطاني وشكَّل المقاتلين من أبناء المحافظاتالجنوبية الذين شاركوا في ثورة 26 سبتمبر طلائع الثورة. وأكد الطهيف على حاجة اليمنيين اليوم لاستيعاب اهداف الثورتين وترجمتها في الواقع ومن ضمنها الوحدة وعدم اتاحة الفرصة لمشاريع التمزيق الجهوية والسلالية والعنصرية التي يتبناها الاغبياء وتابع "اليمن كبير برجاله وإن عصفت به الاحداث فانه سيتعافى بإذن الله ويندم الطائشون والمتخبطون في أودية الحقد المفتعل. نبيل البكيري كتب مقالاً عن ثورة الرابع عشر من اكتوبر مؤكداً أن كل المشاريع الصغيرة لم يكتب لها التاريخ النجاح والاستمرار، على حساب المشروع الوطني الجامع، مثل مشروع العصبة العدنية، أو مشروع رابطة أبناء الجنوب أو المشروع الإمامي في الشمال. وأشار إلى أن بريطانيا خرجت، بكل أسطوريتها وقوتها، من جنوباليمن، تاركةً الجنوباليمني مقسماً بين 21 مشيخة وسلطنة ودويلة، كل منها لها علمها الخاص وجوازها الخاص، ووضعها السيادي الخاص. ومع هذا، لم تكن ثورة "14 أكتوبر" لطرد المستعمر فحسب، بل ثورةً وحّدت الجنوباليمني كله في إطار كيانٍ سياسيٍّ واحدٍ معترفٍ به دولياً وإقليماً. وأضاف "هذا الكيان الذي ظل حاملاً فكرة الوحدة اليمنية، حتى تحققت في مايو/ أيار 1990 كإرادة وطنية شعبية، وليست مجرد مشروع نخب حاكمةٍ ستنتهي الوحدة برحيلها". أمير السقطري قال "إن ثورة 14 اكتوبر التي إنطلقت أول شرارتها من جبل ضد الظلم والاستبداد والطغيان الاستعماري والحكم السلالي الذي جثم على قلوب اليمنيين لفترة ليست بالقصيرة". وأضاف " أن ثورة 14 من اكتوبر تفخر بها الأجيال و شهادة على عظمة وأنفة الشعب اليمني الذي يعشق الحرية و يأبى الضيم، ويدفع أغلى ما يملك من أجل حريته وكرامته. وقال السقطري إن ثورة اكتوبر المجيدة سطر أحداثها الأحرار ورووها بدمائهم الطاهرة وجعلوا منها رمزاً من رموز الحرية والعزة والكرامة لكل اليمنيين وهي مناسبة عظيمة وفرصة ليتوحد اليمنيين تحت راية واحدة وهي الراية الوطنية والوقوف أمام اصحاب المشاريع الصغيرة و التمزيقية . وتابع : في ذكرى 14 أكتوبر لا سبيل للخلاص من الحالة التي تمر بها بلادنا اليوم إلا بالاصطفاف مع مشروع الدولة واستعادة الشرعية. الناشط الحقوقي عبدالرحمن برمان قال للصحوة نت إن الاحتفاء بثورة الرابع عشر من أكتوبر هو تجديد عهد من قبل اليمنيين بأنهم لن يفرطوا في وطنهم وفي وحدتهم وانهم سيقفون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن ووحدة واستقرار اليمن وقال : نذكر هؤلاء بأن بريطانيا الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس اجبرها اليمنيون على مغادرة وطنهم . وأضاف برمان أنه وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن تأتي ذكرى ثورة 14 من اكتوبر لتعيد للشعب اليمني الثقة في قدراته وتمنحه الأمل بالنصر وتدفعه إلى توحيد الصفوف لتجاوز الصعوبات الحالية لأن الشعب اليمني ومن خلال التجارب قد تجاوز ما أخطر مما نعيشه اليوم.