قال رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة إن الحكومة وافقت على منح حصانة لصالح وأعوانه حرصا على تجنيب اليمن الدخول في حرب أهلية وتفاديا لإراقة المزيد من الدماء. وكان باسندوة وصل اليوم الاثنين إلى العاصمة السعودية الرياض في مستهل جولته الخليجية التي تعد الأولى له منذ تكليفة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني,وتهدف للحصول على دعم مادي لإنعاش الاقتصاد. وأكد باسندوة في مقابلة مع صحيفة " الرياض" أنه من حق أي طرف أن يرفض الحصانة التي قال إنها جزء من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، لكنه رأى أن رفض الحصانة سيعطى مبررا للطرف الثاني للتنصل من اتفاقية نقل السلطة. وقال، "قبلنا بالحصانة لأننا نريد أن نجنب اليمن الدخول فى حرب أهلية أو نتفادى إراقة مزيد من الدماء"، وأضاف أن الحسم الثوري لم ينجح على مدى عام كامل في تحقيق القضاء النهائي وإزاحة النظام". ونفى باسندوة أن تكون المعارضة وراء الثورة التي تشهدها العشرات من مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن الفساد والعبث في هذه المؤسسات هو من حرك الموظفين فيها وجعلهم ينتفضون للمطالبة بإقالة المسئولين الفاسدين فيها. وأوضح باسنودة أن حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت في نوفمبر الماضي بموجب اتفاق المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ورثت خزينة فارغة واقتصادا منهارا، مشيرا إلى أنه سوف يناقش مع المسئولين في المملكة موضوع إنشاء صندوق لدعم التنمية في اليمن من خلال مؤتمر للمانحين تنوى المملكة تنظيمه. وفيما يتعلق بزيارة الرئيس المنتهية ولايته إلى الولاياتالمتحدة واللغط الذى أثير حولها مؤخرا وإعلان حزبه تأجيل هذه الزيارة، قال باسندوة، إن الزيارة لا تزال قائمة، وأن الإعلان عن تأجيل الزيارة هو رغبة في الحصول على تنازلات محلية ودولية لم يكشف عن ماهيتها، واعتبر الخطر الحقيقي في المرحلة الراهنة هو صالح. وقال، "الخطر الرئيسي ما زال الرئيس، لقد فوض صلاحياته لنائبة، لكنه ما زال رئيسا فخريا، ولكن بعد انتخابات 21 فبراير سيكون هناك رئيس منتخب لا ينازعه أحد سلطاته". وفيما يتعلق بالتدخلات التي يقوم بها صالح في صلاحيات نائبه عبد ربه منصور هادى، قال باسندوة، إن هادى يواجه مشاكل ولكنه يتحلى بالصبر والحكمة قدر الإمكان. وبشأن الأنباء التي تسربت عن تهديدات هادى بمغادرة صنعاء إن استمر صالح في تدخلاته في صلاحياته، أكد باسندوة أنه لم يسمع بمثل هذه التهديدات، وقال، "لا أتوقع أن حدث هذا.. نائب الرئيس لا يريد أن يكون هو مفجر القنبلة، وأن يتم الانتقال السلمى والسلس للسلطة". وشدد على أن الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الحادي والعشرين من الشهر المقبل ستنتج رئيسا منتخبا لا يستطيع أحد أن ينازعه في صلاحياته. وفيما يتعلق بالتدخلات التي يقوم بها صالح في صلاحيات نائبه عبد ربه منصور هادي قال باسندوة إن هادي يواجه مشاكل ولكنه يتحلى بالصبر والحكمة قدر الإمكان، نافيا ما تردد عن تهديدات أطلقها هادي بالرحيل في حال استمرار صالح بالتدخل في عمله. وشدد باسندوة على أن نائب الرئيس لا يرغب قطعا بأن يكون الصاعق الذي يفجر القنبلة التي قد تدمر عملية الانتقال السلمي للسلطة. وكانت الحكومة قد أعلنت الأحد موافقتها على مشروع قانون يمنح الحصانة للرئيس تمهيدا لتنحيته طبقا لما ورد في بنود المبادرة الخليجية واتفاق تسليم السلطة الذي وقعه الرئيس صالح بالرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وطبقا لما ورد في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، يشمل القانون الرئيس ومن عمل معه في جميع أجهزة الدولة المدنية والعسكرية والأمنية خلال فترة حكمه على أن يكون قانون المنح من أعمال السيادة غير القابل للطعن أو الإلغاء. وتحرص الولاياتالمتحدة والسعودية على تنفيذ خطة تسليم السلطة خشية أن يمنح فراغ السلطة في اليمن المتشددين فرصة لزيادة نشاطهم على سواحل البلاد المطلة على البحر الأحمر، وهو ممر ملاحي رئيسي، في حين رأت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن أي ضمان بالحصانة للرئيس صالح يعتبر انتهاكا للقانون الدولي.