اتهمت المعارضة اليمنية الرئيس المنتهية ولايته على عبد الله صالح بتقديم الدعم لتنظيم القاعدة وتسهيل سيطرته على بعض المناطق اليمنية، حتى يقنع الغرب أنه كان الأقدر على كبح جماحه. جاء ذلك على خلفية سيطرة مسلحين يعتقد أن لهم صلة بالقاعدة على قلعة" العامرية" التاريخية في مدينة رداع أمس السبت.
وقال الأمين المساعد للحزب الاشتراكي يحيى أبو إصبع ل«البيان الإماراتيه» إن لديه معلومات عن وجود «تسهيلات لعناصر التنظيم من قبل قوات الجيش وأجهزة الأمن التي تدين بالولاء للرئيس المنتهية ولايته علي عبد الله صالح؛ كي تصبح أجزاء من البلاد تحت سلطاته لإرباك حكومة الوفاق الوطني وإخافة المجتمع الدولي من أن رحيله عن الحكم كان السبب في هذا التوسع». ونقلت " البيان " عن مصادر محلية في محافظة ابين قولها، إن الجماعات المسلحة التابعة للتنظيم عززت من انتشارها بصورة مكثفة في زنجبار وأن نحو خمسة آلاف مقاتل ومتدرب موجودون حالياً في منطقة عزان محافظة شبوة. وطبقاً لمصادر البيان فإن الطريق الذي يربط محافظة أبين بمحافظة شبوه بات تحت السيطرة الكاملة للجماعات المسلحة التي تنتمي للتنظيم، الأمر الذي يوفر لهم خط إمداد آمن واستراتيجي، عوضاً عن سيطرتهم على الطرقات في الكود وباتيس المؤدية إلى منطقة عزان في شبوه. وكانت أوساط سياسية في محافظة البيضاء، اتهمت قيادات في حزب المؤتمر بالتواطؤ مع مسلحين يعتقد أن لهم صلة بالقاعدة بالسيطرة على قلعة" العامرية" التاريخية في رداع أمس السبت.
واقتحم مسلحون يقدر عددهم بنحو (50 شخصا) القلعة دون مقاومة تذكر من جانب الحراس الذين سلموا ما بحوزتهم ومكنوهم من الدخول بعد أن سيطروا على إحدى الأطقم العسكرية التابعة للحرس الجمهوري. وقال الصحفي عارف العمري ل"الصحوة نت" إن تسليم القلعة تم بتواطؤ وتنسيق مع قيادات ومشائخ في حزب المؤتمر بهدف خلط الأوراق ومحاولة تأخير إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر في21 فبراير المقبل. ودلل العمري على تأكيد كلامه بأن المسلحين يقودهم الشيخ المؤتمري طارق الذهب وهو معروف بارتباطه بالقاعدة كما أن أحد إخوانه معتقل في سجن الأمن السياسي بعد أن ألقي القبض عليه في سوريا بتهمة الانتماء للقاعدة. ويشير إلى أن الذهب سبق وأن استضاف القيادي في القاعدة أنور العولقي قبل مقتلة بشهور في منطقة " يكلا". ومن بين الشخصيات التي تدعم هؤلاء المسلحين الشيخ عبد السلام النصيري وهو قيادي في حزب المؤتمر بحسب ما أفاد عارف العمري. ونفت مصادر محلية ل"الصحوة نت" أن تكون المحافظة أو مدينة رداع بيئة خصبة للقاعدة كما أشيع, وتؤكد أن النظام سبق وان حاول جلب المسلحين من أبين قبل عدة شهور وفشل بسبب تصدي القبائل ورفضهم تواجد هؤلاء المسلحين في أراضيهم. كما نفت المصادر ما يتداول بشان سيطرة المسلحين على مقار حكومية وبنوك تجارية, وتعتبر ذلك تضخيما إعلاميا لا يتطابق مع الواقع ويندرج ضمن محاولات تهويل حجم وجود القاعدة في اليمن. وحملت ذات المصادر قيادات أمنية وأخرى عسكرية في احد معسكرات الحرس الجمهوري بالمدينة مسؤولية دخول المسلحين وعدم منعهم, لاسيما وأن هذه القوات لم تحرك ساكنا حيال الأمر برمته. وتشهد المحافظة منذ سنوات انفلاتا امنيا غير مسبوق ألقى بظلاله على انتشار ظواهر سلبية في المجتمع كالقتل وأعمال السرقة وغيرها. وتقع قلعة العامرية في رداع وسط المدنية وهي أرفع مكان في مدينة رداع, وتعتبر ثاني أهم موقع في رداع بعد قمة جبل " أحرم " ويعود بناؤها إلى الملك الحميري " شمر يهرعش" وقام بترميمها وإعادة بنائها لاحقاً الملك /عامر بن عبدا لوهاب الطاهري في العام 910ه.