تحتدم المواجهة بين طهران و تل أبيب ، فأما الكيان اللقيط، فصنيعة استعمارية غُرست في قلب الوطن العربي، و واجب العرب و المسلمين التخلص من هذا السرطان اليوم قبل الغد ، و أما إيران فمشروع فارسي يَحنُّ لاستعادة امبراطورية الأكاسرة، و كل من المشروعين يريد أن يبسط هيمنته في المنطقة ، على حساب الوطن العربي. إن انتصار أي من المشروعين في هذه الحرب لن يزيده إلا تجبرا و صلفا ، و عنجهية تجاه الساحة العربية،هذه الساحة التي أبت إلا أن تحافظ على استمرار تمزقها ؛ و آثرت الغياب ؛ أو دس رأسها في التراب برغم أنها تدرك أن تمزقها ، و تواريها الخائب إنما يخدم المشاريع التوسعية، و المتربصة بنا شرا.
بدلا من أن يلتفت العرب إلى واقعهم غير المحسود ، و إلى مستقبلهم الملغوم بهذه المشاريع العدائية التوسعية، فيعملون بطريقة غير مألوفة،و متسارعة للخروج من حالة الضعف إلى حالة الاستعصاء، و أن يكونوا مؤثرين في منطقتهم لا متأثرين بصرف النظر عن نتيجة الصراع ، و هل ستكون لصالح الأظلم أم الظالم فقد راحت كتابات تفاضل بين أي الكلبين البرّيين أرحم بالأسد النائم .
هل مهمة اللحظة أن نبين أن هذا عدو سيئ، و ذاك أسوأ؟ أم أن الأصل الذهاب لاستثارة الهمم للاستعصاء ، و الوقوف بقوة في وجه العدو الأسوأ و السيئ؟
الكل يدرك تماما الخطر الداهم للمشروع الصه يو ني، و أنه الطاغوت الأطغى . لكن في المقابل، هل قدمت إيران نفسها أنها بلد شقيق، أو قطر صديق ، أو جار سوي؟
دعونا نتحدث عن وقائع رجاء أن يدرك النظام في طهران أخطاءه و خطاياه بعيدا عن العواطف التي تَرمُّ الجرح على الفساد :
إذا مالجرح رُمَّ على فساد تبين فيه تفريط الطبيب
هناك مايزيد عن مائة مليون عربي يعيشون في العراق ، و لبنان، و سوريا، و اليمن، و ليس لأحد أن يهوِّن آلام و جروح مئات الآلاف من أُسَر ضحايا براميل البارود، أو ممن قتلوا على خلفية تحريض شعار : يا لثارات الحسين،أو ممن فجرت منازلهم،و زرعت طرقهم بالألغام !! أو ممن لايزالون حتى اللحظة في غياهب سجون أذرع و مليشيات إيران ؛ لا أحد ينبغي له أن يتجرد من مشاعره؛فيأتيهم قائل : إنسوا قتلاكم ، إنسوا أهليكم، إنسوا المسجونين من أبنائكم، انسوا ضحاياكم، انسوا مختطفيكم و مفقوديكم.. الخ.
قد تتفاصح (السطحية) و تقول لا تنبشوا الماضي ، و دعونا نتناسى .. هل هذا ماضي ؟! إنه لايزال قناصوهم و ألغامهم ، و سجونهم ، و مزاعم خرافاتهم تعمل ليل نهار ..!!
ثم ؛ من ينبش الماضي؟ الذي يتحدث عن جرائم اللحظة، أم الذي يستبيح كل محرّم تحت مناحة مصطنعة تولول بالثأر للحسين في موضوع مضى عليه قرابة ألف و أربعمائة عام، مع أن الذين دعوه، خذله غالبيتهم ، و شارك في( قتاله) بعضهم.
قبل شهور قلائل ، إن لم تكن أسابيع ؛ ردد إعلام إيران ، و صرح سياسيون فيها بأن النظام الجديد في سوريا أسوأ من اليهود !! كيف ترون هذا الحكم ، و هذه المفاضلة التي ترى اليهود أفضل من عرب سوريا و ثوارها ؟!
و اليوم يأتي من يقفز على كل هذا، و يسطح القضايا، فيعظ، و يُغيّب جرائم سنوات من البطش، و الحرق، و التنكيل، و التشريد، و الاختطافات.. بل إنها لاتزال قائمة.
هؤلاء الذين يريدون القول : عفا الله عما سلف ، سيقول لهم العراقيون ، و اللبنانيون ، و السوريون ، و اليمنيون : لماذا لم تُسْمِعوا إيران منذ زمن قولا ناصحا، بأن تكف عن نشر خرافاتها و أن تمسك بأيدي مليشياتها التي لاتزال حتى اليوم تتعاطى إدمانها في القتل و التنكيل و التشريد؟ أم المطلوب فقط من الضحايا و اليتامى، و الأرامل، و المشردين، و المعاقين بفعل مليشيات إيران أن يتناسوا آلامهم ، و إن لم يتناسوا فيصمهم السطحيون بأنهم مع الكيان اللقيط.
لا يزايد أحد على الشعوب العربية و الإسلامية، بل و أحرار العالم ؛ فهم ضد الكيان اللقيط الغاصب ، من قبل أن يظهر الوعظ السياسي السطحي.
لندع تسطيح الأمور ، و لنترك توجيه الوعظ للمظلومين ، و تعالوا نقول بقوة للنظام الإيراني : أبعد يدك عن سوريا ، و العراق ، و لبنان ، و ارفع يدك و مكرك عن اليمن .
يقينا.. إن المشروع الصه ي وني شر محض، و عدو عابر للزمن ضد العرب و المسلمين، و معركتنا معه معركة وجود ، و حضارة، و أخلاق، و إنسانية ، و حياة.
إن الكيان الغاصب المحتل ؛ هو العدو التاريخي، بلا أدنى نقاش، أوتمويه، أو مناورة . لكن اسألوا الخمينائيين : ما شأن الجبهة الحسينية التي قال عنها مرشدهم منذ فترة قصيرة جدا : لا عدو لها إلا الجبهة اليزيدية؟
بالله عليك أيها التاريخ سلهم : متى مثّل يزيد بأنه رمز من رموز الأمة ؟ و أخبرهم من الذي استدعى الحسين فخذله ، و شارك في قتاله و اليوم يتكفّفون باسمه، و يترزّقون ؟ بل و يمزّقون الأمة بما نسجوا حوله من خرافات و مزاعم ، هو بريء منها.
فلنعي جميعا، وَ لْيَعِ السطحيون أيضا بأن العدو التاريخي للأمة هو مشروع الكيان اللقيط. فانصحوا ملالي (قم) بالتخلي عن الخرافات و الخزعبلات، و أن توقف أذرعها و مليشياتها التي تخون أوطانها، حتى تكون الأمة الإسلاميّة أمة واحدة، تحت راية رسالتها الخالدة.