أثار التفجير الإرهابي الذي استهدف المقرّ الرئيسي للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز موجة إدانات سياسية وشعبية واسعة، وسط تحذيرات من تداعيات التحريض الممنهج على السلم الأهلي والمشهد الوطني. ورصدت الصحوة نت ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت متسقة في إدانتهم للعمل الجبان، مع التحذير من خطورة التحريض المستمر وتأثيره على السلم الأهلي واستقرار المدينة، وتأكيدات على ضرورة كشف الجناة ومحاسبتهم سريعًا.
وعلى صفحته على الفيسبوك أكد أحمد المقرمي، رئيس الدائرة السياسية بإصلاح تعز، أن العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف المقر، وأسفر عن سقوط شهداء وجرحى، يأتي ضمن سلسلة من الأعمال الإرهابية التي استهدفت الإصلاح خلال السنوات الماضية، في محاولة لضرب حضوره السياسي ودوره الوطني.
من جانبه، أدان النائب علي المعمري بأشد العبارات التفجير الغادر الذي استهدف مقر حزب الإصلاح في مدينة تعز، وأسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المارة، بينهم نساء وأطفال وطلبة مدارس، معتبرًا أن الجريمة البشعة تكشف حجم الأحقاد التي تُكنّ لهذه المحافظة وأهلها. وأشار المعمري إلى أن هذا العمل الإجرامي يهدف إلى النيل من السلم الأهلي في تعز، ومحاولة إرباك المشهد في ظرف وطني بالغ الحساسية، داعيًا سلطات الدولة والأجهزة الأمنية إلى مضاعفة جهودها لكشف ملابسات الجريمة وملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة دون تأخير. كما نبه جميع القوى السياسية والاجتماعية في تعز إلى تعزيز التلاحم ووحدة الموقف، مؤكدًا أن المحافظة بتاريخها ونضال أبنائها قادرة على تجاوز هذه المحن وإفشال محاولات زعزعة أمنها واستقرارها.
بدوره، حمّل الاعلامي زياد الجابري خطاب التحريض المسؤولية المباشرة عن هذا التصعيد، موضحًا أن حملة التحريض التي دشنتها بعض القوى خلال الأشهر الأخيرة اتخذت منحىً عنيفًا بعد التفجير الإرهابي، حيث أُرسلت شحنة متفجرة على هيئة منظومة طاقة شمسية من عدن وتم إنزالها أمام بوابة المقر، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثلاثة عشر آخرين، بعضهم بجراح خطيرة. وشدد الجابري على أن التحريض الممنهج والاستهداف المستمر للقوى السياسية الفاعلة لا يضرها وحدها، بل يلحق أذى بالغًا بالوطن ككل، بما في ذلك الجهات المحرّضة نفسها.
وفي السياق ذاته، دعا النائب محمد مقبل الحميري شرفاء تعز إلى التوحد، مؤكدًا أن جريمة التفجير التي شهدتها المدينة وذهب ضحيتها أبرياء، بينهم الأستاذ إبراهيم الشراعي، وروّعت النساء والأطفال، تمثل جريمة بشعة ارتكبها أشخاص لا وازع لهم ولا ذمة. وطالب الحميري بسرعة إجراءات التحقيق وكشف الجهات التي تقف خلف الجريمة، وتتبع المجرمين وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة، مؤكدًا أن مثل هذه الجرائم لن تكسر إرادة تعز.
أما عبدالعزيز سرحان، فاعتبر أن التفجير نتيجة مباشرة لتحريض ودعاية سوداء استمرت لفترة طويلة، باتت معروفة وملموسة للجميع، محذرًا من أن استمرار بعض الأطراف في الأسلوب ذاته حتى بعد سقوط شهداء وجرحى يعكس وصول الخطاب التحريضي إلى مرحلة متقدمة وخطيرة تهدد السلم المجتمعي.
من جهته، قال الصحفي عبدالله المنيفي إن الجريمة الإرهابية التي استهدفت مقر الإصلاح بعبوة ناسفة تُعد حلقة في سلسلة جرائم إرهابية طالت الحزب وقياداته ومقراته، نفذتها مليشيات عنصرية وأخرى ذات طابع مناطقي، وأطراف مناهضة للمشروع الوطني الجامع الذي يتبناه الإصلاح ويناضل من أجله. وأكد المنيفي أن هذا الاستهداف لا يطال حزبًا بعينه، بل يستهدف فكرة المشروع الوطني والعمل السياسي المنظم، ويهدد وحدة المجتمع واستقراره.
الاعلامي توفيق السامعي، أشار إلى أن: "تعز والإصلاح يجنيان اليوم ثمار التحريض والتشويه المستمر ضدهما منذ سنوات. مضيفا:هذه الجريمة لن تكون الأخيرة، ويبدو أنها البداية فقط بعد فشل الحملات التحريضية والتشويهية التي كانت تمهيدًا لكل جريمة لاحقة. ولفت إلى أن الأمر انتقل من مرحلة التنظير إلى التنفيذ، ولدى مرتكبي مثل هذه الجرائم باع طويل في هذا المجال.