اتذكر جيدا ذلك اليوم.. كنت وحمدي البكاري وصفاء كرمان زميلتنا التي تعمل في غرفة الاخبار بقناة الجزيرة في الدوحه شركاء تغطية استمرت وقتا وكانت الصفحة الرسميه في الفيس بوك اعلنت انها تبث مباشر ارتبطنا من الصفحة الرسميه وبدأنا تغطية مباشره نجهز اخبارا ومقابلات عبر الهاتف مع نشطاء وسياسيين وثوارمن ساحة الحرية بتعز ومن غيرهابعدها انقطع البث بسبب تعرض الشباب لاطلاق رصاص في الفندق الذي كانوا يقيمون فيه لكننا استفدنا من الصور التي بثها شباب الصغحة الرائعون. ربما بدأنا التغطيه بعد الثانية عشره وكانت الاخبار ترد من قبل ساعات عن احتراق الساحه وكنت وحمدي ممنوعين من التغطيه بقرار حكومة صالح ونظامه وتمنيت في ذلك الوقت ان يسمح لنا بالظهور والتغطية المباشره. مرات كثيره كان الدمع ينسكب غزيرا وكنت اختنق وانا اشاهد المجازر الدموية التي كان يرتكبها نظام المخلوع علي عبد الله صالح. مرت الكرامة بصنعاء ثم مجازر التلفزيون وكنتاكي وشارع الجزائر والخارجيه بصنعاء ومجازر شارع جمال والمحافظه ومحرقة ساحة الحريه وقبلها مجازر عدن في فبراير 2011م عند بداية الثوره. كانت قذائف نظام صالح لا تزال تدوي في مسامعنا على حي الحصبة بصنعاء وكنا في ذلك الوقت نعتقد ان كل تلك القذائف لن تسلم شيئا في الحصبه وصحونا فجأة بعد رفض المخلوع وتهديده عنما رفض التوقيع.. صحونا على محرقة الساحه. كل مدن اليمن قربية للقلب ولكن لأنها تعز البداية والتصعيد كنت احدق في عيون كثيرين فارى غضبا من استهداف فاتحة الثورة وبريقها. لا اعرف الساحة ولم ازرها ولكني شاهدتها في الصوروعرفت الكثير من ثوارها وتابعت نهاراتها ولياليها وقدكانت تبعث في الثورة الحياة .. احرقت الساحة وخيامها وقيل في ذلك الوقت ماقيل عن جرائم لكني فيما بعد سمعت من يقول انها كانت مضخمه. كانت الساحة في الصباح خالية ممسوحة من الوجود .. انطمست كل ذكرياتها وذكريات من كانوافيها ووبشاعة مجرمي حروب قرر زعماء العصابه ان يفنوا ساحة الحرية من الوجود وان تحترق الساحه املا في استعادة حياتهم. لا ادري كيف ينسى الناس تلك البشاعات .. وكيف يحاولون غفرانها.. وقد سكن العار قلوب وارواح من فعلوها. لماذاتبدو ذاكرة الناس مثقوبه..ويتركون من احترقوا بجرائم الجلادين يكتوون بنار الذكرى ونار النكران. سيمر يوم المحرقه عظيما في قلوب اولئك الشباب والشابات وكل يمني عرف ان حريته وهي اغلى مافي الوجود انتزعت انتزاعا من ايدي قتلة كانوا ينوون استعباده لولا فتية نذروا للوطن اغلى مالديهم. ساحة الحرية بقيت خالده.. كان المجرمون يريدون طمس معالمها معتقدين بغباء ان الساحة مكان لكن الساحة كانت وطن.