طالب وزير التنمية والتعاون البريطاني الآن دانكان كافة أطياف المجتمع اليمني للتعاون من أجل إنجاح سياسات التنمية في اليمن، مشددا على أن الحكومة البريطانية ستوقف إلى جانب الحكومة من أجل إرساء التنمية والاستقرار والعدالة. ودعا الوزير البريطاني الذي حضر ورشة عمل موسعة بين الحكومة اليمنية والمانحين في صنعاء أمس الثلاثاء لمتابعة نتائج مؤتمر الرياض للمانحين والاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك في ال 27 من الشهر الماضي إلى مجابهة الفساد الذي وصفه بالسرطان وتنفيذ الالتزامات والتعهدات لتلبية متطلبات المرحلة الانتقالية تنمويا واقتصاديا وخدميا من أجل إخراج البلد إلى بر الأمان. وفي الورشة التي كرست لإعداد مصفوفة تنفيذية للإطار المشترك للمسؤوليات المتبادلة بين الحكومة والمانحين شدد وزير التخطيط والتعاون الدولي محمد السعدي على ضرورة التزام المانحين والوفاء بتعهداتهم، كما شدد على ضرورة مساعدة اليمن ودول الربيع العربي على استرداد الأموال المنهوبة من قبل الأنظمة البائدة. ووصف الوزير مؤتمر المانحين الذين انعقد في نهاية سبتمبر في نيويورك بأنه حدثا تاريخيا لصالح إرساء الاستقرار والأمن والتنمية والأعمار في اليمن، مثمنا التعهدات المعلنة من الأصدقاء التي بلغت 7.9 مليار دولار من ضمنها وديعة بمليار دولار في البنك المركزي. وأشار إلى أن لدى اليمن مسارا سريعا لاستيعاب المساعدات الخارجية يرتكز على آليات عمل أكثر كفاءة وسرعه لتنفيذ وتمويل المشروعات الممولة خارجيا، مشددا على أنه تم تشكيل لجنة وزارية عليا لتسيير الأعمال ولجنة فنية مساعدة ممثلة من الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ المشاريع بهدف متابعة تنفيذ نتائج مؤتمر الرياض للمانحين والاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء اليمن . وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي أن الحكومة أقرت استحداث العديد من الإجراءات التي ستسهم في التسريع بعملية تخصيص تعهدات المانحين، وسيتم تكريس التمويلات المقدمة من المانحين في تنفيذ المشاريع المدرجة ضمن أولويات الحكومة للمرحلة القادمة . وفي ذات السياق، أستعرض وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي محمد أحمد الحاوري ركائز الإطار المشترك للمسؤوليات المتبادلة، موضحا أن الإطار المشترك للمسؤوليات المتبادلة استند إلى مرجعيات أساسية والمبادرة الخليجية والمبادئ العالمية التي تقوم على الشفافية والنزاهة والإيفاء بالتعهدات. وأشار إلى أن ما تم استيعابه من الأموال المخصصة في 2006 لم يتجاوز 25 بالمائة، وأن بقية المخصصات مازالت موجودة لدى المانحين وأن المسؤولية ملقاة على عاتق الحكومة والمانحين لتوظيف تلك الأموال واستيعابها. وقدم شرحا مفصلا للركائز التي من ضمنها الترابط والتوافق بين أولويات الموازنة والبرنامج المرحلي للخطة الانتقالية لتحقيق الاستقرار وخلق فرص عمل وخصوصا للشباب والنساء والحكم الرشيد وسيادة القانون وحقوق الإنسان إضافة إلى زيادة فعالية تقديم الخدمات العامة من خلال انتهاج آلية الشراكة بين القطاعين العام و الخاص. ومن ضمن الركائز التي أوردها الحاوري في استعراضه توفير الاحتياجات الإنسانية والطارئة والخدمات الأساسية للموطنين إضافة إلى تمكين وتعزيز الشراكة مع المجتمع المدني. وفي اللقاء الذي شارك فيه ممثلون للحكومة اليمنية وممثلون للدول المانحة، أوضح ممثل البنك الدولي في اليمن وائل زقوت أن نتائج مؤتمر الرياض للمانحين قادت إلى توافق غير مسبوق بين الحكومة اليمنية والمانحين على العمل كفريق واحد لتنفيذ المشاريع المدرجة في قائمة أولويات المرحلة الانتقالية. وأشار زقوت إلى أن اجتماعات مؤتمر الرياض للمانحين والاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء اليمن قادت إلى حصول اليمن على دعم سياسي ومالي سخي من قبل مجتمع المانحين. كما تم تشكيل ستة مجموعات عمل بحسب محاور الإطار الستة والتي تمخض عنها العديد من التوصيات للحكومة والتي تم استعراضها في ختام الاجتماع مع مدير البنك الدولي في اليمن وائل زكوت ووكيل وزارة التخطيط والتعاون محمد الحاوريز وفي ذات السياق، استقبل الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم في صنعاء الوزير البريطاني دانكان والوفد المرافق له. وطبقا لوكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، فإن الرئيس هادي ناقش مع الوزير البريطاني المستجدات في الساحة اليمنية على صعيد تنفيذ التسوية السياسية وقراري مجلس الأمن 2014-2015 ، إضافة إلى نتائج مؤتمر المانحين ومؤتمر أصدقاء اليمن. استقبل الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليوم وزير التنمية والتعاون الدولي البريطاني آلان دانكان والوفد المرافق له الذي يزور اليمن حاليا. وجرى خلال اللقاء مناقشة المستجدات والتطورات الراهنة على صعيد تنفيذ التسوية السياسية على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014-2015 ومناقشة نتائج مؤتمر المانحين وأصدقاء اليمن الذي انعقد الأول في المملكة العربية السعودية، فيما انعقد الآخر في نيويورك في 27 سبتمبر الماضي والتأكيد على أهمية الحرص الكبير من أجل التوصيفات الملحة والملبية لمتطلبات تجاوز الأزمة الاقتصادية من مختلف مناحيها وجوانبها. وقالت الوكالة أن الوزير البريطاني أن الشرط الأساس من اجل ذلك يبدأ بتنفيذ الالتزامات والتعهدات على الفور وبصفة يتفق على طبيعة إجرائها المختصين من أجل تنفيذ خارطة عمل دقيقة تلبي المطالب الملحة خصوصا متطلبات المرحلة الانتقالية اقتصاديا، تنمويا، وخدميا وهي خطوات أجمع عليها المجتمع الدولي من أجل تجنيب اليمن التصدعات الداخلية والتدخلات الخارجية وخروجه إلى بر الأمان. وأشاد هادي باهتمامات المملكة المتحدة البريطانية وإيفاد وزير التنمية إلى اليمن بعد اللقاءات التي تمت مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وكبار المسؤولين في لندن وبصورة تمت بأسرع ما يمكن من إحدى نتائج الزيارة.