سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير صحة حضرموت: الحكومة لم تقرر حتى الآن برنامجاً خاصاً لمكافحة حمى الضنك حصدت 12 شخصاً وتسببت في إصابة أكثر من 1200 آخرين والجهات المختصة تتجاهل أمرها..
لقد شهدت معدلات وقوع حمى الضنك زيادة هائلة في العقود الأخيرة ، وأصبح خُمس سكان العالم معرّضين لمخاطر الإصابة بهذا المرض. لا يوجد علاج محدّد ضدّ حمى الضنك، غير أنّ خدمات الرعاية الطبية المناسبة كفيلة، في غالب الأحيان، بإنقاذ أرواح المصابين بالنوع النزفي الوخيم.. وقد كانت محافظة حضرموت إحدى محطات هذا المرض الذي فتك بالكثير في محافظات عدة بالجمهورية، وقد حذر مكتب الصحة العامة والسكان بساحل حضرموت من كارثة صحية قد تحل بالمحافظة العام القادم إذا لم يتم التعامل مع حمى الضنك التي تضرب محافظة حضرموت وعاصمتها المكلا. وقال الدكتور العبد ربيع باموسى - مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة حضرموت – في تصريح ل"الصحوة نت" إن عدد الوفيات المسجلة من هذا المرض بلغت ( 12 شخصاً ) وإصابة أكثر من (1200آخرين). وقال: إن ما بين 40% - 50 % من السكان قد تعرضوا لإصابات خفيفة بهذا المرض، فهذا الرقم لا يعني شيء مقارنة بمن يأتيهم المرض بشكل خفيف، مؤكدا بأن أكثر الوفيات هم من فئة الشباب حيث أن مقاومتهم للمرض أكبر ولكن عندما يعاودهم مرة أخرى يأتي بنتائج عكسية، وهذا يفسر إن أغلب الوفيات هم من الشباب. وحول دور مكتب الصحة لمكافحة هذا المرض، قال باموسى: ليس لحمى الضنك برنامج خاص، فالدولة لم تقرر حتى الآن برنامج خاص لمكافحة حمى الضنك مثل برنامج الملاريا، فمكتب الصحة يتحمل جزء في المكافحة وصحة البيئة تتحمل جزء آخر والجزء الأكبر مرتبط بالأشغال ولكنهم أصحاب إمكانيات ضعيفة وبالتالي قدمنا مقترح لبرنامج لمكافحة حمى الضنك في حضرموت كنواة لليمن . كما قمنا بمبادرات مع البرامج والمؤسسات الخيرية حيث تم تشكيل لجنة تنسيق برئاستنا، والدكتور عادل باحميد المدير التنفيذي لمؤسسة العون للتنمية نائبا والدكتور رفعت باصريح منسقا للجنة، كما تم تشكيل ثلاثة محاور تتضمن المحور العلاجي التشخيصي برئاسة الدكتور رفعت باصريح وعضوية كل من الدكتور مبارك بامحمود مدير مستشفى المكلا للأمومة والطفولة والدكتور حاج الشعيب مدير مختبرات الصحة المركزية إلى جانب المحور التثقيفي برئاسة الدكتور سالم غانم مدير البرامج التنموية بالمؤسسة وعضوية الدكتور وليد البطاطي ومجدي باحمدان، إضافة إلى المحور الصحي العام برئاسة أ.عبدالله بن غوث وعضوية كل من الدكتور عادل الهدار وأ.عمر العوبثاني. كما طلبنا من المحافظة تشكيل لجنة من الصحة العامة والسكان ومكتب الأشغال . من جهته قال الدكتور سالم غانم مدير البرامج التنموية بمؤسسة العون للتنمية إن جهود مكافحة حمى الضنك تركز في ثلاثة محاور ( تثقيفي – علاجي – الصحة العامة ) حيث تم عمل دورات تدريبية لتوحيد الرسالة لمكافحة هذا المرض حيث عملت دورات للدعيات بالمكلا والشحر والغيل كما تم النزول واستهداف التجمعات السكانية (مدارس، معسكرات مساجد، تجمعات نسائية والتجمعات في الأحياء) للتوعية بخطورة هذا المرض وآليات مكافحته. وعن تمركز هذا المرض قال الدكتور صالح أحمد المفلحي، رئيس المختبر الحشري لمكافحة الملاريا بمحور (حضرموت – شبوة – المهرة ) قمنا بالتفتيش الحشري في عدد من مدارس مدينة المكلا حيث وصلنا إلى نتائج إيجابية بوجود اليرقات الناقلة لحمى الضنك في سيفونات الحمامات والدرنشات المعطلة كما وجدنا أطوار لليرقات في برادات الماء داخل المدارس، وتم إبلاغ مدراء المدارس بالتخلص من هذه المياه بحيث لا تبقى هذه المياه راكدة مدة أسبوع، كما قمنا بحملات رش بالتنسيق مع مكتب التربية لمدارس مدينة المكلا، كما قمنا بتتبع الأطوار اليرقية إضافة لمدينة المكلا بمديرية غيل باوزير وضواحيها. وأضاف: كما قمنا بقياس كثافة البعوض البالغ وإعطاء مؤشرات في قدرة البعوض للمرض من خلال عمل (42) مصيدة كهربائية (30 بالمكلا 6 بالشحر 6 بغيل باوزير) ولمدة أسبوع وتجمع يومياً وتورد لقسم التحري الحشري حيث يقوم بتصنيفها وفرزها، البعوض الناقل للضنك و البعوض غير الناقل، فهذا يعطينا مؤشر لمستوى وجود المرض في هذه المناطق، وعلى ضوء النتائج يأتي دور المكافحة وتقديم النصح للناس بأن عليهم التخلص من المياه الراكدة وإحكام تغطية أواني المياه والخزانات وتجديد المياه كل خمسة أيام، حيث وجدنا في مديرية غيل باوزير منطقة القارة نتائج كبيرة فقمنا برش البيوت لمدة 3 أسابيع ولا حظنا انخفاض مستوى البعوض فيها، ونحن بصدد حملة تحري حشري في هذا الشهر وكذا توعية لمديرية المكلا وضواحيها. وهكذا تضل حمى الضنك الشبح المخيف الذي يهرع المواطنين في المكلا وبعض مناطق ساحل حضرموت للتأكد من إصابتهم بها من عدمه عند شعور أحدهم بالحمى.