دعا أكاديميون وسياسيون في محافظة ذمار إلى الاستمرار في العمل الثوري، وقطع الطريق على قوى الثورة المضادة، حتى تتحقق أهداف ثورة 11فبراير السلمية. ودعوا في الندوة السياسية التي أقامها منتدى التنوير الفكري والثقافي، بمناسبة الذكرى الثانية للثورة السلمية، كافة مكونات الثورة السلمية، وكافة القوى السياسية في اليمن، إلى العمل على انجاح مؤتمر الحوار الوطني، كون ذلك سيحقق أهداف الثورة. واستعرض الدكتور محمد الحصماني مسيرة الثورة السلمية في محافظة ذمار، منذ التحضير لها بالمشاركة الكبيرة في مسيرات رافضة لممارسات النظام السابق، وفي الهبة الشعبية، وصولاً إلى الاعتصام في ساحة التغيير في 8مارس2011. وقال إن ذمار رسمت صورة فريدة للثورة، وعززت ثورة الشعب السلمية، وحطمت أحلام أتباع رموز النظام العائلي، وضاعفت شعوره بالاختناق، كما اسهمت وبشكل كبير في افقاد توازنه وشعبيته في محافظة كان يظن أنه محسوبة عليه. وقدم الحصماني سرد تاريخي لفعاليات الثورة في ذمار، وتعداد رقمي لهذه الفعاليات، في مختلف المجالات، وما قدمته المحافظة من تضحيات، وتبرأ أبناءها من بلاطجة النظام السابق، الذين مارسوا القتل ضد شباب الثورة، في محافظات أخرى. من جانبه تحدث رئيس تجمع أكاديميون من أجل التغيير بجامعة ذمار الدكتور عبدالرحمن راشد عن مقدمات الثورة، والتي قال أنها تحولات أهلت للانتقال إلى التغيير السلمي، وأبرزها ظهور أزمة بنيوية شاملة لمختلف مجالات الحياة، وعجز النظام السابق عن إيجاد أي حلول لمظاهر الأزمة، وايقاف عملية التدهور، ولجؤه إلى العنف لحل الأزمة، واستشراء الفساد، وتمايز فئتين من الشعب، هما فئة أثرت من السلطة، وأخرى طفيلية ساندتها مقابل الحصول على مصالحها. وقال إن نظام صالح عمل على اندلاع ثورة، بتخليه عن المشروع الوطني، والتراجع عن التداول السلمي للسلطة، معتبراً البداية الحقيقية للنضال السلمي، كانت الحملة الانتخابية للمرحوم المهندس فيصل بن شملان في الانتخابات الرئاسية 2006م. وأكد راشد أن للثورة السلمية انجازات كبيرة تمثلت في وحدة الهدف والوسيلة السلمية، وتغيير الصورة النمطية حول اليمن لدى الإقليم والعالم، الموصومة بالعنف والاستسلام لسلطة الحاكم، وإحياء ديمومة الروح النضالية، واحترام التعد والتنوع، وأضاف "والأهم هو امكانية مناقضة القضايا بكل جرأة ووضوح من خلال مؤتمر الحوار الذي سينعقد في 8مارس القادم". وأشار إلى أبرز التحديات التي تواجه الثورة والتغيير، وفي مقدمتها مخلفات النظام السابق، والإبقاء على طاقمه الإداري، والثورة المضادة المرتبطة مصلحياً برموز النظام السابق. ولفت إلى حداثة تجربة التغيير السلمي عوضاً عن العنف، إضافة إلى شراكة قوى الثورة إلى جانب قوى النظام السابق في السلطة، وحالة التصدي الطائفي والاجتماعي التي شكلها، مثلت من أبرز التحديات. وأضاف راشد "إن حالة الظلم والغبن الذي طال الكثيرين ولدت ردة فعل مستعجلة تطالب بسرعة رد الحقوق، وأن انعدام الحرية، ووجود الاستبداد ولدت حالة تعطش لاستعادة الحقوق والحريات بأسرع ما يمكن، كلها تعيق عملية التغيير" مستدلاً بما حدث أمام مجلس الوزراء من اعتصام للجرحى، واعتداء عليهم بتأثير بقايا النظام. ولفت عضو المجلس الثوري لمحافظة ذمار ابراهيم الوشلي، إلى الصورة التي حضرت في ساحة التغيير، من تعايش اليمنيين، بكل فئاتهم وقواهم السياسية، مؤكداً أن ذلك دليل على توقهم إلى الدولة المدنية، وتجاوز حالة الخلاف السياسي والايدلوجي. كما تحدث القيادي في مشترك ذمار عايض الصيادي عن مقدمات الثورة الشعبية، وتكتل القوى الوطنية في اللقاء المشترك، لوقف تغول استبداد وفساد النظام السابق، مشيداً بشباب الثورة، ومختلف القوى الثورية، التي قدمت التضحيات من أجل الوصول إلى اسقاط النظام العائلي. وحث على العمل على انجاح مؤتمر الحوار الوطني، الذي اعتبره مفردة من مفردات النضال السلمي.