قال وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط السيد اليستير برت أن بلاده ستقدم الدعم الاقتصادي والإنساني لليمن، كما ستقدم الدعم للرئيس عبدربه منصور هادي في مكافحته للإرهاب. وكشف الوزير البريطاني الذي يزور بلادنا أنه اجرى محادثات اليوم الاثنين مع رئيس الجمهورية وممثلي القوى السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، معبراً عن سعادته للإصرار على تحقيق اتفاق مجمع عليه، لافتاً أن عودته لليمن جاءت بشكل خاص من أجل دعم مؤتمر الحوار. وأكد وزير الدولة البريطاني –في مؤتمر صحفي مساء اليوم بحضور السفيرة جين ماريون- أن بلاده مصممة على دعم مخرجات الحوار في اليمن، والعمل مع الدول الأخرى الراعية للمبادرة الخليجية لضمان تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، مضيفاً "سنظل نرعى الحوار والمشاركين فيه للوصول إلى الحلول، ولا أحد يتنمى للحوار أن ينتهي بحلول غير مرضية. وقال: "إن على اليمنيون اتخاذ القرارات الصائبة بأنفسهم، وأن قرار شكل الدولة يرجع لمخرجات الحوار، وليس للمملكة المتحدة أو أي دولة أخرى أي دور في ذلك، ولكنه قرار اليمنيين" واستدرك بالقول "إن المملكة المتحدة ستظل في دعمها للحوار حتى يجدوا الحلول المناسبة" وقال إن على الشعب اليمني دعم ممثليه في الحوار لاتخاذ القرارات المهمة لتحقيق تغيير إيجابي سلمي، مؤكداً أن هذا هو الوقت الصعب لاتخاذ قرارات حاسمة واعطاء تنازلات. وأوضح برت أن الحوار عملية إيجابية مع كل الصعوبات، مقارنة بالخيار الآخر، وحث الجميع على الاستمرار في الحوار لحل المشاكل السياسية، وأردف "نحن في إقليم عندما يتوقف الحوار فالخيار الآخر هو العنف". وعبر عن تفائله بنجاح الحوار في اليمن، وقال "إن التفاؤل أمر ضروري جداً" مشيداً بإيجابية الرئيس هادي، لكنه عاد وأكد أن التفاؤل وحده لا يوصل العملية إلى نهايتها، كما أشاد بممثلي القوى السياسية في الحوار الوطني الذين يعملون بجهد لتجاوز الخلافات والفروقات، موضحاً أن المملكة المتحدة والمجتمع الدولي سيعملون أيضاً لدعم تجاوز هذه الخلاقات والفروقات" معرباً عن تطلعه لزيارة قادمة لليمن وقد حدث تحول إيجابي. وقال وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط في مؤتمره الصحفي أنه من الضروري أن يفي المانحون بتعهداتهم لليمن، مؤكداً أن بلاده تقدم الدعم الاقتصادي والإنساني لليمن، مضيفاً "نعمل بجهد مع الحكومة اليمنية لتنفيذ برامج متصلة بهذا الدعم. ونوه إلى مؤتمر اصدقاء اليمن المقرر انعقاده نهاية شهر سبتمبر الجاري في نيويورك، وقال "أؤكد أننا كرؤساء لهذا المؤتمر؛ وبالعمل مع الدول الأخرى نرغب في رؤية العائلة اليمنية ترى التغيير من خلال هذه المعونات" مشدداً على أهمية الشفافية في التعامل مع الأموال التي يتم منحها، حتى لا تتجه إلى الأيدي الخاطئة كما حصل في السنوات السابقة، مؤكداً أنه لا شيء يوقف هذه المنح من أن يرى المانحون أنها تذهب إلى الأيدي الخاطئة. وأكد برت أن بلاده دائماً في مقدمة أصدقاء اليمن، وأن مجموعة من أصدقاء اليمن تعهدت بتقديم الدعم بالمليارات، وأردف "لدينا برنامج دعم إنساني بقيمة 300مليون دولار خلال الثلاث السنوات القادمة ونضمن تنفيذ هذا". وحول التعاون بين اليمن والمملكة المتحدة في مكافحة الإرهاب قال أن هناك تعاون قوي وشراكة في المعلومات للقضاء على القاعدة، مشيراً إلى أن التعاون خلال السنوات الماضية اشتمل على تقديم الدعم الفني والتقني، لافتاً إلى أن حرب اليمن ضد الإرهاب هو بالنيابة عن الجميع، معبراً عن تعاطف بلاده تجاه أهالي الضحايا من قوات الأمن خلال الأشهر الماضية. وقال أن مواجهة الإرهاب وهجماته عملية معقدة، وأنها تعتمد أيضاً على حلول سياسية للمشاكل التي يتغذى منها الإرهاب، كما أن مواجهة الإرهاب يتطلب نمو المهارات لدى القوى الأمنية، مؤكداً أنه يجب أن لا يكون هناك ملل من محاربة الإرهاب، وأن الحكومة اليمنية لم تمل، كما أن المملكة المتحدة لن تتعب من تقديم الدعم للحكومة اليمنية. وأكد أن بلاده غير مسئولة عن سياسة استخدام الطائرات بدون طيار، وأن المسألة سيادية بين اليمن والولايات المتحدة، لكنه تمنى أن تكون هذه العمليات قانونية وأن تخضع لقوانين الإنسانية الدولية. وأكد البيان الصادر عن السفارة البريطانية بصنعاء أن الزيارة التي يقوم وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط اليستير برت تدل على دعم المملكة المتحدة المستمر لليمن خلال هذه الفترة المصيرية من مرحلة الانتقال السياسي. وأوضح البيان أن الوزير وضمن زيارته الرابعة لليمن قابل العديد من الشخصيات على رأسهم رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني، والمبعوث الأممي جمال بن عمر، وتم مناقشة تقدم مسار مؤتمر الحوار الوطني، وخطط المرحلة التالية من عملية الانتقال حيث الاتجاه نحو الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية، ناقلاً عن الوزير الزائر تشجيعه جميع الأطراف للعمل معاً إيجاد حلول سلمية لمشاكل تاريخية وصنع الأسس ليمن جديد يوفر السلام والازدهار لأبنائه. ولفت البيان إلى أن برت ناقش أيضاً خلال الزيارة قضايا الإرهاب، مؤكداً التزام بلاده لعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة اليمنية لمكافحة تهديد القاعدة، متطلعاً إلى اجتماع أصدقاء اليمن في نيويورك نهاية الشهر الحالي، وأهمية أن يبهن هذا الاجتماع عن التطورات الملموسة الخاصة بالإصلاح السياسي والإقتصادي".