واليمن الشقيق يحتفل باختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل لا يسعني إلا أن أهنئ هذا البلد العزيز رئيساً، وحكومة، وشعباً بهذا الحدث التاريخي العظيم، الذي أخرج اليمن من أزمات طاحنة كادت أن تعصف به وبوحدته وحاضره ومستقبله. إن هذا التوافق والاتفاق نقل اليمن نقلة مباركة نحو عهد جديد قائم على الوحدة الوطنية الراسخة بين كل أبنائه، على الشراكة السياسية المسؤولة بين كل أطيافه ومكوناته.. شراكة تؤسس لمستقبل واعد يعيش فيه أبناء اليمن الشقيق أعزة كرماء في ربوع بلادهم ووطنهم السعيد، مهْد الحضارة والعروبة ومعقل الإسلام. فهنيئاً لكم يا أبناء اليمن على هذا الإنجاز الكبير، الذي رعته عناية الله أولاً، ثم حكمة وإخلاص الأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، ومعه كل من ساهم في إنجاح هذا الحوار والوصول به إلى النور ليصبح حقيقة واقعة يعيشها ويسعد بها أهل اليمن بل وكل العرب والمسلمين. إن هذا التوقيع على الاتفاق لا يمثل إلا خطوة البداية الراسخة والواثقة نحو مستقبل مشرق وزاهر لليمن الشقيق، مستقبل يحل فيه أبناء هذا البلد العزيز مشاكلهم بروح وطنية مسؤولة تجمعهم دائماً على كلمة سواء تحفظ لليمن أمنه واستقراره، وعزته، وحريته، وتنميته، واستقلاله. إن هذا التوافق سيفضي بإذن الله تعالى إلى استقرار سياسي، ومجتمعي، وأمني يكون له الأثر الكبير في دفع عجلة التنمية الاقتصادية الشاملة المنشودة بما ينعكس إيجاباً على المواطن اليمني في دينه وأمنه واستقراره ومستوى معيشته. إن اليمن الموحد القوي هو قوة للأمة وفلسطين، وبهذه المناسبة ندعو كافة القوى السياسية، والمجتمعية إلى الالتفات أكثر نحو القضية المركزية، قضية فلسطين والقدس، حيث استغل الكيان الصهيوني اليوم انشغال الأمة بقضاياها ومشاكلها الداخلية ليحيك مؤامراته الكبرى من أجل تصفية هذه القضية، وتهويد الأرض والمقدسات وإنهاء الوجود الإسلامي في فلسطين وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً وشطب حق العودة لستة ملايين لاجئ فلسطيني طردوا من أرض آبائهم وأجدادهم. إن قضية فلسطين يجب ألا تغيب أبدأ عن عقل وقلب وأجندة أي مسؤول يمني بل أي مواطن في هذا البلد العزيز؛ فهي قضية دين، وعقيدة، وحضارة، وتاريخ، وأمن قومي لكل الدول العربية والإسلامية. إن فلسطين والقدس أمانة في أعناق كل مسؤول يمني، وإنني لعلى ثقة أن اليمن الجديد لن يتخلى عن فلسطين والقدس بل سيجعلهما في أولى أولوياته واهتماماته كما كانت دائماً من قبل، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى ومعراج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وهي قضية مقدسة توحد الجميع وهي للجميع مع اختلاف أفكارهم وتوجهاتهم. ممثل حركة حماس في اليمن