في هذا الحوار يتحدث الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد صالح مجلي عن ما وراء استهداف أبناء القوات المسلحة والأمن من قبل الجماعات الإرهابية، ولماذا تصاعدت هذه الهجمات الإرهابية خلال هذه الفترة. كما يتحدث مجلي، وهو عضو في المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية، وعضو التكتل الوطني للتصحيح، وأيضاً عضو اتحاد القيادات الإدارية للدولة في ساحة التغيير بصنعاء، عن تأثير الجماعات المسلحة، وخطرها على مستقبل الدولة، واعاقتها لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وما يجب على الرئيس والحكومة والقوى الوطنية تجاه هذا الخطر، وأساليب مواجهتها.. إلى الحوار.. حوار الزميل عبدالله المنيفي ل "الصحوة ": * كيف تنظر إلى الهجمات الارهابية التي تستهدف منتسبي الأمن والجيش؟ - الحقيقة ما يتعرض له أبناء القوات المسلحة والأمن من هجمات ارهابية منظمة ومرتبة هي جريمة ارهاب بكل المقاييس، وتأتي بهدف اضعاف القوات المسلحة ومعنوياتها واحباط تطورها وتماسكها، والهدف جعل القوات المسلحة تتوقف عن اداء واجباتها في حماية الدولة والبلد والمنشآت الحيوية والمواقع والمعسكرات، وبدلاً من ذلك تتفرغ لحماية نفسها، ومع ذلك لا يمكن أن نقول إنه لا يوجد تقصير إنه لا يوجد تقصير لدى الجيش والأمن، ولكن هناك تقصير كبير، وبالتالي يمكن إذا اتخذت اجراءات الوقائية لتفادي هذه الهجمات، أما القائمين على ضرب الأمن والقوات المسلحة فلا شك انهم معروفين للشعب وللسلطة ولكل الناس، وما يجب ان يكون هو أن تتخذ الدولة اجراءاتها وتستخدم هذه المعرفة للحد من هذه الهجمات ومعاقبة المجرمين الذين يتركبونها. * لكن ما هو سر تصاعد هذه الهجمات الإرهابية على النقاط الأمنية والمواقع العسكرية في المحافظات الجنوبية؟ - أولاً أقول أنه لا شك أن هناك جهود حثيثة من قوى الشر المعادية لليمن، والتي تبذل كل جهدها لعرقلة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وانقاذ اليمن واخراجه إلى بر الأمان وبناء الدولة اليمنية المدنية الاتحادية الواحدة والعادلة، لا شك أن هناك في الجنوب يوجد ما يسمى بالحراك الجنوبي المسلح المتطرف، ومنظومة القاعدة وهي أيضاً مخترقة من قبل القوى المعادية للثورة لا شك في هذا، ولا شك أن هناك تنسيق كبير بين كل هذه القوى المعادية للثورة واليمن في الداخل مع دول أجنبية لا تريد لليمن الخير ولا تريد لليمن أن يخرج من هذه المرحلة الصعبة ولكن نأمل من الله سبحانه وتعالى أن ترتد هذه المشكلة عليهم وأن ينصر الشعب اليمني وتخرج اليمن إلى بر الأمان ونبني الدولة اليمنية الاتحادية بإذن الله. * في المقابل إلى ما تعزو هذا العجز الذي تبديه الدولة وأجهزتها الأمنية في التصدي لهذه الهجمات ووضع حد لها؟ - عدم الشعور بالمسئولية لدى القادة العسكريين والأمنيين، صحيح أن هناك اختراقات، وهناك بعض أركان النظام السابق لا يزالون موجودين، قد نعزو هذا إلى وجود تواطؤ، أو ضعف كفاءة، أو أموال تصرف، وأشياء كثيرة، ولكن وزارة الدفاع والداخلية كمؤسسة وأجهزة الأمن القومي والسياسي وكل الأجهزة الأمنية في البلد مسئول عنها أشخاص وعليهم أن يتخذوا إجراءاتهم وأن كانوا عاجزين فانصحهم أن يقدموا استقالاتهم ويتركوا المجال لآخرين، من الضروري جدا أن أي قوة عسكرية أو أمنية أو معسكر أو نقطة أمنية أو حراسة خاصة يجب أن يكون هناك ما يسمى بالأمن الوقائي، كلما يحصل الآن أن مجموعة من الارهابيين مستعدة وبسيارة وأسلحة وتأتي للنقطة على غفلة وتقتلهم كالدجاج، أين الوقاية الذاتية لهذه النقطة الأمنية، عادة يوجد نقاط مراقبة للمعسكر أو النقطة الأمنية وهناك وسائل اتصال حديثة بهذه المواقع ووجود أسلحة في مواقع المراقبة، وهناك نقاط متقدمة أبعد تعطي دائماً انذار للمسئول في المعسكر أو النقطة الأمنية أن هناك قوة مشبوهة متجهة إليه وبعدها يعلن الاستنفار الكامل ويستعد لمواجهتها ولا يمكن أبدا أن تحدث مثل هذه الخسائر حتى لو حدثت اشتباكات، وهناك الآن العديد من الوسائل التكنولوجية، هناك كاميرات تستطيع أن ترصد تحركات الجماعات المعادية على مسافات تصل إلى 22 كم ليلاً ونهاراً، ويمكن لهذه الكاميرات البصرية الحرارية ان تحدد حتى ارقام السيارات المعادية من على مسافات ليلاً أو نهاراً، وهذه امكانيات موجودة وتستخدمها المملكة العربية السعودية في الجيش والأمن، وعمان وكل دول الخليج، وكل الدول تستخدم هذه الوسائل، وتكاد تكون مجانية ولكن المسئولين في وزارتي الدفاع والداخلية لا يريدون، إما لضعف أو لأسباب مادية أو علمية، باختصار هناك عدم كفاءة في الوزارات والأجهزة المعنية.
* بعد كل حادثة تشكل لجان تحقيق في الأحداث والعمليات، ترى ما هي الحسابات التي تحول دون إعلان نتائج التحقيقات في تلك الهجمات وفضح المتورطين بها, هذا إذا سلمنا جدلا أن ثمة تحقيقات حدثت بالفعل؟ - هذه الكارثة الكبرى، المواطن والشعب اليمني والجيش، والعاملون في أجهزة الأمن، من حقهم أن يعرفوا إلى ماذا افضت هذه التحقيقات، ومن هم المجرمون الذين قاموا بقتل أبناء قواتنا المسلحة وقوات الأمن، وإلى أين أحيلوا، يجب أن يسلم هؤلاء إلى العدالة، لكن هذه التحقيقات يعلن عنها كمخدرات لامتصاص غضب أبناء الجيش والأمن، ثم يتم تناسي هذه الأمور وكأن شيئاً لم يحصل، هل سمعنا من هم المجرمون؟ ومن المتورطون في قتل الناس والأطباء في حادثة العرضي؟ هل سمعنا من وراء الهجمات على قيادة المنطقة الجنوبية في حضرموت؟ لا طبعاً، هل سمعنا من المتورطين في الهجوم على السجن المركزي؟ ومن هم المجرمون ومن ورائهم في كل الأحداث الإرهابية في مجزرة السبعين ومجزرة كلية الشرطة، وفي المجازر التي تتم في حضرموت على النقاط الأمنية والمعسكرات، لم نسمع بهذا، اعتقد أن هذه جريمة تتحملها الحكومة والجهات المسئولة، عليهم أن يظهروا للناس ما نتيجة هذه التحقيقات ومن هم المتورطين، ومن الممولين والمسئولين عنها حتى تأخذ العدالة مجراها. * برأيك.. هل هناك سبب واضح برأيك لاختيار الجنوب بشكل عام ليكون ساحة مفتوحة للعمليات الارهابية ضد الجيش؟ - ليس الجنوب وحده الذي يتعرض للعمليات الإرهابية. * لكن أغلب العمليات التي حدثت مؤخراً حدثت في الجنوب. - صحيح، وهناك تعدد لجماعات مسلحة يشاع انها تنضوي تحت القاعدة، وبعضها تحت الحراك المسلح، ولكن هذه الجماعات لا شك أن هناك جهات تمولها، وبعضها جناح البيض المتطرف هو الذي يمولها، وهناك جماعات أخرى تحظى بتمويل من آخرين تعرفهم الأجهزة الأمنية بشكل واضح وتعرف مصادر التمويل الداخلي والخارجي، كل ما يجب أن تكون هذه الأجهزة ان تقبض على هؤلاء وتوصلهم إلى العدالة، وقبل التشهير بهم وتعريف الناس أنهم هم المجرمون الحقيقيون، ويتم إحالتهم للنيابة وتتخذ إجراءاتها، سواء تم القبض عليهم أم الإعلان أنهم فارون من وجه العدالة، أما بقاء الأمور بهذا الشكل، جرائم ترتكب ودماء تسيل وشباب يقتلون من أبناء القوات المسلحة والأمن وكأن الأمر لا يعني هذه الأجهزة فهذا ليس مجرد خطأ وانما هو جريمة يجب أن يعاقب المسئولون عليها. * معنى هذا أنك تعتقد أن تنظيم القاعدة هو المسئول الوحيد عما يجري في الجنوب من استهداف منظم لقوات الجيش ومعسكراته. - ليس المعقول أن نتهم فقط تنظيم القاعدة، وحتى لو اتهمنا تنظيم القاعدة هو مخترق من جهات كثيرة، في الداخل والخارج وبالتالي على أجهزة الأمن أن تحدد وأن تعمل من أجل كشف هذه الحقيقة، وأن تحيل المتورطين إلى العدالة. * ثمة من يتحدث عن مخطط مرسوم هدفه إضعاف الجيش وتحطيم معنوياته كمقدمة للانقضاض على السلطة في ظل وجود جيش غير قادر على حمايتها نتيجة تهاون السلطة وتقاعسها في حمايته.. ما مدى صحة ذلك؟ - هذا صحيح، القوات المسلحة والأمن إذا ما أحسن هيكلتها وتنظيمها ودعمها من الجانب اللوجستي والمادي ومن كل الجوانب ستكون الذراع القوية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والضامن الأساسي لبناء الدولة اليمنية الحديثة الاتحادية وستكون الضامن أيضا للأمن والاستقرار الذي هو الأساس لتنمية البلاد ولتحقيق الأمن للشعب اليمني، ولذا تقوم هذه القوى المضادة، قوى الشر في اليمن مدعومة بالدعم الأجنبي والمحلي بضرب القوات المسلحة والأمن للحد من فعالياتها وتدمير معنوياتها والحاق الأذى بها، ولذا تتحمل رئاسة الجمهورية والحكومة بكامل أجهزتها العسكرية والأمنية مسئولية إعادة هيكلة القوات المسلحة وبنائها وحماية أرواح منتسبيها. * أنت بهذا ترى أن خطراً محدقاً من وصول جماعات العنف إلى السلطة عبر العنف والدماء، هل سيسمح الشعب اليمني وقواه لهذه الجماعات بذلك؟ - هذه الجماعات فعلاً تسعى للانقضاض على السلطة، من خلال هذه العمليات الإرهابية والكيد والدس الذي يكتنف كل أرجاء اليمن يبدو أن قوى الشر تعتقد أن بإمكانها أن تعود إلى السلطة، وبالتالي تعمل المستحيل ليكون بإمكانها العودة إلى السلطة، ونقول يحق لها أن تسلك السلوك السلمي أن تنافس فإن قبل بها الشعب اليمني واتاح لها الفرصة لتعود وفازت عن طريق الانتخابات السليمة سواء انتخابات الرئاسة أم النواب، فمن حقها لكن دون أن تمارس العنف والقتل، هذه جرائم يجب أن يعاقب عليها كل من يرتكبها. * هل تعتقد بأن ما يجري اليوم على الساحة اليمنية في الجانب الأمني وأيضا في الشق الاقتصادي المتعلق بأزمة المشتقات النفطية يدخل ضمن برنامج الثورة المضادة التي تقوده بعض الأطراف المتضررة من ثورة التغيير؟ - الأزمات التي تدار الآن في البلد تدور بأسلوب إدارة اليمن بالأزمات وبالصراعات، موضوع الأزمات التي تخلق في اليمن لا شك أنها ضمن استراتيجية معينة هدفها الأساسي إفشال حكومة الوفاق وافشال الرئاسة، ونحن جميعاً نعرف أنه في 21فبراير تم انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي على قواعد أساسية واضحة، وهي قاعدة التغيير، وقاعدة إرساء الأمن والاستقرار، وقاعدة فترة انتقالية نؤسس فيها لدولة جديدة وحديثة، فحمداً لله أننا في اليمن خرجنا من مؤتمر الحوار بوثائق واضحة تؤسس لبناء هذه الدولة، وأضيف لها سنة كاملة تسمى المرحلة التأسيسية، هذه الأمور كلها مضت بنجاح، الآن مهمة قوى الشر افشال هذه المراحل، وبالتالي فهي تستخدم كل الأساليب بما فيها الأساليب غير الأخلاقية لتشويه مؤسسة الرئاسة والحكومة، وإظهارها للشعب اليمني بأنها حكومة فاشلة ونظام فاشل، وبالتالي هذا شيء طبيعي ولكن على الدولة والنظام القائم، مؤسسة الرئاسة والحكومة أن يتنبهوا لهذه النقطة ويعالجوها بطريقة صحيحة وليس بالاستكانة، وقد اشيع مؤخراً أن هناك رفع الدعم عن المشتقات النفطية، ورئيس الوزراء أعلن أمس بكل وضوح أنه لا يوجد توجه في المرحلة الحالية لرفع الدعم عن المشتقات النفطية، ولهذا هدأت الأمور والناس فهموا، مثل هذه الدعايات المسمومة يجب أن تواجه بأسلوب إعلامي راقي، وعلى المسئولين في البلد أن يكونوا صادقين مع الله ومع شعبهم ولا يكونوا متخصصين في إثارة القلاقل، لأن هذه ليست فقط مؤثرة على الرئاسة أو على رئاسة الوزراء أو الوزراء، وإنما على كل الشعب اليمني، وبالنسبة للأخطاء فلا شك أن هناك أخطاء سواء في الرئاسة أو في رئاسة الوزراء أو الوزراء والوكلاء، هناك بذخ وانفاق غير محسوب وفساد مالي وإداري، وعلى الدولة ان تتحمل مسئوليتها، على رئيس الجمهورية أن يتحمل مسئوليته بأمانة وأن يعمل كل ما يمكن وان ستقطب كل الناس والقادرين على المساعدة في إخراج اليمن من هذه المرحلة، عليه ان يستفيد من خبرات كل أبناء اليمن وعن المناطقية، وعلى المسئولين أن يدركوا أن كل أبناء اليمن مستعدين لبناء البلد. * بالنسبة لمشكلة الإرهاب في اليمن هل تعتقد أنها مشكلة يمنية بحتة أم أنها تكتسب بعدا خارجيا أكبر مما يبدو في الواقع؟ - الإرهاب مشكلة عالمية وموجود في كل أنحاء العالم. * لكنه يبدو أكثر في اليمن، كما كثف انشطته خلال هذه الفترة. - من الطبيعي جدا أنه عندما تضعف الدولة ينشط الإرهاب، وتنمو الفوضى، والإرهاب جزء من الفوضى الشاملة، فإذا ما وجدت الدولة فإنها قادرة على محاربة الإرهاب، هناك دول كثيرة نجحت في محاربة الإرهاب بشكل غير عادي، خذ مثلاً السعودية، مساحتها كبيرة جدا وفيها ما يساعد على تبني الفكر الإرهابي بسبب وجود جماعات دينية كثيرة وأخرى، ومع هذا استطاعت أجهزة الأمن في السعودية أن تحد كثيرا من النشاطات الإرهابية داخل البلاد، ولهذا انتقلت هذه الجماعات الإرهابية إلى اليمن وجاءت من كل أطراف العالم لأنها وجدت أن الدولة هشة، بل أن الدولة رخوة، وأجهزة الدولة ليست بتلك اليقظة التي يجب أن تكون عليه، لو كانت أجهزة الأمن والجيش مرتبة ومعدة ومجهزة ومدربة تدريب جيد وكامل، وهناك قيادات واعية ومدركة ولديها يقظة عالية، لن يتمكن الإرهاب من أن ينشط بهذا النشاط الكبير، بل أنه يمكن التغلب عليه، ولدينا مساعدات دولية تساعد في مكافحة الإرهاب، وإنما يجب أن يكون هو التنسيق الجيد أو بين الأجهزة الأمنية ذاتها، ثم الأجهزة الأمنية والعسكرية، ومع الأشقاء والأصدقاء ضمن خطط استراتيجية وتكتيكية واسعة، وهنا فقط يمكننا أن نحقق نجاحات كبيرة ضد الإرهاب وضد رعاة الإرهاب والمشجعين للإرهاب، وضد كل من يريد الحاق الأذى والشر باليمن. * ما هي الأولويات التي تراها أولوية بالنسبة لمخرجات الحوار يجب البدء بتنفيذها في هذا الجانب، خصوصاً أن أسلحة الجماعات المسلحة تشكل أكبر خطر على تنفيذ هذه المخرجات. - أرى أنه يجب أن تكون خلال هذه المرحلة أولوية لتحقيق الأمن والاستقرار ولا يمكن أن تبنى الدولة وتؤسس إلا في ظل الأمن والاستقرار، ولذلك لا بد أن نحتكم جميعاً للعقل، هناك مخرجات للحوار الوطني، جميع المكونات وقعت على مخرجات الحوار ومنها نزع أسلحة الميليشيات المسلحة كلها، وبداية نزع الأسلحة الثقيلة التي تهدد أمن البلد، لا يمكن أن نبني دولة أو نؤسس لأمن واستقرار في هذا البلد إلا إذا نُزعت الأسلحة واشتغلت الأقلام بدل الأسلحة، جميع الناس الذين لديهم الأسلحة الثقيلة يجب أن يسلموا أسلحتهم وأن يدخلوا في العمل السياسي الوطني، لا يمكن أن يشارك في العمل السياسي مدجج بالسلاح، ولا يمكن أن يوجد أمن واستقرار وتبنى دولة وهناك جهة تستخدم الأسلحة ضد الآخرين، إذا كان هناك طرفان يتقاتلان بالأسلحة فالدولة هي التي يجب أن تتحرك، الله تعالى يقول (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله.. الآية) بمعنى أنه لا يمكن أن تمتلك القوى السياسية الأسلحة، والدولة هي الجهة الوحيدة التي تحتكر امتلاك السلاح وتحتكر استخدامه، واقصد الدولة التي يفترض ونحن نؤسس لدولة عادلة، وبالتالي علينا جميعا أن ندخل في السلم ونستخدم الحوار وننفذ مخرجات الحوار حتى نبني الدولة دون أن نستخدم السلاح وعندها نستطيع أن نكون كلنا آمل، وحتى لو اختلفنا في وجهات نظر فالاختلاف وارد وطبيعي، وإذا اختلفنا نتناقش ونخرج بحلول، والآن هناك مخرجات وطنية موجودة ونؤسس لدستور للبلد، وبالتالي علينا أن نحتكم إلى الدستور إلى القانون إلى النظام دون الاحتكام إلى السلاح، لأن الاحتكام إلى السلاح جريمة وإرهاب وبالتالي على كل الجهات التي لديها أسلحة وخصوصاً مبدئياً الأسلحة الثقيلة، أن تسلم أسلحتها إلى الدولة. * الآن جماعات مسلحة مثل جماعة الحوثي وفرض سيطرتها على مناطق بقوة السلاح وافتعالها للحروب في عدة مناطق.. ألا تشكل خطرا على مخرجات الحوار وبناء الدولة؟ - هناك كثير من الصحفيين والحقوقيين والسياسيين تحدثوا كثيرا في هذا الجانب وهناك تقارير تؤكد هذا الكلام، وهو أن استخدام الإخوة الحوثيين للسلاح ومهاجمة القرى والمدن، هذا شيء لا يقره عقل ولا منطق مهما كانت الأسباب والمبررات، هذا التوسع غير مقبول، وعلى الدولة أن تمارس نفوذها وواجباتها ووظيفتها في حفظ الأمن والاستقرار بفرض هيبة الدولة في كل أراضي الجمهورية اليمنية بلا استثناء. * برأيك ماهي المعالجات المطلوبة للتغلب على هذه المشكلة أو على الأقل الحد من تأثيرها وأتساعها؟ - في تصوري أن هيكلة القوات المسلحة واستكمالها هو الأهم، وأريد أن أقول أن هيكلة القوات المسلحة لم يتم وعلينا ان نعترف أنه لم يتم استكمال الهيكلة حتى الآن، إلا قطع خطوات بسيطة جداً وهي تغيير بعض القيادات، واستكمال هيكلة القوات المسلحة على أسس وطنية ومعايير تتعلق بالقدرة والكفاءة هي أساس كل شيء، إعادة هيكلة القوات المسلحة وأجهزة الأمن على هذه الأسس وعلى معايير وطنية سيكفل بناء قوات المسلحة وأجهزة الأمن وطنية وقوية، وهي في تصوري الضامن الأساسي لمكافحة العنف والإرهاب، وبد بناء قوات مسلحة وأمن على أسس وطني ومعايير واضحة لا يمكن لأي بلد في العالم أن يكافح العنف والإرهاب، فعلى رئيس الجمهورية والحكومة الواجب والعمل في هذا الاتجاه إذا أرادت فعلاً أن تكافح الإرهاب، بالإضافة إلى إصلاح المنظومة القضائية، لأن الإرهابيين بعد القبض عليهم سيتم احالتهم للقضاء وهناك وفقاً لشرع الله سيتم معاقبتهم، وبالتالي على الحكومة أن تنفذ هذه العقوبات، وبالتالي سيتم الحد بالتدريج على قضايا العنف والإرهاب، لسنا الدولة الوحيدة التي تتعرض للإرهاب ولذلك على الرئاسة والحكومة أن تستفيد من تجارب الحكومات والدول الأخرى التي استطاعت دحر الإرهاب، وباختصار فإن وجود قوات مسلحة قوية وأجهزة أمنية قوية ووجود منظومة قضاء يمني قوي وعادل هي أهم الوسائل لمكافحة الإرهاب والعنف. * ما دمت قد تحدثت عن قضية الهيكلة.. كيف تقيم الخطوات التي تم قطعها وما ملاحظاتك؟ - في تصوري الشخصي أنه لم يتم أي شيء في إطار هيكلة القوات المسلحة، كل ما جرى هو مرحلة بسيطة تم تغيير قيادات، هيكلة القوات المسلحة ليست فقط تغيير قائد بقائد. * فما المطلوب الآن لتتم هيكلة الجيش والأمن؟ - هيكلة القوات المسلحة يعني إعادة البناء والتنظيم والتأهيل، ولا شك أنها مرحلة تأخذ وقتا لكن لم يتم البدء فيها، ولا يبدو أن هناك توجه جاد، وانا حضرت ثلاثة اجتماعات في الهيكلة واعطيت ملاحظات، وقلت دعونا اولاً لدينا انقسام في القوات المسلحة، ولدينا قوات عسكرية موجودة في المدن، ولدينا قوات عسكرية متموضعة في أماكن غير صحيحة وغير حقيقية، والهيكلة فيها مرحلتان، الأولى إعادة اللحمة ووقف الانقسام ودمج القوات المسلحة واتخاذ إجراءات أخرى في هذا الجانب، والخطوة الثانية هي تصميم خطة استراتيجية متوسطة وطويلة المدى تتعلق بإعادة بناء وتنظيم وتموضع القوات المسلحة، ماذا تعني إعادة البناء؟ القوات المسلحة في اليمن ليست مبنية على أسس صحية، وهناك سؤال: من أجل الدفاع عن الجمهورية اليمنية ما هو الجيش الذي يجب أن يكون، وما الذي يجب أن تكون عليه القوات الجوية وكم عدد أفرادها، وكم عدد طائراتها وما نوع الأسلحة، وكذلك القوات البحرية والبرية، إذا حُددت النسب هنا بدأنا، ولكن لم يتم – حد علمي- اتخاذ الجادة بطريقة صحيحة، وبالتالي الأمور غير مفهومة على اعتبار أن إعادة بناء القوات المسلحة والأمن وإعادة تموضعها في جيوش العالم تكون قريبة من الحدود ومرتبة ترتيب جيد وفقاً للعدائيات، وتكون مجددة أنواعها واحجامها بحسب حاجة البلد، صحيح قد تكون هناك نظريات وأطروحات تم وضعها في الاكاديمية العسكرية ولكن حتى الآن لم يتم البدء بشكل جدي على حد علمي. * هل من كلمة أخيرة تود أن تقولها. - أدعو الله أن ينصر الشعب اليمني وأن يكون في عون مؤسسة الرئاسة والحكومة أن تأخذ الأمور بجدية أكبر نحو إنهاء المرحلة الانتقالية والانتقال إلى استقرار سياسي وأمني داخل البلد بعد أن تنتهي المرحلة الانتقالية خلال هذا العام 2014 وجزء من 2015، وأدعو الله أن ينتصر أبناء الشعب اليمني على كل قوى الشر وأن يكون الله في عوننا جميعا لتأسيس دولة يمنية آمنة، دولة عدالة ونظام وقانون، دولة أساسها الأمن واستقرار والعدالة والتنمية.