الأصل أن تعطى كل مساحة من المساحات حقها فالثوابت لاينبغي أن تتحول إلى حالة جمود ولا إلى صورة من الإستعراض والمزايدات كما أن مساحة المرونة وإن توسعت فلا تتوسع على حساب الثوابت والمبادئ بحجة الواقع وتطوراته وضروراته .. بل ينبغي الوقوف في مساحة وسطية لاتفريط فيها ولاتشدد ولا الوقوف في " محلك سر " .. على هذه المعادلة وقف الإصلاح بمشروعه الوطني منذ التأسيس وحتى المرحلة الراهنة .. يؤمن الإصلاح منذ ميلاده بمبدأ الشراكة والتعددية الحزبية ونهج الحوار ومبدأه الأول تغليب مصلحة الوطن والشعب وللتاريخ أوسع الأبواب في ذلك .. ففي عام 93 تنازل الإصلاح عن رتبته الثانية في الانتخابات لحزب الإشتراكي لينهض بذلك بمبدأ الوحدة الوطنية وتعزيزه وتوثيق عراه وفي عام 97 بالرغم من خسارته غلب ارادة الشعب وأحترمها. وفي عام 2001 اتجه الاصلاح مع شركائه لتأسيس " اللقاء المشترك " ومنه الانتقال الى صف المعارضة ليبدأ مرحلة جديدة من النضال السلمي المشترك مع كافة أبناء الشعب ويقدم تنازلاته في القرار السياسي لتغليب مصلحة الوطن لتأتي بعدها مؤتمراته العامة 2003 - 2007 لتعزز مبدأ النضال السلمي ويخوضها بكل صبر وجلد .. وفي عام 2011 خرج الإصلاح ضمن المكونات السياسية بثورة تنتهج السلمية طريق لها ناهضت النظام الحاكم وفساده وعبثه بمقدرات الوطن ومؤسسات الدولة متمثلا هذا النظام بعلي صالح الذي ظل يفتعل الأزمات ويشن الحروب ليتحالف مع جماعة الحوثي ليصلوا بالبلد الى جرف هار وهو مانحن الان فيه .. قدم الإصلاح دم قلبه من شبابه في ثورة 11 فبراير واستنهضهم للحلم الكبير ببناء الدولة اليمنية الجديدة كلا في إطار مايستطيع .. بارك الإصلاح المبادرة الخليجية والتي كان يعتبرها قشة أمل لما وصلت به البلاد من انسداد أفق الحلول .. شارك الإصلاح في أقل الحقائب الوزارية في حكومة الوفاق الوطني شارك الإصلاح في مؤتمر الحوار الوطني وبنسبة قليلة مقارنة بمعارضيه .. وبعد اعتراض مسودة الدستور وشن الحوثي الحروب واجتياحه لصنعاء وقع الإصلاح على اتفاق السلم والشراكة بالرغم من الإنتهاكات التي تعرضت لها مقراته وأعضائه وظل الإصلاح ينشد الحوار والسلم حتى هذه اللحظة تسديدا وتقريبا لمصلحة الوطن .. ومع هذا كله تشن حملة شعواء ضده على أدنى بيان يصدره .. ياهؤلاء مصلحة الوطن من ثوابت الإصلاح والمرونة وتقديم التنازلات لأجل ذلك هو مايؤمن به الإصلاح فلننصف الإصلاح ونتعلم المعلومة الصحيحة ونعي الحقائق تماما .. أخيرا : التحوط والخوف من الوقوع في الخطأ واجب وبالمقابل التشدد للحفاظ على رمزية البقاء بموقف قوي خطأ ينبغي الحذر منه أيضا ..!