لستُ أدري هل يفطن هؤلاء الإعلاميون لما يؤدونه من أدوار تدخل تحت طائلة المساءلة القانونية.. وقبله الغضب الإلهي!! أدوار أقل ما يقال فيها أنها «تحريض على القتل» وعلى الهواء مباشرة!! أتحدث هذا عن المؤسسة الإعلامية الرسمية.. وطابورها الخامس!! لا.. لا لن أدخل في جدال سفسطائي حول حيادية الإعلام اليمني، حول التزامه بأخلاقيات المهنة وبرسالة الكلمة والصورة بألوانه كافة المرئي والمقروء والمسموع. لن أدخل فيما لا طائل من ورائه.. فكلنا يعرف البير وغطاه وفي المقدمة منا.. الإعلاميون أنفسهم. قد يحمل الإعلامي على محمل حق الاختلاف أو مربع المناكفة حين يكون الوضع طبيعياً والشغل سياسة وسياسة فقط، لكن في حال ننظر اليمن وهي تنزلق إلى المجهول.. ننظر حركات وتحركات غير طبيعية.. وفوق هذا دماؤنا تسيل وأشلاء تتناثر.. ننظرها بمقابل أعيننا.. نسمع صرخات الثكالى والمكلومين وآفات الجرحى والمعذبين.. ننظرهم –كما العالم أجمع ينظرهم- ثم إننا لا نكتفي بالفرجة وحسب.. بل نغمس ألسنتنا بقول الإفك والبهتان والزور ضد أعلى القتلى.. وتأييداً مطلقاً للقتلة والمجرمين بعيداً عن التفاصيل.. المسألة باتت أوضح من أن يخفيها أحد وأشعة الشمس لايغطيها غربال.. ولا مائة غربال.. حتى!! ثمة شعب أعزل بمقابل «قوة» مجنونة، ثمة «حق» بمقابل «مغتصب» ثمة «إرادة» يقابلها «فلتان لقد تبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض.. وما عاد ثمة التباس صار الأمر من الوضوح بحيث يفهمه –وعلى الطائر- الضيق قبل الكبير، والجاهل قبل المتعلم.. ثمة طرفين اثنين لا ثالث لهما، طرف الشعب بكل قواه وفاعلياته وطرف آخر هو هذه العصابة «الخارجة عن الشرعية» و»المرتدة عن قيم الوحدة والديمقراطية». شعب كامل تعداده بالملايين يطلب حقاً مشروعاً بغد أكثر إشراقاً وأماناً واستقراراً، وطغمة حاكمة هي على أهبة الاستعداد لإبادة هذا الشعب قبل أن يقترب من هذا «الكرسي الملعون» في دولة شارع السبعين.. و.. «أنا.. ومن بعدي الطوفان»!! بمقابل هذه الصورة الأوضح بمشهدها المفتوح والمنفتح نحن لا نطالب – ولن نطالب – من هذا «النفر» القليل من الإعلاميين أن يعلنوا موقفاً وأن يأخذوا قراراً بالانضمام إلى «ثورة الشعب» لا لن نطالبهم بذلك- فذلك شرف دونه الرجال.. الرجال. كما لن نطلب منهم أن «يفلتوا» هذه العصابة ويعودون إلى بيوتهم وذراريهم ف»الرزق» يحب الخفية»!! وفق المثل المصري كل ما نريده من هؤلاء في المؤسسات الإعلامية الرسمية والطابور الخامس في الجهات الإعلامية غير الرسمية. نطلب منهم طلباً واحداً لصالحهم أولاً ثم لصالح هذا الوطن و»طز» بالثورة.. وبشباب الثورة.. ليذهبوا إلى الجحيم نطلب ممن نحن نعزهم ونرجو السلامة لهم في الدنيا وفي الآخرة أطلب منهم أن يفتحوا هذه «الغشاوة» التي تغطي على بصائرهم قبل أبصارهم.. وعلى عقولهم قبل عيونهم، ألا يساقوا أو ينساقوا إلى «حقل ألغام» تزرعه عصابات بلطجية مجرمة لا يرقبون في وطن إلاً ولا مواطن إلاً ولا ذمة. القاتل يحسن الضرب والتخفي.. وأنت يامسكين.. تُقتل تحت الأضواء.. وبالصوت والصورة!! فقط.. وفقط .. وفقط نطلب منهم ألا يبرروا للقاتل قتله وإجرامه.. لأن «التبرير» وعبر الفضاء المفتوح جريمة مشهرة.. وهي جريمة لا تقل عن الجريمة الأصل ذاك يقتل وهو مختفٍ.. والإعلامي يتهم «المقتول» المسجى بالكفن بأنه هو «القاتل» ثم يرتشف كوب ماء.. ويبتسم!! ذاك مجرم مهنته القتل.. والشيء من معدنه لا يستغرب، وهذا يمارس قتلاً ناعماً أنيقاً تحت الأضواء. الحق أقول لكم «الإعلام» دوره دوراً بالغ الخطورة.. ويمكنه أن يكون «قرّاعة» يشعل النيران ويوقد الحرائق.. تماماً مثلما يمكنه أن يكون سيارة إطفاء» ورب كلمة –كما جاء في الحديث- لا يلقي لها المرء بالاً تلقي به في النار سبعين خريفاً» أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. من حق «الإعلامي» أن يضمن له ولأولاده مصدر رزق يعيش به مستوراً.. والحال لا يسر بما يعلمه الجميع، لكن حين يتحول ذلكم الرزق من مصدر طيب حلال إلى مصدر خبيث.. فالله الغني عنه!! كنا –فيما مضى- نشكو وسائل إعلامنا اليمنية أنها تعيش خارج العصر.. وأنها صارت في سوق المنافسة الفضائية «مهلنيش» وفي مستوى الأداء «سامحني مشغول» اليوم.. رضينا من الهمّ بالإياب.. ورب يوم. إخوتي.. أخواتي لانريد لكم «اللعن» لعن الشعب، والشعب ذاكرته –بسم الله ما شاء الله- حديدية لا ينسى!! وهل تنسى تلك المذابح البشعة.. وهل ننسى تلك «الإطلالات» الإعلامية القاتلة المحترقة!!