التغيير هدى جعفر: (الحياة بقى لونها بمبي ) أو (الحياة حلوة بس نفهمها) كلها أغان نظمت من أجل الحياة الواسعة البيولوجية التي خلقها الله وزينها الحب وشوهناها نحن, وهناك الحياة الاجتماعية التي كونتها أفكارنا ومفاهيمنا وعقدنا النفسية وهي الحياة التي لا نجرؤ على التنقيب فيها أو البحلقة لإصلاح العيوب أو محاولة تعديلها ومن يفعل ذلك فأمه هاوية وان كان حسن الحظ فانه إما أن يتهم بالعلمانية والزندقة أو بالرومانسية والخيالية المطلقة ولكني لست من الفريق الأول والعياذ بالله ولامن الفريق الثاني والعياذ بالله أيضا وكل الأمر وما فيه أنه طالما شدتني المصطلحات المستخدمة في حياتنا الدينية والاجتماعية والفنية وقد ساعدني في ذلك موهبتي الشهيرة وهي عدم القدرة على تنظيم الوقت لأجلس في نهاية اليوم خالية البال أفكر في مواضيع من طينة هذا الموضوع وبعد تأمل طويل وكثير من الصبر والخيال اكتشفت أن الكلمات كالبشر تحيا وتوت بل تكذب وتنافق وتتهم بسوء السمعة فهناك الكلمات التي لاتدري بأي ذنب ساءت سمعتها ونحن لانعلم أيضا أو لانريد أن نعلم أو لاوقت للعلم فهي ولأسباب يطول شرحها أصبحنا نعاملها بتشكك وعدم ارتياح بل وازدراء أحيانا مثل الديمقراطية و الحجاب و حقوق المرأة و الجهاد والحب وغيرها فلا تكاد تدخل هذه الكلمة إلى مجلس ما حتى تهتز لحى وتمتعض قبعات وتبكي جدائل وهناك الكلمات التي تكذب أو تتجمل أو الاثنان معا فتخلع الثوب والعقال أو الخواتم لترتدي شورتا أو بدلة وربطة عنق أو تضع عطرا افر نجيا أو أي شئ آخر لا علاقة لها به لتطري ملامحها الحادة أو تضيف بضعة سنتيمترات إلى قصر قامتها أو لتخفي رائحة جسدها المنتنة فنحن نسمي المعوقين (بذوي الاحتياجات الخاصة) ( قمة التجمل المشروع في هذه اللفظة) والفقراء( بذوي الدخل المحدود) (ذات التصنيف الأول) وأيضا (انتبه لبدلة السموكن البريطانية التي ترتديه هذه الكلمة) الرجل ذو العلاقات النسائية نلقبه (دون جوان) بينما هناك الكثير من الكلمات التي يمكن أن تصف سلوكه بدقة أكثر وفي بعض البلدان العربية يسمون الكذب والتحايل على السائح ب(الفهلوة) ومرض الكلى سمي باسم مكتشفه (مرض أديسون) ليضيف له مذاق غربي محبب وتتراوح أسباب هذا التخفي من الغرض الشريف إلى النوايا الحسنة واسألوا الأممالمتحدة عن معنى هذه الأخيرة وهناك كلمات أخرى متخفية خلف كلمات أخرى فهناك ( فتاة ليل) (فنانة استعراضية) يقصد بها راقصة الشرقية !!! (شاب ناعم)( بصير) يقصد بها الأعمى وفي وسط حفلات التنكر السابق ذكرها نعيش نحن البشر الحقيقيون لنتواصل ونتحدث ونخاصم ونثأر ونقتل بسبب هذه الكلمات اللعوب والتي بسببنا تخلت عن أصولها التي ربما عذبت المئات وأسعدت المئات ولكنها بالتأكيد حيرتهم وكما هو واضح انه لاترف وقتي ولا فكري يمكننا أن نستعين به في وضع كل كلمة في مكانها الصحيح لأن الندم المتأخر كالعدالة البطيئة لا تشفي غليل وأحيانا لا تبقي ولا تذر ولكن مجرد تساؤل هل لو قمنا بهذه المغامرة الجوليفرية ( نسبة إلى رحلات جوليفر الأسطورية ) ماذا سيحدث هل سيتبدل سلوك الناس؟ هل ستحتفظ هند رستم بلقب ممثلة أدوار (الإغراء)؟ هل سوف يذهب الشباب إلى العراق( للجهاد)؟ هل سوف يسمح والد صديقتي لها بالزواج من (حبيبها) الفرنسي؟ هل سوف يتقبل السعوديون منظمات (حقوق الإنسان)؟ لا ادري ربما.