استخدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية جبروتها وتأثيرها السياسي على العالم أجمع من أجل فبركة "أكاذيب" حول امتلاك النظام العراقي اسلحة دمار شامل. جمعت كل قواها ودخلت في حلف عالمي لمواجه سراب اختلقته واشنطن بتعاون مباشر من ايران. الاتحاد السوفيتي لم يتورع هو الآخر عن اختلاق اعذار ومبررات واهية قبل اجتياح افغانسان عام 1979 حين أعلن أنه ينبغي عدم خذلان الحزب الشيوعي في هذا البلد ويجب نصرته والاستجابة لصرخته وبالفعل خاض حربا عنيفة مدمرة خاسرة. قبلها شن هتلر حربا شملت العالم كله بسبب هوس السلطة ونزعة الاستعلاء على العالمين. بدأ هتلر تنفيذ خطتة من أجل احتلال أوربا باختلاق أكاذيب تبرر أول هجوم يشنة, بادعاء أن بولندا بدأت بالهجوم على ألمانيا!! بمسرحية كاذبة بدأت احدى اعنف الحروب في التاريخ الحديث تسببت في دمار أوربا وما يقارب من 60 مليون قتيل وانتهت ايضا بانتحار هتلر ووزير الدعاية السياسية الأشهر جوزيف جوبلز صاحب مقولة أكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس. نفس المبدأ انهجته فرنسا في احتلالها للجزائر وبريطانيا في احتلالها للهند ومصر و جنوباليمن. وغيرها الكثير من النماذج. غير أن أحدث هذه النماذج والأكاذيب هي تلك التي ذهب إليها وكيل طهران في لبنان في أكتوبر 2006 حيث أعلن حزب الله ان الجماهير اللبناينة تريد اقالة الحكومة التي وصفها بالفاسدة والعميلة "بالطرق السلمية" وبدأ بنصب خيام الاعتصام حول المقار الحكومية الحساسة في بيروت وشل حركة السير تماما ثم وسع هذه الاعتصامات حتى شملت كل العاصمة. لم تكن هذه المخيمات سلمية على الاطلاق فقد كانت ملغمة بالأسلحة كما اكدت وسائل الاعلام وأثبتته في حينه. استمرت هذه الحالة 18 شهرا, لم يتدخل خلالها الجيش خوفا من منزلق الحرب الطائفية لاسيما مع كثرة سلاح حزب الله "المدني السلمي". كان حزب الله يطلق الشعارات الوطنية الرنانة التي تمس هموم المواطن اللبناني والعربي عموما. تكلم عن نصرته للمقاومة الفلسطينية وحماية المقدسات وسلمية العمل السياسي في لبنان. بعد اجتماع العامة حول حزب الله وخروج المظاهرات في انحاء العالم لدعمه وباسم المظاهرات السلمية اجتاح حزب الله بيروت في 2008, وتفاجئنا به يعلنها صراحة أنه يريد أن تكون لبنان ليس فقط دولة اسلامية وانما تتبع الدولة الاسلامية الكبرى التي يحكها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه ومن ثم يتحدث مع كبار الساسة الامريكيين عن أن حزب الله لن يتدخل بأي حال من الاحول في فلسطين وان القضية تخص الفلسطينيين وحدهم!!!! وها هو يثبت هذا القول "الموثق" عمليا خلال العدوان الصهيوني على غزة قبل أسابيع. اذا أكاذيب حزب الله "الوطني, السلمي, المدافع عن قضايا الأمة ومقدساتها المغتصبة " انطلقت من مبدأ جوزيف جوبلز لأنه سرعان ما تبين عكسها تماما. فهو لا يواجه القوى السياسية في لبنان سوى بالقوه وفرض سياسة الأمر الواقع وليس وطنيا بل يتبع ايران في كل شي بلا استثناء ولا تهمة قضايا الأمة ومقدساتها المغتصبة من بعيد او قريب حسب ما قلة نصر الله نفسه!! ما اشبه ما يجري اليوم على الساحة اليمنية بما شهدته لبنان من خلال حزب الله نهاية 2006: حصار العاصمة بأنواع الأسلحة الثقيلة, الشعارات الوطنية المجتمعية "شعار الصرخة استنساخ من شعار الخميني", المخيمات المليئة بالسلاح, الاعتصامات في العاصمة مع وجود ميليشيات تدعمها "والادعاء بسلميتها", عدم تدخل الجيش بحجج الخوف من الانزلاق في حرب طائفية... لايمكن لأحد سبر أغوار الآخر والتكهن بفساد نيته الا من خلال اعماله في الميدان. ومارأيناه من ميلشيات الحوثي واعذاره المتكرره ولجوئه الى الهدنة فقط في حال ضعفه تنذر بالخطر العظيم على اليمن. فقد دخلوا عمران بحجة اسقاط المحافظ وقائد اللواء, تم تغيير المحافظ وقتلو قائد اللواء واستولوا على كل مافيه ولم يخرجو من عمران حتى اللحظة. واليوم يحاصرون صنعاء ويقاتلون في الجوف بسلاح عمران ومعسكرات صعدة المنهوبه وفي نفس الوقت يتحدثون عن الفساد!!! جميعنا ضد الفساد ويدنا في ايديكم لاقتلاعه لكن ماذا تسمون محاربة الدولة ونهب معسكراتها واسقاط المحافظات؟ الحكومة فاسدة فاشلة, نقولها معكم الف مرة نعم. لكن ماعلاقة ذلك بحصار صنعاء؟ أخيرا, كيف يمكن أن نحلم بقيام دولة مدنية تسودها العدالة وروح القانون من شخص يؤمن بالحق الالهي في الحكم؟ ألا يدل هذا التناقض العجيب على أن ما يجري الآن على الساحة اليمنية هي مرحلة ابتكار اعذار وخلق اكاذيب كمقدمة لحرب يتم شرعنتها من خلال ادعاءات دعم مطالب الشعب على غرار السيناريو اللبناني والعقيدة النازية في الدعاية السياسية؟ ليتني اكون مخطئا وأن الحوثي يقبل التماهي في حزب سياسي وأن يشارك المشاركة العادلة في الحكومة وأن يساهم حقيقة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وأن يسلم السلاح الثقيل والمتوسط كما نص عليه الحوار الوطني الذي "يقاتل" من أجل تنفيذه على الأرض كما يدعي.