عندما نتحدث عن هفوات السياسة لا نتحدث عن تعدد الاحزاب والطوائف وعندما نؤمن بالديمقراطية لا نكذب ولا نرفض راي الاخرين وان كان هناك مبادئ نؤمن بها فهي اذا تلك التي تصنع السلام . الوقوف اليوم امام بوابة العنف كلا يتهاتف لفتحها اولا امام مجتمع يعرف بالحكمة والايمان وهنا لا يمكن ان نضع حكما بان تلك الطوائف والاحزاب تقاتل من اجل المجتمع او الوطن او الحفاظ على ممتلكاته وخيراته فالاتجاهات الماثلة في الساحة الوطنية متفقة امام الشعب ظاهر على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتكوين الاصطفاف الوطني ومحاربة الفساد وقلع جذوره ليقف الشعب امام كل الترهات التي يدعي البعض انها ملك له ليقف خلفها متمرسا فضلا عن التمترس وراء الكرسي والمحاصصة في المناصب. كل تلك المكونات السياسية يجب ان تقف اليوم امام المصلحة الوطنية لتحريك العملية السياسية خارج دائرة العنف وتحت اطار مبادرة حل نهائية تنهي اطماع الاطراف نحو بناء المصلحة الوطنية فتقدير الحراك الجنوبي للقضية الجنوبية قضية جزئية تمثل مشكلة اكبر من كونها مشكلة وقضية صعدة وتحديدها في مكان وزمان ووضعها في قالب مذهبي او سياسي او قبلي شيئ يضع البلاد امام انقسامات في وضع الحلول ومشاركة الازمات. لقد اوصدت اليوم الة الحرب كل الابواب ودعت الاطراف الى الجلوس امام طاولة الحوار منذ ازمة 2011م التي قلبت موازين الدولة ووضعت مؤسسات الدولة امام خيارين لا ثالث لهما اما الانهيار او الانهزام المتازم تجسيدا لمشكلة المحاصصة والصراع على الوظائف العامة ولكن على ما يبدو ان الاطراف السياسية في اليمن لا بد ان تعمل وفقا للعمل السياسي تبعا للاحداث التي طرات فلا مجال للسطو على الاخر او نزع الكفاءات والقدرات والامكانيات البشرية والمادية لمصالح حزبية وسياسية تحت ذريعة صورة التغيير , وهذا باعتقادي هو الذي قاد المجتمع الى الوصول الى حالة الاستنفار حتى من المؤسسات الحكومية لطلب تغيير اخر لعل وعسى ان ينقذ المجتمع من الركود السياسي والديمقراطي . اليوم في اليمن يتجاذب الاطراف نحو تاطير العمل السياسي وفقا للتواجد عبر الواقع وفرض الاوراق السياسية على الطاولة التي استبدلت تماما بدلا عن الصناديق الاقتراع والانتخابات واصبحت موضة العصر الخروج الى الشوارع وجذب الشارع الى قيادة التغيير واحداث الفوضى كما بدات منذ عام 2011م بما يسمى الربيع العربي الذ اوقد واحرق كل ثمرات النهضة العربية وجعلها تتقد بنيران بعضها وصولا الى الانهيار التام للجيش كما في سورياواليمن وليبيا . اليس من المفروض الاسراع بعملية وضع الدستور والدعوة الى انتخابات رئاسية وبرلمانية يحتكم الجميع الى تجمع ميادين الديمقراطية والتغيير السلمي عبر تلك الطوابير التي امام الصناديق بدلا من التجمعات التي تازم الوطن والمواطن ومؤسسات الدولة , واليوم ونحن على عتبة تغيير جديدة وارجو ان تكون الاخيرة بهذا الاسلوب وبان نبداء فك عقدة التغيير بالاقتراع كي يبقى الوطن موحدا . هل يضع القادة والسياسيون وصانعو القرار في اليمن مبادئ التغيير عبر الطريقة الحضرية ام ان هناك سيناريوهات التغيير عبر المظاهرات والاعتصامات هي الكفيلة بان تدحر تلك الامال والطموحات ام انها ستبقى رهينة الخارج والتحالفات الحزبية الواقعة تحت هذا الاطار فهل وضع الاحزاب اليوم قادرة على وضع برامج لاصلاح الاختلالات التي اوصلت اليمن الى هذا الوضع بدلا من المماحكة السياسية والشخصية الضيقة والتي لا تخدم الا لوضع طريق ممهدة للتدخل الخارجي في يمن يشهد له الجميع بالحكمة والقيم ام موضة التغيير والديمقراطية التي اكتشفها اليمنيون هي في الشارع والى الشارع اما سلميا او بالبندقية ونظل في ذيل دول العالم الثالث بالرغم من الامكانيات البشرية والمادية والثروات الهائلة دون الاستغلال والتحكم فيها فعندئذ سنكون قد خلقنا موضة لن نخرج منها الا بقدرة قادر ومعجرة سماوية وهذا ما سيقرره ابناء الشعب اما الساحات واما صناديق الاقتراع .