اصبح الاسلام والمسلمين في دايرة الاشتباه عالمياً رغم ان غالبية الضحايا مسلمين والقتلة هم ايضاً مسلمين ... مسلم يقتل مسلم بل وللاسف الكبير نجدهم يتلذذون في القتل ويرددون شعار (( الله واكبر )) اي انهم يستمتعون في افعالهم وكانهم يقاتلون الصليبيين والصهاينة مع ان غالبية الضحايا مسلمين مجرد انهم يختلفون معهم في الرأي وطريقة العمل ... انه زمن الفسوق والتخلف وننسى اننا اصحاب رسالة سلام ومحبة وتطور إضافةً الى ان الله يحرم قتل الروح التي خلقها ومَيَّزَها عن بقية مخلوقاته ... وهل يدرك المسلمون ان الغرب وغيرهم من الشعوب يجتهدون في استنباط معظم سياساتهم من القراءن الكريم ثم يجد المسلمون انفسهم يستدعون تلك السياسات من الغرب وغيرهم وهذا كما يبدو بسبب الرفض غير المبرر لتشجيع المبدعين المسلمين وبالأصح كانهم ينفذون اجندة اجنبية ترفض تطور العرب والمسلمين وتحويلهم الى مزارع وميادين العرب والمسلمين لحقول تجارب لمختلف إبداعاتهم وإنتاجهم الاقتصادي والمالي والعسكري وغيرها . لماذا اصبح الاختلاف في المجتمعات الاسلامية على شكل حاد ودموي وإقصائي ؟ هل هي نتاج طبيعي لواقعنا وعداءنا للعلم والتطور ام ماذا ؟ هل ضاقت صدورنا عن معالجة اختلافاتنا ؟ هل نعتقد ان الاسلام في حالة تقهقر وتراجع بسبب الغرب ام بسبب عدميتنا وعدم ايماننا بانفسنا وعدم قوة ايماننا ؟ ومن قال ان الاسلام في تراجع بينما كل المؤشرات الرقمية تقول انه في نمو مضطرد يخيف أعداء الاسلام ؟ ثم لماذا نعتقد اننا ابطال ومجاهدين لمجرد قتل بعضنا بعض ؟ ولماذا لا نكون ابطال ومجاهدين حقيقيين في الذهاب الى فلسطين وتحريرها من الصهاينة ؟ ولماذا لا نتعلم كيف نجاهد في تقاربنا وزرع الحب والسلام فيما بيننا ؟ ومن ذاك الذي يفرح بتفرقنا وتخلفنا ؟ وكيف نحارب بعضنا بعض ونغفل أعداءنا الحقيقيين ؟ . لقد طال توهان المسلمين بصورة عامة والعرب بصورة خاصة وكان ينبغي على العرب لكونهم مسقط الرسالات والانبياء ان يكونوا هم الرواد للإسلام كما كانوا سابقاً والمعيب انهم أصبحوا مجرد متلقين مما أباحوا للآخرين في التفرد بالقرار الاسلامي المشوه والضعيف بل وحولوا بلدانهم الى مرتع لتنفيس احقاد الآخرين عليهم وتعليمنا أصول الدين وننسى ان من نشر الاسلام هم العرب فلماذا ننسى انفسنا وواجباتنا ولمصلحة من؟ . ان وضع العرب دفع دول على الهامش بادعاء انها صاحبة القرار الاول والأخير فيما يتعلق بالعالم العربي والإسلامي وبلغ الحال الى ان تركيا وغيرها أصبحت تدعي أحقيتها في الاسلام وفي مصير الدول العربية ونتجاهل ان العرب هم من نشروا فيها الاسلام وهذا يعود الى فقدان العرب للبوصلة حتى باتوا مجرد امّم تابعة وخانعة ... انها المهزلة !! ولا احد يتكلم عن الإرهابيين الا وأشاروا الى انه عربي ومسلم متطرف وغير سوي فهل ينفع هذا ؟ . كل الأنبياء يا عرب هم من اصول عربية ولا يوجد بينهم نبي جاء من خارج الأصول العربية وايضاً كل الرسالات ويجب هنا ان نكون نحن العرب رواد كل الرسالات ومقاصدها وايضاً الدفاع عنها وعن كل الأنبياء ومن يعتقد غير ذلك فما علينا سوى ان ندعوه الى قراءة تاريخ الرسالات والانبياء ؟. امريكا واوربا تدعم الجماعات المتطرفة وبنفس الوقت تطالب بإدماجها في المجتمعات فهل يمكننا فهم هذه الازدواجية والى متى سنظل عدم قادرين على استيعابها رغم ان الجميع يعترف بوجودها ؟ يعني يدعمون تلك الجماعات والانظمة المستبدة ومع ذلك نستمر في طلب دعمهم وكاننا شعوب من دون تاريخ وحضارة وعقيدة ونمتلك من الثروات البشرية والمادية التي تؤهلنا لريادة العالم لو أحسن استخدامها استخدام عقلاني ... نحن نمتلك الإمكانيات التي تجعلنا أغنياء ولكننا برغم ما نمتلكه من إمكانيات وثروات اكثر فقراً وتخلفاً في مختلف مجالات الحياة بل لنقل اننا مجرد شعوب مهمته حراسة وإنتاج ثرواتنا البشرية والمادية التي يستفيد منها الغرب . ولكن السؤال الملح حالياً لماذا نستمتع بإصدار فتاوي القتل والتكفير من قبل من هب ودب وفي ابسط واتفه القضايا ؟ .