أثار حادث الصحيفة الفرنسية الكثير من السخط والتنديد على مستوى العالم؛ وهبّ زعماء العالم- بما فيهم الإرهابي الأول في العالم نتنياهو- للمشاركة في مسيرة مندّدة بالإرهاب. هناك في المسيرة ذرف زعيم عربي دموعاً غزيرة لم يذرفها على أطفال غزّة ولم يذرفها على أطفال سوريا ولم يذرفها إلا لضحايا الصحيفة الفرنسية التي نشرت رسومات مسيئة إلى الرسل والأنبياء ومن بينهم نبي الرحمة محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام. الحادث الذي تبنّته قاعدة اليمن والتي هي صناعة أمريكية، ترك المجال لغالبية إن لم تكن كل وسائل الإعلام العالمية الكلاسيكية والحديثة والمعاصرة إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام عموماً واليمن على وجه الخصوص. «اليمن موطن الإرهاب» هذا ما يقولونه، اليمن رسل الحضارة والإنسانية عبر العصور إلى كل بقاع الأرض؛ اليوم تُحاكم بوصفها إرهابية..!!. ولكن ماذا لو عدنا إلى ماضٍ ليس ببعيد إلى ما بعد أحداث 11 أيلول، حيث استغل البعض ممن كانت الدولة تحت سيطرتهم هذه الحادثة وحادثة البارجة الأمريكية «كول» ليصنعوا فزّاعة الإرهاب في اليمن كما صنعتها أمريكا في العالم..؟!. بالتأكيد كانت هذه الفزّاعة المحلية كفيلة بفتح خزائن قارون للبعض؛ و لأن أولئك البعض لا يهمهم بأي شكل من الأشكال مصلحة البلاد؛ فكان أن استثمروا تلك الحوادث وعزّزوها بروايات وبأشخاص خرجوا من تحت عباءاتهم ،هم اليوم أمراء في تنظيم «القاعدة». «القاعدة» ليس حراكاً يمنياً وإنما هو حراك هجين من كل الجنسيات ،يستغل فقر وجهل وفاقة اليمن، ليجعل من هذا الوطن قاعدة لقاعدتهم. الإرهاب الذي يتحدّث عنه اليوم العالم هو صناعة أمريكية غربية بمساعدة عربية ،ليس لليمن الوطن والمواطن أية مصلحة منهم، وليس لدينا أية علاقة بهم سوى تلك الدماء التي تُراق والأرواح التي تُزهق سواء بطائرة دون طيار والتي تستهدف من لا ناقة لهم ولا جمل، أم عبر قطع الرؤوس ونحر الأرواح بكل وحشية..!!. اليوم المسؤولية تقع على كاهل كل أسرة بمراقبة ومتابعة أبنائهم أين يذهبون وماذا يقرأون ولمن يسمعون ومن يرافقون، الأسرة هي الأساس الأول الذي يجب أن ننطلق منه لتنظيف هذه البلاد من آفة تم تصديرها إلينا في غفلة منّا جميعاً. [email protected] "الجمهورية"