تختتم يوم الجمعة 9-8-2010 في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية التي يهيمن عليها الرئيس عمر البشير الساعي لتاكيد شرعيته فيما يسعى حزبه لضمان فوزه بالغالبية في المجلس الوطني (البرلمان). وقال البشير في اخر حديث له في حملته الإنتخابية في دلقو في النوبة، شمال السودان، حيث دشن طريقا يربط ثلاث مناطق في شمال السودان "ما قمنا به تنمية متوازنة ولم نركز على منطقة محددة. فالآن ننشىء طريقا في الغرب حتى الجنينة (غرب دارفور، على حدود تشاد) وانشأنا طريقا في شرق السودان حتى الحدود مع إثيوبيا كما أن شبكة الكهرباء سوف ترتبط مع الشبكة المصرية وربطت مع الشبكة الاثيوبية وذهبت جنوبا حتى الرنك (في أعالي النيل) وأنشأنا محطة في جنوب كردفان." تأكيد للشرعية وأضاف "البعض يتساءل لماذا نقوم بهذه الافتتاحات في هذا الوقت، فهل افتتحنا أشياء فارغة، ولكنها أمور حقيقية على الأرض ونحن بها لا نمن على الناس وهذا واجبنا تجاه مواطنينا". وينهي البشير الجمعة حملة انتخابية واسعة حملته خلال الأيام الماضية إلى جنوب السودان ودارفور وكسلا في الشرق وكذلك إلى بلاد النوبة في الشمال. وفي كل محطة، كان يعلن عن مشاريع جديدة ويحصل على تغطية إعلامية واسعة مثيرا بذلك غضب المعارضة التي تتهمه باحتكار وسائل الأعلام الحكومية. ويعول البشير الذي يحكم السودان منذ 21 عاما وقد بلغ من العمر 66 عاما، على الانتخابات التي تجري على ثلاثة أيام ابتداء من الأحد لتاكيد شرعيته بعد سنة من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. ولكن عددا من أحزاب المعارضة الرئيسية قرر مقاطعة الانتخابات، وخصوصا حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي الذي حذر من تزوير الانتخابات. كما سحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون سابقون) مرشحها إلى الرئاسة السودانية وانسحبت من الانتخابات في شمال البلاد، على أن تقتصر مشاركتها على الولاياتالجنوبية العشر وولايتين محاذيتين لها هما النيل الازرق وجنوب كردفان. وكانت المعارضة تطالب بتاجيل الانتخابات لمدة شهر، لكن المفوضية القومية للانتخابات رفضت ذلك، واعلنت الخميس أن كل الاستعدادات اكتملت. ويلتقي حاتم السر، مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى الرئاسة أنصاره الجمعة في ولاية النيل شمال الخرطوم. وحاتم السر بات المرشح الرئيسي أمام البشير وإن كانت فرصه في الفوز معدومة عمليا. وإن كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية باتت محسومة، فقد تحصل بعض المفاجآت في انتخابات نواب المجلس الوطني وانتخابات الولايات ومجالس الولايات الخمس والعشرين. ويسيطر حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير حاليا على 52% من مقاعد المجلس الوطني وهو بالتالي قادر على تعيين حكام ولايات شمال السودان، ويسعى الحزب إلى تعزيز مكتسباته في الشمال، حيث تسيطر الحركة الشعبية على الولاياتالجنوبية. وينتخب سكان جنوب السودان بالإضافة إلى ذلك رئيس حكومة جنوب السودان المتمتع بحكم شبه ذاتي، استعدادا للاستفتاء المقرر تنظيمه في مطلع 2011 بشأن الاستقلال. وينظم رئيس حكومة جنوب السودان الحالي سالفا كير الجمعة مهرجانا في جوبا، عاصمة الجنوب.