قرر حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وزعيمه الرئيس علي عبدالله صالح المضي منفرداً في الانتخابات التشريعية المقبلة المقرر إجراؤها في إبريل/ نيسان المقبل، بعد رفض المعارضة التوقيع على محضر تطبيق اتفاق فبراير/ شباط 2009 القاضي بتأجيل الانتخابات عامين . وترأس صالح اجتماعاً للكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر بحضور كبار قادة الدولة، كرس لمناقشة التحضيرات لإجراء الانتخابات، سواء شاركت فيها المعارضة أم لا، رغم تجديد الرئيس دعوته لخصومه إلى استئناف الحوار المقطوع بين الطرفين منذ أكثر من عام . وقال صالح “سبق ورحبنا بالشراكة مع كل القوى السياسية على الساحة الوطنية برغم الأغلبية التي لدى الحزب الحاكم، لكنهم اختاروا أن يظلوا في المعارضة ليكونوا الوجه الثاني لنظام الحكم”، وأضاف “لقد تم تأجيل الانتخابات النيابية التي كان مقرراً إجراؤها في 27 إبريل 2009 لمدة عامين بناء على طلب أحزاب المعارضة، وبناء على اتفاق فبراير، وندعو القوى السياسية إلى الالتزام باتفاق فبراير بما يكفل إجراء الانتخابات في موعدها”، مؤكداً “أهمية إجراء الحوار الوطني الجاد والمسؤول وأن يترفع الجميع إلى مستوى المسؤولية الوطنية” . ورحب بالشراكة مع المعارضة طبقاً للدستور، ودافع عن المؤتمر الشعبي، نافياً التوقعات بتفكك الحزب إذا ما تخلى عن قيادته، وقال إن “ادعاءات البعض حول تخلي الرئيس كلياً عن المؤتمر، وأن المؤتمر سيتفكك إذا ما تركه الرئيس، ما هي إلا كذب ودجل، فالمؤتمر تنظيم سياسي وطني له قاعدة شعبية عريضة ولديه برنامج انتخابي نال بموجبه ثقة الشعب” . وأعلن صالح تخليه عن الدور الرئيس في قيادة المؤتمر بالقول “لقد تخليت عن الجانب التنظيمي للمؤتمر وسلمت القيادة لنائب رئيس المؤتمر الأمين العام ولنواب رئيس المؤتمر والأمناء العامين المساعدين وأعضاء اللجنة العامة واكتفيت بدوري الإشرافي” . من جهتها، تمسكت أحزاب المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك باتفاق فبراير بكل مضامينه “كمرجعية للحوار الوطني الشامل وأساس لمشروعية التوافق الوطني” . وجددت المعارضة تأكيد حرصها على “إجراء انتخابات نيابية حرة ونزيهة وآمنة في ظل مناخات سياسية ملائمة تشارك فيها كافة أطياف العمل السياسي”، وانتقدت “قرار الحزب الحاكم المضي منفرداً في الانتخابات”، معتبرة أنه “عودة غير حميدة بمشكلة الانتخابات مجدداً إلى نقطة الصفر في تجسيد عملي صارخ للموقف الحقيقي للسلطة وحزبها الرافض للاتفاق” . على صعيد مغاير، تسود أجواء من التوتر الشديد معظم مناطق صعدة (شمال) عقب بدء حالة استنفار في أوساط ما يسمى “التحالف القبلي المناهض لجماعة الحوثيين”، إثر تعرض قائد التحالف لكمين يعتقد أن عناصر من الحوثيين نصبته بهدف اغتياله ونجا منه بأعجوبة، مشيرة إلى أن التحالف سبق وتعهد بالرد المسلح على أي اعتداء ينفذه الحوثيون ويطال أياً من أعضاء التحالف، ما يتوقع معه اندلاع اشتباكات وشيكة . وقالت المصادر إن إجراءات أمنية مشددة فرضت منذ يومين على مداخل ومخارج مركز محافظة صعدة، كما دشنت حملة موسعة لمنع التجوال بالسلاح في كافة الأماكن العامة، بالتزامن مع تعزيز الحراسات على مقار المجمع الحكومي والقصر الجمهوري بصعدة . إلى ذلك، أفرج عن الصحافي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية وتنظيم “القاعدة” عبدالإله حيدر شائع بعد اختطافه ليل الأحد/الاثنين، على يد مسلحين مجهولين من وسط العاصمة صنعاء، وأكد شائع أن جلسة التحقيق تعاقب عليها أربعة محققين، واستمرت قرابة خمس ساعات متواصلة في الدور الأرضي لمنزل بالعاصمة، مشيراً إلى أنه كان معصوب العينين ومكبل اليدين طوال فترة التحقيق وأن أسئلة المحققين كانت روتينية حول أسرته وأصدقائه وتصريحاته لوسائل الإعلام بشأن تنظيم “القاعدة”، كما أجبر على تغيير ملابسه وارتداء ملابس السجناء، وتم التقاط صور جانبية وأمامية له وهو يحمل لافتة مكتوباً عليها رقم سجين . وقال إنه تلقى تهديدات واتصالات هاتفية من ضباط أمن تطالبه بعدم التصريح لوسائل الإعلام، كان آخرها أمس، عندما طلب منه عدم التصريح لأية قناة فضائية من دون الرجوع إلى أجهزة الأمن “لأنه يضر بسمعة الوطن” على حد تعبير أحد المحققين .