قرر البرلمان اليمني الأربعاء استدعاء وزيري الدفاع والداخلية اثر تصاعد المواجهات بين قبائل موالية للحكومة والحوثيين في شمال البلاد وأسفرت عن مقتل نحو 50 شخصا وجرح العشرات منذ السبت الماضي. وقال رئيس البرلمان اليمني اللواء يحي راعي في جلسة الأرعاء نقترح على القاعة أن يتم استدعاء وزيري الدفاع والداخلية ورئيس اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ النقاط الست، لمناقشة الموضوع. وكان برلمانيون من محافظة صعدة أعلنوا عقب الجلسة تعليق عضويتهم إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم بإنهاء حصار يتعرض له احد أعضاء الكتلة، صغير عزيز، من قبل الحوثيين في مديرية حرف سفيان شمال اليمن. ووقع العشرات من البرلمانيين اليمنيين على مذكرة لمساندة كتلة صعدة في مطالبها بإنهاء الحصار الذي يتعرض له عزيز. وكان الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام أعلن الأربعاء في تصريح بأنهم يواجهون الجيش اليمني وليس قبائل موالية للحكومة كما يتردد. وقال: المواجهات تدور بيننا وبين القوات اليمنية في مواقع عسكرية معروفة في حرف سفيان مثل الزعلة ومرشد والكبري واللبدة التي فيها دبابات ومواقع صواريخ، وهذه ليست مواقع قبلية. وفي حادث منفصل، اتهمت السلطات اليمنية الأربعاء المتمردين الحوثيين بقتل شيخ قبلي موال للحكومة ونجله وأربعة من مرافقيه في كمين نصبوه في شمال اليمن، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية اليمنية العليا أعلى سلطة أمنية، قوله إن عناصر التمرد الحوثية أقدموا على نصب كمين غادر وجبان في منطقة نيد البارد بمديرية منبه (شمال غرب) مساء الثلاثاء. واضاف هذا المصدر إن الكمين نجم عنه استشهاد الشيخ زيدان المقنعي ونجله وأربعة من مرافقيه. وأشار إلى أن اللجنة الأمنية العليا تحمل الحوثيين مسؤولية هذه الجريمة وما يترتب عليها من نتائج. الا ان المتحدث باسم الحوثيين نفى رواية (الكمين) وقال إن ما حصل هو مواجهات والدليل سقوط ثلاثة شهداء من قبلنا في هذه المواجهات. وكانت السلطات اتهمت الحوثيين بقتل 11 شخصا بينهم ضابط وعنصران من الشرطة يوم الأربعاء الماضي. وبعد حوالى خمسة أشهر على وقف إطلاق النار في شمال اليمن، يبدو التوتر في تصاعد مع استمرار المواجهات المتنقلة والدامية بين المتمردين الحوثيين والقبائل الموالية للحكومة، وسط مخاوف من حرب سابعة. ورحب المتمردون الحوثيون الثلاثاء بتحرك قطري جديد لتثبيت الاستقرار والسلام في شمال اليمن. وأكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الثلاثاء في 13 تموز/ يوليو من صنعاء أن بلاده تسعى لمساعدة اليمن على حل مشاكله خصوصا في الجنوب الذي يشهد حركة انفصالية متصاعدة وفي الشمال معقل التمرد الحوثي. ومن جهته، قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح انه تم الاتفاق على تفعيل اتفاقية الدوحة للسلام، في إشارة إلى الاتفاقية التي تم التوصل اليها في 2008. ويبقى الطابع القبلي مسيطرا على المواجهات المتقطعة في شمال اليمن. وقال محمد عبدالسلام: نطالب السلطة بالا تدعم عمليات القتال بين القبائل والا تدعم قبيلة ضد قبيلة، مشيرا إلى وجود قبائل محسوبة على الحوثيين وقبائل محسوبة على السلطة. وأضاف إن قياديين في التمرد قتلوا بشكل غادر بعد الحرب السادسة بأيدي مسلحين قبليين. وأسفرت ست مواجهات متقطعة بين الجيش اليمني والحوثيين منذ منتصف يونيو/ حزيران 2004 وحتى فبراير شباط الماضي عن مقتل نحو 12 ألف شخص وضعفهم من الجرحى والمعتقلين.