تواصل مدينة تعز اليمنية مسيراتها اليومية المطالبة بتشكيل مجلس انتقالي وسط هدوء حذر مصحوب باستمرار مظاهر التوتر التي تخلفها المواجهات المسلحة . وفي مسيرة اليوم رفع المتظاهرون الأجهزة الصوتية على عربة يقودها جمل ، في حين امتطى شباب مرددين الهتافات ظهر الجمل في إشارة إلى انعدام مادة الوقود (البترول والديزل).. وطالب المتظاهرون بتسليم قيران للعدالة (الحاكم العسكري لتعز والمطلوب للعدالة في قضية مقتل الدرويش) كما ندد المتظاهرون بالمواقف المخيبة للآمال للشقيقة السعوديه مؤكدين بان مواقف جارتهم الشقيقة هي وصمة عار لن ينساها ابناء الشعب اليمني.. وفي الوقت الذي تشهد فيه وسط المدينه هدوءً غير معهود ومسيرات سلميه تجوب الشوارع يشهد محيط مدينة تعز (شارع الستين وشارع الأربعين) مواجهات عنيفه بين قوات الحرس الجمهوري (الموالية لصالح) وشباب حماة الثوره أشدها كانت مواجهات الامس التي استمرت من الساعة ال 11 مساءً وحتى فجر اليوم تمكن فيها شباب الثوره من الحاق خسائر كبيره لقوات الحرس الجمهوري حيث أحرقوا 5 أطقم عسكريه واستولوا على ناقلتين نفط وطقمين عسكريين على متنهما كميات كبيره من الذخائر وأدى استنزاف شباب حماة الثوره لذخائر الحرس الجمهوري الى انسحابهم فجر اليوم من شارع الستين الى معكسر الحرس الجمهوري في الجند.. كما شوهد صباح يوم امس احدى الحافلات الكبيره تجوب شارع الستين (المدخل الشرقي لتعز) تحرسها مابين 15 – 18 طقم عسكري ومصفحه ونظراً للزجاج العاكس للحافله لم يتبين من كان على متنها. هذا وما تزال الثكنة العسكرية للحرس الجمهوري رابضه في مستشفى الثوره وما يزال القناصة يعتلون سطح مبنى المستشفى وقسم الحروق وفندق النجوم (الواقع بالقرب من المستشفى).. إلى ذلك يستعد ناشطو تعز لتجهيز كافة الوثائق والأدلة للمجازر والانتهاكات التي أرتكبها ويرتكبها نظام صالح ضد ابناء تعز السلميين (منها هولوكست الاحد الدامي الذي راح ضحيته مئات القتلى والجرحى) حيث متوقع ان تصل لجنة تقصي الحقائق الامميه الى تعز خلال اليومين القادمين.. وعلى الرغم من الازمات الخانقة التي يعاني منها أبناء مدينة تعز (انقطاع خدمة المياه منذ قرابة شهر ونصف ، التقطعات المستمره للكهرباء تصل الى 15 ساعه في اليوم ، انعدام مادة الوقود وتكدس النفايات في شوارع المدينه وزنجاتها) إلا انها لم تثني من عزيمة ابناء المدينه وباتوا يتعايشون مع هذه الازمات التي وصفوها بالعقاب الجماعي على ابناء مدينة تعز ثمناً لحريتهم وتطلعاتهم للحياة المدينة والمواطنة المتساوية.