اليمن يكشف عن تحركات أمنية وعسكرية موسعة سبقت إعلان " القاعدة " مسؤوليته عن هجمات 15 سبتمبر ويقول انه يلاحق عناصر التنظيم ورموزه " التغيير" صنعاء : أعلن تنظيم القاعدة بعد أكثر من 50 يوما مسؤوليته عن الهجمات التي استهدفت ميناء الضبة بحضرموت ومصفاة النفط في مأرب في 15 سبتمبر الماضي، في الوقت الذي تواصل فيه الأجهزة الأمنية مطاردة عناصر التنظيم ومحاكمة بعض رموزه . وهدد البيان المنسوب للقاعدة بشن مزيد من الهجمات الانتحارية على الولاياتالمتحدة وحلفائها , في إشارة إلى الحكومة اليمنية التي وجهت مؤخرا أكثر من ضربة لتنظيم القاعدة تسببت في فقدانه أحد أبرز عناصره في اليمن فواز الربيعي رفيق محمد عطا قبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م . وقبيل إعلان القاعدة مسئوليتها عن تفجيرات الضبة ومأرب , عممت وزارة الداخلية على فروعها في المحافظات بضرورة تفعيل دور الوحدات العسكرية والأمنية لرصد ومتابعة نشاط عناصر تنظيم القاعدة وضبط المطلوبين امنياً . وكانت وزارة الداخلية اتهمت في ال16 من سبتمبر الماضي عناصر تنظيم القاعدة بتنفيذ المحاولتين الفاشلتين لتفجير مصفاة النفط في مأرب وميناء حضرموت . وأحبطت قوات الأمن فجر ال 15 من سبتمبر هجومين انتحاريين بأربع سيارات مفخخة استهدف خزانات نفطية في المنشآت النفطية بمنطقة الضبه بمحافظة حضرموت, ومصفاة النفط ووحدة انتاج الغاز بمنطقة صافر بمحافظة مأرب. وأسفر الهجومان عن مصرع اثنين من أبرز أعضاء تنظيم القاعدة ومن ضمن قائمة ال 13 مطلوبا لأجهزة الأمن اليمنية هما شفيق زيد أحد الذين فجروا أنفسهم بسيارة مفخخة في ميناء تصدير النفط في الضبة حضرموت ، وعمر جار الله أحد الذين فجروا أنفسهم بسيارة مفخخة في منشأة صافر مأرب للنفط والغاز. وكانت الخزانات النفطية المستهدفة في الضبة بحضرموت تحتوي على حوالي أربعة ملايين برميل نفط، في حين تبلغ الطاقة الإنتاجية لوحدة الغاز المنزلي في مأرب 1800 طن يومياً . ويأتي إعلان تنظيم القاعدة مسئوليته عن تفجيرات مأربوحضرموت بعد أن استطاعت الأجهزة الأمنية توجيه ضربتين لتنظيم القاعدة في اليمن تمثلت الأولى في الكشف عن خلية تابعة لتنظيم القاعدة في ضواحي العاصمة صنعاء بعد أربعة أيام فقط من أحداث مأرب والضبة . وبحسب مصادر أمنية فإن خلية صنعاء كانت تخطط لاستهداف منشئات حكومية وأجنبية منها نادي رجال الأعمال اليمنيين والمطعم الإيطالي والنادي الصحي المجاور لسكن موظفي شركة كنديان نكسن. أما الضربة الأقوى التي تلقاها تنظيم القاعدة من قبل الأجهزة الأمنية كانت في الأول من أكتوبر الماضي عندما أعلنت وزارة الداخلية عن مقتل فواز الربيعي ومحمد الديلمي المتهمين بالانتماء إلى القاعدة في اشتباكات مسلحة مع قوات الأمن . وكان فواز الربيعي تمكن مع 22 آخرين من عناصر القاعدة من الفرار من سجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير الماضي . وينتمي فواز الربيعي إلي الرعيل الأول للقاعدة في اليمن والعالم، الذين تلقوا تدريبات قبل أحداث 11 سبتمبر , ومن المرجح أن يكون هو صاحب فكرة الهروب عن طريق حفر نفق تحت الأمن السياسي . وصدر حكما في 30 أغسطس 2004 قضى بسجن فواز عشر سنوات لمهاجمة طائرة هليكوبتر تابعة لشركة نفط هانت أويل الأمريكية في أواخر عام 2002، ودفع غرامة قدرها 18.3 مليون ريال يمني بسبب هجوم على مبنى تابع لهيئة الطيران المدني. وقد شدد الحكم إلى الإعدام في فبراير 2005 لقتله جندي أثناء إحدى المطاردات، بعد إدانته بتفجير نقالة النفط ليبمورج في 2002م . وكانت العلاقات اليمنيةالأمريكية قد أخذت منعطفا جديدا بعد أحداث ال11 من سبتمبر 2001م التي استهدفت مبنى التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاجون في واشنطن , والتي أدانتها صنعاء واعتبرتها إرهابا مثل العمل التفجيري الذي نفذه العضوان في تنظيم القاعدة حسان الخامري وإبراهيم الثور في أكتوبر 2000م واستهدف المدمرة الأمريكية يو اس اس كول . وتركز التعاون بين صنعاءوواشنطن خلال الفترة الماضية في المجالات الأمنية والعسكرية، من حيث تبادل المعلومات، وتعزيز التعاون الأمني، والاتفاق على آليات وتدابير لمكافحة الإرهاب وملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن . وأثمر هذا التعاون في نوفمبر 2002م عندما تمكنت طائرة أمريكية بدون طيار من القضاء على زعيم تنظيم القاعدة في اليمن أبو علي الحارثي في صحراء مأرب . كما استطاعت أجهزة الأمن إلقاء القبض على الرجل الثاني في تنظيم القاعدة محمد الأهدل في ديسمبر 2003م بأحد المنازل في العاصمة صنعاء بعد رصد ومتابعة في عملية استخباراتية امتدت لعدة شهور. ويحاكم الأهدل حاليا بتهمة استهداف مصالح غربية في اليمن , ومن المتوقع أن تصدر محكمة الشعبة الاستئنافية الجزائية حكمها في 18 نوفمبر الجاري . وكانت الجزائية المتخصصة قضت في مايو الماضي بسجن الأهدل ثلاث سنوات وشهر بتهمة قيامه بعمليات استهدفت مصالح غربية في اليمن, وجمع المال لتمويل تلك العمليات .