تشهد عدد من المدن اليمنية موجة احتجاجات ومظاهرات شعبية كبيرة ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح ومطالبته بالتنحي عن السلطة وتقديمه للمحاكمة مع كبار مساعديه لتورطهم في " مجازر " ارتكبت بحق المدنيين خلال مرحلة الاحتجاجات الشعبية ضد النظام . وتأتي موجه الاحتجاجات التصعيدية للثوار في اليمن تزامناً مع زيارة جمال بن عمر - مبعوث الأمين العام للام المتحدة لمواصلة الجهود بين كافة الأطراف للتوصل إلى تسوية سياسية ترضي جميع الأطراف ، أبرزها توقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية ،وكذا الاستجابة لقرار مجلس الأمن الدولي 2014 ،في الوقت الذي يجدد الشباب في الساحات رفضهم لكل الحوارات والمبادرات المقدمة من الأطراف الإقليمية والدولية ،كونها -حد وصفهم- تمنح الرئيس صالح ضمانات من عدم ملاحقته قضائياً بعد ارتكاب قواته مجازر بشعة تتنافى مع القوانين والأعراف الدولية وحقوق الإنسان . في العاصمة صنعاء خرج عشرات الآلاف في مسيرة غاضبة منددة بالانتهاكات والاعتداءات على المواطنين في مدينة تعز وأرحب ونهم من قبل قوات عسكرية موالية للرئيس صالح خلفت قتلى وجرحى بينهم أطفال ونساء . المسيرة الاحتجاجية خرجت تلبية لدعوة اللجنة التنظيمية للثورة اليمنية في صنعاء تأكيداً على التمسك بمطلب رحيل الرئيس صالح وتقديمه مع كبار المسؤولين في النظام للمحاكمة وفرض عقوبات دولية لقطع كافة أشكال الدعم عن صالح . وطالب الثوار في المسيرة مجلس الأمن الدولي سرعة فرض عقوبات صارمة على صالح ونظامه، من ابرز العقوبات التي يطالب بها الثوار " تحويل ملف جرائمه إلى محكمة الجنايات الدولية -وتجميد أرصدته –وفرض حضر جوي على قواته العسكرية ". مسيرة اليوم في صنعاء انطلقت من ساحة التغيير إلى شارع الزراعة وتحولت إلى قاع العلفي الذي يعد اكبر تجمع لمن يوصفون "بالبلاطجة" وقوات عسكرية تابعة للرئيس صالح ومرت المسيرة بسلام دون أي اعتراض من المجاميع المسلحة ،وواصلت المسيرة خط سيرها إلى شارع هائل الذي يشهد توتر امني مستمر بين قوات الجيش المؤيد للثورة والقوات الموالية للرئيس صالح التي تحاول اقتحام الساحة من المداخل الجنوبية . وهتف المحتجون بهتافات مناهضة للنظام جراء ممارساته العدوانية حد قول الشباب محاولة لجر شباب الثورة إلى العنف المسلحة والدخول في أتون حرب أهلية .