قال مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إنه ذكّرَ رئيس البرلمان اليمني يحيى الراعي -خلال لقاء جمعهما اليوم السبت- بضرورة الإسراع في إجراءات الترشيح للانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي أرجأ فيه مجلس النواب مناقشة قانون منح الحصانة للرئيس علي عبد الله صالح. ويرفض حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح إقرار ما نصت عليه المبادرة الخليجية من إعلان عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية والقائم بأعمال الرئاسة حاليا مرشحا توافقيا وحيدا للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 21 فبراير/شباط المقبل. ويشترط حزب المؤتمر أولا إقرار قانون الحصانة الذي يمنح الرئيس صالح و"جميع من عملوا معه" خلال فترة حكمه الممتدة 33 عاماً حصانة من الملاحقة القضائية. وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي سلطان البركاني إن إقرار مشروع قانون منح الحصانة للرئيس صالح وأعوانه شرط مسبق لترشيح النائب عبد ربه منصور هادي لرئاسة الجمهورية. وأضاف البركاني أن أيّ طرف يتبنى غير هذا التسلسل يكون مخطئاً ويريد أن يعبث بالوقت. غير أن عضو الكتلة البرلمانية لحزب التجمع اليمني للإصلاح عبد الرزاق الهجري أكد أن محاولة حزب المؤتمر الربط بين قانون الحصانة والترشيح لرئاسة الجمهورية محاولة مكشوفة لعرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية، لأن الترشيح للرئاسة مربوط بأزمنة محددة، بينما قانون الحصانة غير محدد بزمن. وأرجأ مجلس النواب اليوم للمرة الثالثة مناقشة مشروع قانون منح الحصانة للرئيس صالح ومعاونيه بسبب رفض وزيري العدل والشؤون القانونية الحضور للمجلس لمناقشة مشروع القانون. وأوضح المجلس أنه سينتظر عودة رئيس الحكومة والوزراء المرافقين من جولتهم الخليجية حتى تتم مناقشة مشروع القانون بحضور كل أعضاء الحكومة. جولة باسندوة من جهة أخرى، وصل رئيس الحكومة اليمنية محمد سالم باسندوة يوم السبت إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي في المحطة الرابعة من جولة خليجية يسعى عبرها للحصول على دعم خليجي لإتمام تنفيذ المرحلة الانتقالية. وذكرت مصادر رسمية أن زيارة باسندوة إلى الإمارات تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات مع مسؤولين إماراتيين، وكان باسندوة قد زار كلا من السعودية والكويت والبحرين في جولته الخليجية. وفي السياق، كشفت مصادر دبلوماسية خليجية في العاصمة اليمنية عن توجهاتٍ خليجية وشيكة لزيادة سقف الدعم المالي لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها باسندوة. وأكدت المصادر أن كلاً من السعودية والإمارات والكويت أبدت استعدادها لتقديم دعم مباشر لموازنة الحكومة اليمنية. وأشارت ذات المصادر إلى وجود دعم وتأييد خليجي لفكرة إنشاء صندوق دولي يخصص لتمويل مشاريع البنية التحتية والخدمية في البلاد، يحظى بدعم الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. عودة نازحين من جهة أخرى، عاد الآلاف من النازحين جراء المواجهات المحتدمة بين الجيش اليمني ومسلحين من "أنصار الشريعة" المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة إلى ديارهم يوم السبت في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين إثر تمكنهم من تجاوز حواجز عسكرية وأخرى تابعة للقاعدة. وأفادت مصادر محلية أن مسلحي أنصار الشريعة الذين اشترطوا عدم دخول مسؤولين حكوميين لأبين لم يعترضوا نازحي أبين وسمحوا لهم بالدخول. وكان التنظيم وزع الأربعاء الماضي منشورا اشترط على العائدين إلى ديارهم عدم ممارسة أي عمل يخالف الشريعة. وفي السياق ذاته قال الأمين العام للحراك الجنوبي عبد الله الناخبي في تصريح صحفي اليوم إن من مكّن عناصر التنظيم من الاستيلاء على ثلاث مدن بمحافظة أبين هي السلطات بعد انسحابها يوم 27 مايو/أيار الماضي بصورة مفاجئة وتركها معسكرات بأكملها لسيطرة عناصر القاعدة. وتشهد زنجبار معارك مستمرة منذ مايو/أيار بين الجيش الذي يحاول استعادة السيطرة على المدينة ومسلحين مرتبطين بالقاعدة يتحصنون فيها. وتسببت المواجهات بين الجيش وعناصر القاعدة في تهجير 120 ألف شخص من سكان المحافظة أغلبهم من مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي أعلنها عناصر التنظيم إمارة إسلامية.