ذكرت صحيفة ميامي هيرالد الأميركية أن المستشار القانوني لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قال: إن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يتمتع بحصانة دبلوماسية كاملة خلال وجوده في الولاياتالمتحدة حالياً وإنه لا ينبغي إرغامه على الإدلاء بشهادته أمام محكمة جرائم الحرب في غوانتنامو جاء ذلك في رسالة خطية إلى البنتاغون. وأوضحت الصحيفة أن المستشار القانوني هارولد كوه قدم الرسالة يوم الاثنين الماضي إلى رئيس الادعاء في جرائم الحرب بالبنتاغون مارك مارتنز، معبراً عن اعتراضه على طلب الاستدعاء المقدم من قبل محامين لمهاجم مزعوم تابع لتنظيم القاعدة والذي يواجه محاكمة في القاعدة البحرية الأميركية في جنوب شرق كوبا. وحسب ما نقلت صحيفة " أخبار اليوم " فأن محاميو المعتقل في غوانتنامو عبد الرحيم الناشري (47 عاماً) يقولون إن صالح قد يوفر أدلة حاسمة في القضية حول الناشري المتهم بتدبير التفجير الانتحاري على المدمرة الأميركية كول قبالة سواحل عدن في اليمن والذي أسفر عن مقتل 17 بحاراً أميركياً في أكتوبر 2000. يقول محامي الناشري ريتشارد كامن إن هناك أدلة على أن صالح "سعى للحد من توسيع التحقيق في قضية تفجير المدمرة كول وقد سيطر شخصياً على الأدلة، كما أن هناك مزاعم بتواطؤ أعضاء من حكومته في قضية تفجير المدمرة كول". في رسالته المكونة من ثلاث صفحات، لم يتحدث كوه المستشار القانوني لوزيرة الخارجية الأميركية عن قيمة أو مضمون الشهادة التي كان ربما يقدمها صالح، كما أن رسالته لم تشر إلى العلاج الطبي لصالح. وتضيف الصحيفة: وبدلاً من ذلك، تذرع كوه بقوله: "الولاياتالمتحدة تولي أهمية خاصة بتجنب إكراه الرئيس صالح بالإدلاء بالشهادة في ضوء المعايير الدولية والآثار المترتبة على العلاقات الخارجية للبلاد"، لكنه لم يصف تلك الآثار في الرسالة. كما طلب كوه إبلاغ تحليله إلى رئيس السلطة القضائية في غوانتنامو جيمس بول، وهو القاضي في محاكمة الناشري، بأن "الرئيس صالح، كرئيس لدولة أجنبية، ما دام في منصبه فهو محصن من ولاية اللجنة العسكرية في إرغامه على الإدلاء بالشهادة". لكن محاميي الدفاع لم يوافقوا المستشار القانوني لوزيرة الخارجية كلينتون.. حيث يقول المحامي كامن في الولاياتالمتحدة إن قضية ووترغيت في عام 1974 "لم تحصن الرئيس الأميركي في ذلك الوقت من الاستجواب في قضية جنائية". المتحدث باسم السفارة اليمنية بواشنطن لم يعلق على هذه التطورات. وقد تعهد صالح في بيان نشر يوم الثلاثاء بالعودة إلى وطنه قبل أن يتم اختيار خليفته في الانتخابات المقرر إجراؤها في 21 فبراير. وقد وصل صالح (69 عاماً) إلى نيويورك في أواخر الشهر الماضي ويقيم في فندق ريتز كارلتون بعد أن منحت الولاياتالمتحدة صالح تأشيرة دخول لتلقي العلاج الطبي من حروق لحقت به في هجوم يونيو على قصره خلال الانتفاضة التي دفعت إلى الإطاحة به من السلطة. إلى ذلك اعتبرت مصادر سياسية رسالة المستشار القانوني للخارجية الأميركية التي بعث بها إلى البنتاغون تعتبر رسالة تطمينية للرئيس صالح، لكي يبقى في الولاياتالمتحدة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، بعد أن كان الرئيس صالح لوح يوم الثلاثاء المنصرم بأنه سيغادر الولاياتالمتحدة ويتوجه إلى اليمن قبيل الانتخابات الرئاسية.