غابت قضايا الشرق الأوسط بشكل ملحوظ في الصحف البريطانية التي أفردت صفحات لتغطية المناسبة القومية التي تشهدها بريطانيا وهو اليوبيل الماسي لجلوس الملكة إليزابيث على عرش المملكة المتحدة. صحيفة الاندبندنت، بالرغم من احتفالها باليوبيل الماسي، نشرت مقالاً خاصاً بالمظاهرات التي شهدتها العاصمة المصرية ودعت لها قوى سياسية وثورية ضد "الأحكام المخففة" التي صدرت بحق الرئيس المصري السابق حسني مبارك ومعاونيه في تهم تتعلق بالاشتراك في قتل متظاهرين سلميين إبان ثورة 25 يناير من العام الماضي. روبرت فيسك مراسل الصحيفة، المختص بشؤون الشرق الأوسط، كان في القاهرة شاهداً على هذه المظاهرات و"مليونية العدالة" التي نظمتها قوى سياسية الثلاثاء. تحدث الكاتب عن مفهوم "الدولة العميقة" وهو مصطلح يتم تداوله في مصر حالياً. فيسك قال أيضاً إنه استطلع آراء عدد من الذين قابلهم في شوارع القاهرة من أصحاب محال تجارية وسائقي سيارات أجرة ومواطنين بسطاء أعربوا عن رغبتهم في الاستقرار بعد نحو 15 شهراً من الثورة. ورأى الكاتب أن الاستقرار برأي هؤلاء المواطنين أو "العينة" العشوائية" اتجه إلى الاتفاق على إعطاء أصواتهم لأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المصري السابق. وأضاف الكاتب، والكلام لايزال على لسانه، "أن هناك سؤالاً واضحاً عن: من هو المرشح المفضل لدى الإدارة الأمريكية؟ قطعاً ليس مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين. "والأمر الآن"، كما يقول فيسك "يرجع إلى تساؤلات المصريين انفسهم: هل نريد إعادة محاكمة مبارك؟ أم نريد الأمن؟ ويخلص فيسك إلى القول بأن "الثورات لا تنجح بشكل كامل كما يعتقد أو يريد أصحابها." حرب كلامية وإلى باكستان التي يعتقد أن أراضيها شهدت مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو يحيي الليبي في غارة أمريكية لطائرة من دون طيار على مكان يُعتقد أن الليبي كان يختبىء فيه. صحيفة التايمز عنونت صفحتها للشؤون العالمية قائلة "هجمات من الجو، وحرب كلامية على الأرض". ورصدت الصحيفة رد الفعل الرسمي لحكومة باكستان التي استدعت ريتشارد هوغلاند القائم بالأعمال الأمريكية لديها للإعراب عن "قلقها العميق" من الهجوم. واضافت الصحيفة أن المسؤولين الباكستانيين أبلغوا هوغلاند "بعدم شرعية" الهجمات التي تشنها الطائرات الأمريكية على المناطق القبلية التي يُعتقد بوجود مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة وحركة طالبان فيها. وتعد هجمات الطائرات من دون طيار نقطة خلاف رئيسة في محادثات تهدف إلى تحسين العلاقات بين واشنطن وإسلام اباد. أحترمك ولكن.. أخيراً إذا كنت من المطالعين للصحف البريطانية بشكل عام فستجد اهتماماً كبيراً في عدد الأربعاء من هذه الصحف باحتفالات بريطانيا باليوبيل الماسي لجلوس الملكة إليزابيث الثانية على العرش. التغطيات الإخبارية للمناسبة التي لم تتكرر منذ عقود طويلة كانت محور وسائل الإعلام البريطانية خلال هذا الاسبوع. لكن إذا طالعت صحيفة الاندبندنت فستجد صفحة تستطلع آراء بعض البريطانيين في شأن هذه المناسبة القومية. أحد هؤلاء عريب الله، من أب وأم بنغاليين ويدرس في المملكة المتحدة، يقول إنه يحترم الملكة إليزابيث الثانية ويقدرها، لكنه تسائل ماذا قدمت طوال 60 سنة للعامة من الشعب البريطاني؟ وأضافت الصحيفة أن عريب الله يقطن بحي توتنهام الذي شهد العام الماضي أحداث شغب وسلب ونهب، ضمن مناطق أخرى في بريطانيا، احتجاجاً على ظروف المعيشة ومقتل شخص أسود على يد الشرطة البريطانية. وأشارت الصحيفة الى أن الناس الذين خرجوا في عمليات السلب والنهب هذه اتخذوها وسيلة لإيصال صوتهم للساسة البريطانيين الذين "أساءوا التعامل" مع جيل الشباب الذي يتطلع إلى الحصول على فرص عمل وحياة كريمة. أما المناسبة الملكية القومية فكانت، بنظر البعض، وكما أوردت الصحيفة، "مناسبة لتوطيد الروابط بين الأقليات والمجتمعات الأخرى التي تشعر بالتهميش في المملكة المتحدة."