أكد فيليب جاك مستشار الدعم التنموي في مفوضية الاتحاد الأوروبي أن الأحداث الأخيرة في اليمن ألهمت الشباب اليمني ضرورة سعيهم للمشاركة في عملية السياسية والتنموية، وأن الاتحاد الأوربي يتطلع إلى أن يقوم هؤلاء الشباب بدور فاعل في بناء اليمن خلال الفترة الانتقالية وما بعدها. وفي الفعالية الافتتاحية للمرحلة الأولى من من برنامج تعزيز البناء المؤسسي للمجموعات الشبابية الذي تنفذه مؤسسة رنين اليمن بدعم وتمويل من الاتحاد الأوروبي، أشار جاك إلى أن المطلوب من المجتمع المدني التركيز على العمل في البناء التنموي، والسعي لإشراك جميع الفئات والطبقات في صناعة القرار، وقال: "إذا كان لدينا مجتمع مدني نشط وفعال فسيساعد في بناء الدولة، وسيكون رابطاً بين الشعب والسلطات". وذكر أن الاتحاد الأوربي ملتزم بتقديم دعم متكامل لين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية على المديين القصير والطويل، وهو المانح الرئيسي في دعم قضايا الديمقراطية والإصلاح السياسي، مشيراً إلى أن أحداث العام 2011 دفعت الاتحاد الأوروبي إلى الانخراط في دعم برامج تنمية الديمقراطية والإصلاحات السياسية. وافتتح علاء قاسم مدير مؤسسة رنين الفعالية بالحديث عن البرنامج الذي تسعى من خلاله المؤسسة إلى جعل الشباب شركاء في صناعة القرارات التنموية، وتفعيل دورهم في الميدان. وقال مدير المؤسسة: "جاءت الثورة كفعل عظيم جعلنا نفكر في البدء بالعمل على المفاهيم التشاركية، فقمنا بتدريب أكثر من خمسين شاب وشابة من مختلف المحافظات على الحشد والتأييد والمناصرة، واستخدام الإعلام الجديد". وأوضح أن فكرة برنامج البناء المؤسسي جاءت من خلال الإجابة على التساؤل عن كيفية دعم الشباب، وكانت الأولوية في مأسسة الحركات الشبابية من خلال تقديم الدعم المؤسسي لهم ومنحهم المعارف التدريبية الخاصة ببناء المؤسسات، والدعم المادي لمشاريعهم وبرامجهم الصغيرة. وأضاف: "بدأنا بمسح ميداني للحركات الشبابية في خمس محافظات، وقمنا باستخلاص متطلبات هذه الحركات الشبابية وطموحاتها، ونعمل حالياً على عددٍ من الجزئيات تتمثل الأولى في البينة التنظيمية لهذه الحركات، والثانية في كيفية التواصل مع الجهات المستهدفة، وفي الثالثة سيتم العمل على خلق التحالفات بين هذه المجموعات للعمل على أنشطة تخصصية، ومن ثمَّ كيفية تواصل هذه المجموعات مع المجتمع الدولي، وفي المرحلة الأخيرة تقديم الدعم المادي لهذه المجموعات لتنفيذ عددٍ من الأنشطة والمشاريع الصغيرة". ويهدف المشروع الذي تنفذه مؤسسة رنين اليمن بتمويل ودعم من الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز فهم الشباب اليمني بالأدوار المختلفة التي يمكن لهم القيام بها خلال الفترة المقبلة، وتدريب وتمكين أعدادِ منهم لإضفاء الطابع الرسمي على حركاتهم كمنظمات مناصرة ومختصة ببحوث السياسات، وحركات سياسية وطلابية، وتوفير المساعدة التقنية لهم، وتيسير الاتفاق بين مختلف المجموعات الشبابية حول رؤية مشتركة للإصلاحات الدستورية، وتغيير قانون الانتخابات. كما يهدف المشروع غلى دعم المجموعات الشبابية بمنح صغيرة لبناء هياكلها الداخلية والبدء في تنفيذ برامجها. ويشارك ثلاثون شاباً وشابة يمثلون عشر حركات شبابية من ساحات التغيير والحرية في خمس محافظات في ورش عمل تدريبات على مدى خمسة أيام حول إنشاء منظمات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية، والتخطيط الاستراتيجي ومراحله، ونظام الحكم الرئاسي، وأنظمة الحكم عموماً، وتحليل البيئات الداخلية والخارجية، وصياغة الخيارات الاستراتيجية، وأولويات مجالات العمل، وإعداد مصفوفات الخطة المرحلية. وتتضمن فعاليات افتتاح المشروع عرض فيلمين وثائقيين عن العدالة الانتقالية، وأولويات الإصلاح الاقتصادي. ويمثل الشباب والشابات المشاركون في الدورة الافتتاحية للمشروع ملتقى الشباب الثقافي "افهم"، المجلس التنسيقي "نصر"، سبورت يمن، ملتقى قوى الحداثة، والمجلس التنسيقي لثورة التغيير "تنوع" من ساحة التغيير بصنعاء، والهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، والشباب الجامعي الحر من ساحة الحرية في تعز، وحركة طلائع الثورة من الحديدة، وائتلاف شباب حضرموت الأحرار، وثورة 16 فبراير الجنوبية للتحرير.