اختتمت مساء الخميس في صنعاء الفعالية الافتتاحية للمرحلة الأولى من برنامج تعزيز البناء المؤسسي للمجموعات الشبابية الذي تنفذه بدعم وتمويل من الاتحاد الأوروبي، وتضمنت الفعالية حلقتي نقاش، ودورتين تدريبيتين وعروض لفلمين وثائقيين. وتحدثت قبول المتوكل إلى الشباب والشابات المشاركين في الفعالية عن تجربة مؤسسة تنمية القيادات الشابة كنموذج للبناء المؤسسي الناجح، حيث بدأت المؤسسة في العام 1998 بعددٍ قليل من الأفراد والخبرات والإمكانيات، حتى وصلت الآن إلى امتلاكها طاقم عمل إداري كبير يتكون من أكثر من ثلاثين فرد. وفي إطار تحفيزها للشباب على خدمة أحلامهم وطموحاتهم في النجاح المؤسسي، ذكرت المتوكل أنها كانت تقوم بغالبية المهام الإدارية في بداية نشوء المؤسسة التي بدأت باستهداف مجموعات قليلة من الشباب، حتى وصل بها الأمر إلى استهداف والتأثير على أكثر من ألف شاب وشابة في العام الواحد. وأشارت إلى أن المنظمات السابقة على فترة ما قبل الثورة الشبابية كان يقوم عليها تأسيساً وإدارة ناشطون سياسيون وحزبيون في الأساس، واصفة إياها بمنظمات الجيل الأول، وهو ما توقعت أن يتم تجاوزه في المنظمات الحالية التي نشأت بعد الثورة الشبابية. وعن انتقالها من العمل المدني إلى العمل السياسي بانضمامها إلى قائمة مؤسسي حزب الوطن، أكّدت قبول المتوكل أنها ترى أن التأثير الذي تقوم به المنظمات محدود، في حين أن التأثير الذي تقوم به الأحزاب واسع النطاق، ويشمل أكبر فئة ممكنة من الناس، وقالت عن انتمائها إلى الحزب: "هناك مجموعة قيم نعمل عليها في الحزب، ومنها التنمية، ونحن لا نرى في السياسة عملية قذرة كما يتم الترويج لذلك"، موضحة أنها أوقفت كامل أنشطتها ومهامها في مؤسسة القيادات الشابة والعمل المدني للتفرغ للعمل السياسي. وناقشت مع ممثلي الحركات الشبابية في ساحات الحرية والتغيير الفواصل والتمايزات بين العمل المدني والسياسي، مقدمة لهم عدداً من الإجابات حول تساؤلاتهم في هذا الشأن، مشددة على ضرورة الوعي بأن السياسة فن إقناع وليست فن خداع. وأضافت: "معظم مؤسسي حزب الوطن لم يكونوا قد انخرطوا في العملية السياسية من قبل، وهم يؤمنون بمجموعة من القيم الوطنية"، نافية أن تكون تسمية الحزب احتكارية لمعنى الوطن، بل –حسب تعبيرها- تشير هذه التسمية إلى العمل من أجل الوطن. وطالب علاء قام المدير التنفيذي لمؤسسة رنين اليمن الشباب المشاركين في الدورة بأخذ الأمور بجدية في مسألة البناء المؤسسي، والعمل على إنجاح المشاريع والأنشطة التي يقومون بها. وخاطب المشاركين: "أنتم الآن الصف القيادي الأول في منظماتكم، وفي المرحلة المقبلة من هذا المشروع سنركز على الجهات المعنية بالتواصل في منظماتكم، ولديكم الآن الفرصة لتأهيل أنفسكم وتنمية قدراتكم ومهاراتكم". ويهدف المشروع الذي تنفذه مؤسسة رنين اليمن بتمويل ودعم من الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز فهم الشباب اليمني بالأدوار المختلفة التي يمكن لهم القيام بها خلال الفترة المقبلة، وتدريب وتمكين أعدادِ منهم لإضفاء الطابع الرسمي على حركاتهم كمنظمات مناصرة ومختصة ببحوث السياسات، وحركات سياسية وطلابية، وتوفير المساعدة التقنية لهم، وتيسير الاتفاق بين مختلف المجموعات الشبابية حول رؤية مشتركة للإصلاحات الدستورية، وتغيير قانون الانتخابات. وشارك أربعونون شاباً وشابة يمثلون عشر حركات شبابية من ساحات التغيير والحرية في خمس محافظات في ورش عمل وتدريبات على مدى خمسة أيام حول إنشاء منظمات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية، والتخطيط الاستراتيجي ومراحله، ونظام الحكم الرئاسي، وأنظمة الحكم عموماً، وتحليل البيئات الداخلية والخارجية، وصياغة الخيارات الاستراتيجية، وأولويات مجالات العمل، وإعداد مصفوفات الخطة المرحلية. كما تضمنت فعاليات افتتاح المشروع عرض فيلمين وثائقيين عن العدالة الانتقالية، وأولويات الإصلاح الاقتصادي. وستتلقى كل حركة شبابية منحة مالية صغيرة بناءٍ على قيامها بإعداد مشروع يتضمن أنشطة خاصة ببناء هياكلها الداخلية والبدء في تنفيذ برامجها.