تعيش العديد من المؤسسات الحكومية والمشاريع الاستثمارية في اليمن حالة من التدهور الغير مسبوق في ظل تقاعس الجهات المسؤولة عنها والتقصير في تشجيع تلك المشاريع ،وهي مؤسسات طالتها معاول الهدم والفساد دون احترام لقدسية رسالتها ،منها معاهد التدريب الفني والتعليم المهني التي تعتبر بحق هي عمود نهضة أي مجتمع اقتصاديا ونقلت مجتمعات من قاع التخلف والفقر الى قمة التطور والازدهار كالهند ، والصين وغيرها , المعهد الوطني للفندقة والسياحة بصنعاء نموذج حي للفساد الذي حاول افشال المشروع السياحي الهام بكل الوسائل بدء من عدم صرفية الارض للبناء اليها ومحاولة الاستيلاء عليها من ارباب النفوذ ومرورا بعدم تقديم أي دعم لإنشائه وانتهاء بفرض الوصاية والتدخلات على ادارته ومنازعة وزارة التدريب الفني اختصاصها بادارته . بدأت فكرة انشاء المشروع من أجل اعداد وتأهيل كوادر وطنية متدربة ومؤهلة في مجال صناعة الاستثمار السياحي والفندقي لتغطية احتياجات البلد الذي تتوفر فيه مقومات سياحية فريدة تجعل من الاستثمار فيه مورد اقتصادي كبير بالبلد يرفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة اذا احسن استغلاله . فكره اوروبية وكوادر يمنية تكفل الاتحاد الاوروبي بإنشاء المشروع وتمويله بشكل كامل ، بدء من شراء ارضية المعهد كامله بمبلغ 3 مليون يورو وبنائه مع كافة ملحقاته ،واقسامه، واصوله ،وتأثيثه، بالتنسيق والشراكة مع وزارة التعليم الفني والتدريب المهني في اطار مشروع تعزيز المجالات ذات الاولوية في التعليم المهني لتنمية قطاع صناعة الفندقة وأعمال السياحة والسفر مستقبلا. وأنشى المعهد ليبقى دون أي وضع قانوني بسبب عدم صدور قرار جمهوري من الرئيس بإنشائه حتى اليوم بعد مرور سنوات على بدء نشاطه . كان لنا جولة في اقسام المعهد لمعرفته عن قرب ووجدنا مبنى حديث مجهز بطريقة حديثة وأقسام منظمة تحمل مشروع سياحي وفندقي يمثل ركيزة هامة للتعليم المهني والتقني بالبلد . يتكون المعهد من قسمين رئيسين : الاول هو قسم الفندقة والذي يحوي اربعه تخصصات رئيسية هي : المكتب الامامي (الاستقبال) ، والتدبير الفندقي ، والإنتاج الغذائي ، والأغذية والمشروبات. والثاني هو قسم السياحة ويضم تخصصين رئيسيين هما : الوكالات السياحية والسفر ، والإرشاد السياحي. بعد اطلاعنا على اقسام المعهد وجدنا ان طرق التدريس تتم بطرق حديثة مساندة للعملية التعليمية ربما لا تتوفر في كليات السياحة والفندقة الاخرى كالمطبخ التدريبي ، والفندق التدريبي الذي يحوي على اكثر من 20 غرفة للتطبيق العملي للطلاب لانه يعتمد على الجانب التطبيقي اكثر من النظري ، ومعمل للغات والحاسب الآلي ومكتبة حديثة مزودة بأجهزة الكمبيوتر التي كان عددها 30 جهاز مزودة بخدمة الانترنت والاتصال ولم يتبق منها سوى 3 اجهزة فقط التهمتها حيتان فساد الادارات المتعاقبة في المعهد كما اوضح احد العاملين فيه . موقع فريد ومساحة واسعة يمتلك المعهد مساحة واسعة وموقع استراتيجي حيث يقع في منطقة سعوان السكنية بالقرب من السفارة الامريكية ويحتل مساحة شاسعه تكفي لتطويره وتزويده بالتخصصات الجديدة مستقبلا تخدم صناعة السياحة والفندقة في اليمن والذي لولا الاهمال المتعمد والتسيب من قبل الحكومات السابقة لكان وضعه افضل بكثير من الان نظرا لمواصفات إنشائه بمعايير اوروبية ولساهم في تحسن الجانب السياحي في اليمن بتأهيل الشباب بدلا من التكلفة الباهظة لتأهليهم في الخارج. الوضع القانوني للمعهد تحدثت سلوى البعداني مدير الشئون القانونية بالمعهد انه لا يزال حتى اليوم بدون قرار رئاسي بإنشائه رغم أن المعهد بدأ العمل فيه منذ العام 2006م ورغم تكفل الاتحاد الاوروبي بتمويل المشروع واجة الكثير من العراقيل ومحاولة السطو والاستيلاء على ارضيته من قبل نافذين من النظام السابق يملكون استثمارات سياحية خدمة لمصالحهم غير ابهين لآمال وتطلعات الشباب في استفادتهم من مهارات وخبرات المعهد التي يقدمها. وأضافت : بدلا من أن يتم اصدار قرار رئاسي بإنشاء المعهد ليكسب شرعيته القانونية تحت إشراف ورقابة وزارة التعليم الفني والتدريب المهني الجهة المختصة لتقوم بإدارته ليقدم رسالته كوفئ بتعيينات وإدارات فاسدة وعاجزة عن إدارته واستغلال موارده وإمكاناته الاستغلال الأمثل لتحقيق الهدف الأساسي الذي أنشئ من اجله ادى الى تفشي الفساد وركود المعهد وتدهوره وتدني مستوى أدائه لوجود لوبي فساد يتعمد اهمال كل شيء في البلد وبالذات التعليم خدمة لأجنده خاصة بمتنفذ ين تعمل لإفشال المعهد للسيطرة عليه واستثماره لمصلحتها ، ووصلت بعض قضايا الفساد وملفاته الى هيئة مكافحة الفساد وبدأ التحقيق مع العميد السابق الا انها لم تستمر وتاهت التحقيقات بتواطؤ من قبلها لأسباب لا يعلمها الا الله والراسخون في الهيئة. ممارسات تسيء للطلاب وتكرس الاستبداد يشتكي الطلاب والموظفين على السواء عن ممارسات وسلوكيات كإهانة الطلاب وعدم احترام حقهم في التعبير والانتقاد وتفرض عليهم عبودية تمنعهم حتى من مجرد الشكوى في حال تعرض احد الطلاب لأي تعسف. ضعف الترويج الاعلامي وغياب الاهتمام الحكومي رغم تخصص المعهد النادر وتجهيزاته الحديثة يعاني المعهد من غياب الترويج الاعلامي والتسويق له من أجل تشجيع الطلاب على الالتحاق به ليؤدي رسالته في خدمة الثقافة السياحية والترويج للسياحة والمواقع الاثرية وصناعتها في البلد. تدخلات النافذين تعيق عمل المعهد وتنازع صلاحيات الوزارة واوضحت سلوى البعداني عن تدخلات ونفوذ لجهات لا صلة لها بالمعهد ولا بالعملية التعليمية برمتها وتحديدا من قبل جهات في أمانة العاصمة تعيق ادارة المعهد وتوجيهات وقرارات وزير التعليم الفني والمهني والتي يقوم بها لتحسين اداء العملية التعليمية فيه وتناشد من هنا الرئيس عبده ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الاستاذ محمد باسندوه بالزام المتنفذين رفع ايديهم من الوصاية على المعهد كون الجهة القانونية الوحيدة المخولة بإدارة المعهد هي وزارة التعليم الفني والتدريب المهني ، وتدعو الرئيس الى سرعه اصدار قرار انشاء باعتماد المعهد حتى يكسب صفته القانونية وتبعيته للجهة المختصة. فهل يجد المعهد طريقة الى قرار رئاسي من رئيس الجمهورية باعتماده ليعود وضعه القانوني لوزارة التدريب الفني والتعليم المهني ويقدم رسالته على أكمل وجه تساؤلات تبحث عن اجابة ؟