تواصلاً مع اللقاءات السابقة بين الملتقى التشاوري لأبناء الجنوب في صنعاء والمسئولين في سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، عقد صباح اليوم الثلاثاء 25/9/2012م لقاء جمع الملحق السياسي والاقتصادي في السفارة الأمريكيةبصنعاء بعدد من اعضاء المكتب التنفيذي برئاسة القبطان/ سعيد عبدالله يافعي،رئيس المكتب التنفيذي. وتم خلال اللقاء نقاش مستفيض حول الاوضاع السياسية والأقتصادية والأمنية في اليمن، وبصورة خاصة تركز النقاش حول نقطتين هامتين هما القضية الجنوبية ومؤتمر الحوار الوطني الشامل. وفي بداية اللقاء شرح المسئول الامريكي موقف بلاده مما يجري على الساحة اليمنية، وقال ان بلاده تركز حالياً على الجانب الاقتصادي من خلال دعمها لمؤتمر المانحين الذي عقد في الرياض مؤخراً، والمؤتمر القادم الذي سيتم في الولاياتالمتحدةالامريكية خلال هذا الاسبوع، وكذا الجانب الامني من خلال استمرار الزيارات الميدانية للخبراء العسكريين الامريكيين لمساعدة اللجنة الامنية اليمنية في اعادة هيكلة القوات المسلحة والامن وبناء جيش وطني حديث ومحترف. كما قال ان بلاده تتابع الخطوات المتتالية والقرارات الرئاسية الاخيرة المتخذه فيما يخص مؤتمر الحوار الوطني وما احدثته من ردود افعال. وعندما سئل عن موقف بلاده من القضية الجنوبية وموقفها من الأسئلة التي تطرح من قبل الحراك الجنوبي والمتصلة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل، مثل أين سيتم الحوار، هل في الداخل او في الخارج، وهل سيتم الحوار بين طرفين متكافئين شمال وجنوب، وماهي مرجعيات الحوار وماهي ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار، كان رد المسئول الامريكي انه ليس لبلاده مواقف معارضة ضد أي من هذه الاطروحات، ولكن الولاياتالمتحدة تعارض وبشدة من يقول ان ليس هناك قضية جنوبية، لأن بلاده تعترف بالغبن الذي لحق بالجنوبيين. من جانبهم تطرق أعضاء المكتب التنفيذي الى الدور الفاعل الذي يمكن ان تلعبه الادارة الامريكية محليا واقليميا ودوليا لاخراج اليمن من الاوضاع المتردية التي تعيشها، حيث وان المجتمع الاقليمي والدولي يضعون آمال كبيرة على ان مؤتمر الحوار الوطني سيكون المنقذ لليمن، وأن عليهم واجب ان يتخذوا جملة من الاجراءات لاعطاء مؤتمر الحوار فرصة للنجاح، ومن ضمن ذلك ضمان مشاركة كافة المكونات السياسية المؤثرة على الساحة اليمنية وفي مقدمتها الحراك الجنوبي الذي وبدون مشاركته لا فائدة من عقد المؤتمر، لان ذلك لن يغير في الواقع شيئ، بل ان مردوداته ستكون سلبية، ومن خلال المؤشرات التي تظهر حتى الآن، لا تبشر بأن الحراك سيشارك في مؤتمر الحوار الوطني، ليس لانه ضد مبدأ الحوار ولكن بسبب مواقف القيادات الشمالية المتشنجة التي ترفض الحديث حتى عن نظام فيدرالي في اطار الدولة الواحدة، فمنهم من يكفر الحديث عن الفيدرالية ومنهم من يربطها بالانفصال، مما يضطر غالبية الجنوبيين للجوء الى الخيار الابعد وهو استعادة الدولة الجنوبية، اضافة الى ذلك فإن الجنوبيين لم يلمسوا حتى الأن اي بادرة حسن نية من قبل صنعاء، فلاهم اشركوا الحراك الجنوبي في عضوية اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني، ولاهم – في صنعاء- تجاوبوا لتنفيذ النقاط العشرين التي رفعتها اللجنة الفنية لفخامة الاخ الرئيس، مما يدل على ان هناك ارادة ورغبة لعدم اشراك الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني الشامل. ولذلك فإن على المجتمع الاقليمي والدولي، وبدرجة اساسية الولاياتالمتحدةالامريكية مسئولية اقناع القيادات السياسية الشمالية في المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح وبقية القوى المؤثرة، بأن عليهم القبول بأن هناك قضية جنوبية، وانها قضية سياسية بإمتياز، لا يستطيع احد ولا يمكن له ان يتجاوزها، وان مستقبل واستقرار اليمن ورخائه مرتبط بحل القضية الجنوبية بما يرضي ابناء الجنوب. من جانبه، أكد المسئول الامريكي على انه سيبدأ اتصالات مع ممثلي الدول الراعية للمبادرة الخليجية لعرض الافكار التي طرحت عليه من قبل أعضاء المكتب التنفيذي في اللقاء. وفي نهاية اللقاء، تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات في المستقبل لتبادل الافكار والرؤى.