أجرى " التغيير " حوارا مع الأستاذة سعاد القدسي مديرة ملتقى المرأة للدراسات والتدريب حول مشروع المواطنة والتحول الديمقراطي وبرنامج التربية المدنية في ملتقى المرأة للدراسات والتدريب .. نظرا لأهمية هذه القضية . حوار/ فكرة محمود تعز: " التغيير " : سنتان هي عمر برنامج التربية المدنية في المدارس أثمرت نتائج ملحوظة على الطلاب والطالبات – هل حققتم ما تصبون إليه من أهداف أم أن الملتقى يكرس معظم برامجها لحقوق النساء؟ سعاد القدسي : عمر برنامج التربية المندية هو أكثر من سنتان – بدأنا بها بتأسيس شبكة عربية للتربية المدنية والتي مقرها الآن في عمان ثم مباشرة بدأنا في إنشاء وحدة التربية المندية التي أصبحت الآن مركزا مستقلا تحت اسم مركز التربية المدنية والديمقراطية – CEDY .. ما حققناه حتى الآن يتمثل في تدريب حوالي 300 مدرس ومدرسة على تدريب التربية المدنية , استهداف حوالي 2000 طالب وطالبة في المدارس من خلال أنشطة مشروع المواطنة التي تجعل الطلبة محللين ومنتقدين للسياسات العامة في المواضيع والقضايا التي تحيط بهم ثم قادرين على وضع خطة عمل خاصة بهم تجعلهم يساهمون في المجتمع كأفراد يتسمون بالمواطنة بدلا من اللامبالاة وعدم الاهتمام ولقد درس الطلبة العديد من القضايا مثل الفقر , البطالة , الثأر , شحة المياه , الحفاظ على البيئة والتشجير, المبيدات المستخدمة في الزراعة , التكلنوجيا في المدارس , وغيرها من القضايا تحت أسلوب وآليات عمل مشروع المواطنة , كان من نتيجتها أن الطلبة استطاعوا أن يؤسسوا مكتبة عامة في الريف ( النشمة) يقومون بأنفسهم بتشجير المنطقة المحيطة بهم , وضع حلول ومقترحات للمسئولين وعقد لقاءات للاستفسار حول تلك القضايا . كما أهلنا عشرات المدربين في الداخل والخارج ليكونوا نواة التغيير ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى الإقليمي والعالمي وبهذا الصدد ستشارك مدربتان من اليمن في تدريب مدرسين ومدرسات في المملكة العربية السعودية .. وقمنا بدراسة وتحليل المنهج التعليمي في اليمن وتقدمنا بتوصيات التغيير بما يتفق مع التحول الديمقراطي في اليمين .. وهناك دليل تدريبي حول أنشطة مشروع المواطنة , قمنا بإعداده وطباعته وتوزيعه على آلاف الطلبة والمدرسين . أما أن تخصص الملتقى – WFRT فقط بحقوق النساء – هذا ليس صحيحا – بل نحن لدينا برامج نستهدف من خلاله إعلاميين وإعلاميات , قيادات المجتمع المحلي , قيادات لمنظمات غير الحكومية , المشرعين والبرلمانيين , مدرسين ومدرسات , طلاب وطالبات , أكادميين / أحزاب ، كما أننا نقوم بأبحاث ودراسات نتعاون من خلاله مع العديد من الباحثين والباحثات حول قضايا حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية , والديمقراطية والمجتمع المدني – و نبعث إلى الخارج للتأهيل والتدريب وتطوير المهارات في العديد من المجالات دون تمييز بين الرجال والنساء .. هذا لأننا نؤمن بأن مشكلة المجتمع لا يقتصر على النساء ومن النساء فقط ... بل المنظومة كلها تحتاج إلى تطوير بحيث تتفق مع التحول الديمقراطي والمواطنة المتساوية بين الأفراد , يكون الأفراد متساوون بالحقوق والواجبات يتمتعون بالحريات الأساسية يساهمون ويشاركون في التنمية بحسب قدراتهم لا بحسب جنسهم وانتماءاتهم القبلية . ومن هذا المنطلق برامجنا موجه للجميع يهدف إلى إيجاد بيئة حقوقية اقتصادية وتعليمية وثقافية صالحة يعيش فيها الرجال والنساء دون تمييز ويواكبون بها الحضارات المحيطة بهم . " التغيير " : هل دور مؤسسات التربية والتعليم قادرة على استيعاب ما تهدفون إليه ؟؟ سعاد القدسي : بالرغم من وجود أفراد ومسئولين لا يرون مصلحة البلاد إلا من أفق ضيقة وما يخالفهم بالرأي يكون عميلا أو عدوا لهم بالرغم من هذا إلا أننا نجد الكثيرين يدركون أن التحول الديمقراطي لا بد له من تغيير في السياسة التعليمية والإعلامية التي لها تأثير في الوعي الجماعي , وأنا أنتهز هذه الفرصة لكي أوجه لهم هؤلاء الذين ساهموا معنا في أنشطة مشروع المواطنة والديمقراطية سواء بتسهيل مهامنا أو بالمشاركة المباشرة وهم كثيرون منهم في وزارة التربية والتعليم ومكاتب التوجيه بصنعاء , ومراكز التطوير التربوي بعدن ومكتب التربية والتعليم على رأسهم مدير عام التربية والتعليم بتعز والعديد من أساتذة جامعة تعز وعدن ومدراء مدارس للبنين والبنات في كل من تعز وصنعاء وعدن ..كما أشكر الطالبات والطلاب الذين تفاعلوا مع الأنشطة واستفادوا وأفادوا وأصبحوا مواطنين مساهمين . البرنامج ليس فقط معلومات عن حقوق الإنسان أو السكان أو غيره وإنما نشاط يبدأ بتحديد المشكلة ومعرفة السياسات العامة حولها ثم تحليل تلك السياسات على أرض الواقع ووضع مقترحات بديلة وأخير عمل خطة عمل صالحة للتنفيذ من قبل الطلبة وهي بهذا تمر عبر آليات جمع المعلومات والتوثيق والترتيب والعمل الجماعي ... " التغيير " : ماذا عن مسابقة الأردن ؟ سعاد القدسي:مشروع المواطنة لا ينتهي بالتعلم والتوثيق وإنما يمتد للعرض وإقناع الآخرين بالمشاركة حيث تكون هناك أيضا كسابقات محلية لأحسن مشروع وعرض ثم مسابقات إقليمية يتنافس فيها عشر دول عربية – هذا العام فازت مدرسة أسماء للبنات بالعرض المحلي وكان لا بد من أن تكون هي نفسها التي تمثل اليمن في العرض الإقليمي في الأردن خلا أكتوبر هذا العام . بالسبة عن الدراسة والاستطلاع الأولي حول ( الاستغلال الجنسي أو الدعارة ) – تعودنا قبل أن نبدأ في أي نشاط أن نقوم بالبحث والدراسة حوله لمعرفة عمق المشكلة وتحديد أولوياتها- لأننا لا نقبل المشاريع المعلبة التي تأتينا من الخارج – ومن هنا كانت الدراسة التي تثبت معلومات تحتاج إلى العمل الجاد من قبل المنظمات غير الحكومية – وهذه الدراسة أكدت لنا بأننا يجب أن نخطط لمشاريع قادمة تقي المجتمع من استفحال المشكلة وخاصة وهي مرتبطة بالجهل والفقر في أوساط النساء والأرقام تؤكد بأن الظاهرتان ( الفقر والأمية بتزايد مستمر ) . وهذا ما قمنا به عندما بدأنا العمل في حقوق الفتيات الصغيرات حيث قمنا بدراسة خاصة حول أطفال الشوارع , ثم الاستغلال الجنس ضد الأطفال والبحث حول المرأة والجريمة .. كل تلك الأبحاث كانت للحصول على المعلومات الحقيقية ثم بناء برامج وأنشطة بناء على تلك المعلومات بعد تحديد أولوياتها ) .