أدلى الناخبون المصريون بأصواتهم في اليوم الأول من ثاني انتخابات رئاسية خلال عامين. وجاء التصويت وسط عملية أمنية ضخمة لقوات الجيش والشرطة، في ظل مخاوف من شن هجمات بهدف عرقلة سير الاقتراع. ويخوض وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، الانتخابات في مواجهة حمدين صباحي، السياسي اليساري ومؤسس حزب التيار الشعبي. وتأتي الانتخابات في إطار "خارطة طريق" للتحول السياسي أعلنتها المؤسسة العسكرية التي عزلت - بقيادة السيسي - الرئيس محمد مرسي. ويجرى الاقتراع على مدار يومين. ومن المقرر ظهور النتائج غير الرسمية بعد ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع. وينظر إلى حجم الإقبال على التصويت باعتباره مؤشرا على مدى تأييد المرشح الفائز. وفي العاصمة القاهرة، اصطف الناخبون خارج اللجان الانتخابية قبل نحو ساعة من بدء الاقتراع، فيما حلّقت طائرات الهليكوبتر العسكرية في سماء المدينة. وقالت ناخبة تدعى منال محمد لوكالة اسوشيتد برس للأنباء في حي إمبابة "نريد الأمن أولا، وبعد ذلك سيأتي كل شيء." وانتشر 250 ألف فرد من قوات الأمن خارج مراكز الاقتراع في أنحاء مصر، حسبما أعلنت وزارة الداخلية. ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة، كيفين كونولي، إن الإحكام الأمني يطبع في الذهن ما تقوله السلطات المصرية عن أن خطر المسلحين الإسلاميين مازال قائما. وقتل مسلحون مئات من قوات الأمن منذ عزلت قيادة الجيش مرسي في يوليو/ تموز الماضي في أعقاب احتجاجات ضد حكمه الذي دام عاما واحدا. ويقول المسلحون إنهم كثفوا هجماتهم ردا على الحملة التي شنتها السلطات على جماعة الإخوان المسلمين - التي ينتمي لها مرسي - وشهدت مقتل أكثر من 1400 شخص واعتقال نحو 16 ألف آخرين. ومرسي حاليا قيد المحاكمة في عدد من الاتهامات، لكنه ينفي بشدة ارتكاب أي خطأ. ويقاطع إسلاميون ونشطاء علمانيون الانتخابات احتجاجا على ما يصفونه بأنه حملة قمع ضد المعارضين.