يقول منظمو استطلاع للرأي شمل 11 بلدا إن نتيجة الاستطلاع تعتبر "تخويلا عالميا" لاتخاذ الخطوات الضرورية للتعامل مع ظاهرة التغير المناخي. واظهر الاستطلاع أن حوالي نصف عدد المشاركين يريدون من حكوماتهم القيام بدور قيادي في خفض الانبعاثات الغازية، فيما قال ربع المشاركين فقط إن زعماء بلدانهم يقومون بما يكفي لدرء مخاطر تغير المناخ في العالم. واظهر الاستطلاع أيضا أن معظم المشاركين في الدول النامية مستعدون لإدخال تغييرات نوعية على نمط حياتهم في سبيل خفض تأثيرات التغير المناخي. واجري الاستطلاع بتكليف من شراكة (HSBC) للمناخ التي تضم عددا من الشركات ومجموعات البيئة. ووصف اللورد البريطاني نيكولاس ستيرن، الذي ترأس لجنة أصدرت في عام 2006 تقريرا تناول الجوانب الاقتصادية للتغير المناخي والذي يعمل الآن مستشارا خاصا للشراكة المذكورة، نتائج الاستطلاع بأنها تمثل تخويلا شعبيا عالميا للحكومات لمضاعفة الجهود التي تبذلها في سبيل محاربة التغير المناخي وقال ستيرن: "تظهر نتائج الاستطلاع أن سكان هذا الكوكب يتوقعون من حكوماتهم أن تتحلى بالمسؤولية وتتخذ من الخطوات ما يضمن التغلب على هذه المشكلة، كما يتوقعون أن تتعاون الحكومات فيما بينها لتحقيق هذا الهدف." وأضاف الخبير البريطاني: " أنها ليست قصة تقول "سأتصرف فقط إذا تصرف الآخرون". ونشرت نتائج الاستطلاع قبل خمسة أيام فقط من موعد افتتاح مؤتمر الأممالمتحدة السنوي حول المناخ في بلدة بوزنان البولندية. وكشف التقرير أن 43 في المائة من الذين استطلعت آرائهم يعتبرون التغير المناخي مصدرا اكبر للقلق من الأزمة الاقتصادية التي تواجه العالم في الوقت الراهن، بالرغم من أن الاستطلاع اجري في شهري سبتمبر/ايلول وأكتوبر/تشرين الأول عندما كانت نتائج الأزمة المالية واضحة للعيان. وفي هذا الصدد، قال فرنسيس سوليفان المستشار البيئي لشراكة (HSBC) والمدير السابق لشؤون الحفاظ على البيئة لدى جماعة (WWF) المختصة بالبيئة: "بالرغم من أن هذا الاستطلاع اجري في وقت كانت الأزمة المالية العالمية في طور التصاعد والانتشار، فإن نتائجه تظهر بوضوح أن هم التغير المناخي كان يشغل بال الجمهور بشكل عام." ولكن الاستطلاع اظهر أيضا أن عدد الذين لديهم استعداد لتغيير نمط حياتهم في سبيل التقليل من تأثيرات التغير المناخي قد انخفض عما كان عليه في الاستطلاع السابق الذي اجري في العام الماضي. ومع ذلك، ما زالت أغلبية كبيرة في الدول النامية التي شاركت في الاستطلاع - وهي البرازيل والهند وماليزيا والمكسيك - تقول إنها على استعداد لتغيير نمط حياتها في سبيل هذا الهدف. أما في الصين، كما في الدول الصناعية المتقدمة كاستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، فلم يعبر أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم عن استعداد كهذا. وقد شارك في الاستطلاع ألف شخص في كل من الدول المذكورة أعلاه إضافة إلى منطقة هونجكونج الصينية ذات الإدارة الذاتية.