خرقت ميليشيا الحوثي، فجر أمس السبت، اتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل يومين بينها وبين قوات الجيش في عمران شمال اليمن. وكشف مصدر محلي أن ميليشيات الحوثي أطلقت النار على مواقع الجيش في منطقة بيت بادي، كما استهدفت مصنع إسمنت عمران والقوات العسكرية المرابطة بجانبه، بحسب ما أفادت صحيفة "العرب" اللندنية" اليوم الأحد. ويتزامن ذلك مع استقدام الجماعة التي تطلق على نفسها "أنصار الله" لتعزيزات بشرية وعسكرية إلى مناطق القتال، وخاصةً في المناطق الشمالية والشرقية للمحافظة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، الذي رعاه المبعوث الأممي جمال بن عمر. وكانت مصادر محلية تحدثت، في وقت سابق، عن أن المسلحين الحوثيين رفضوا تسليم إحدى النقاط العسكرية التي يسيطرون عليها بمحافظة عمران. وذكرت المصادر أن الحوثيين استحدثوا نقطة لهم في منطقة "سحب"، على بعد مسافة قريبة من نقطة الشرطة العسكرية، التي تحل محل قوات اللواء 310 مدرع، المرابط بمحافظة عمران. ولفتت إلى أن المسلحين الحوثيين بدأوا بنصب مدافع ثقيلة في بني الزبير، باتجاه جبل ضين، الذي تتمركز فيه قوات من اللواء 310 مدرع، والذي يطالب الحوثيون بنقله إلى مدينة أخرى. عمران وإخوان وتحدثت أنباء في وقت سابق عن مفاوضات أجراها الرئيس اليمني مع اللواء محسن الأحمر في العاصمة صنعاء، لنقل اللواء 310 مدرع، الذي يقوده العميد حميد القشيبي، والقريب من جماعة الإخوان، إلى خارج محافظة عمران، إلا أن ذلك اصطدم برفض اللواء علي محسن الأحمر وقياديين إصلاحيين. ويربط الحوثيون بقاء الهدنة بخروج اللواء 310 من عمران، متهمين إياه بالتسبب في الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخراً. ويرى متابعون أن تحركات الحوثيين الميدانية تنذر ببداية جولة جديدة من المعارك بين الحوثيين والجيش اليمني، الذي يخوض بالتوازي مع ذلك حرباً مفتوحةً مع تنظيم القاعدة، خاصةً في جنوب البلاد. وكان الطرفان وقعا، الإثنين الماضي، هدنةً تقضي بوقف إطلاق النار، وانسحاب مسلحي الحوثي من السجن المركزي، ونقطة "سحب" الأمنية بين خط عمران- صنعاء، اللذين سيطروا عليهما الإثنين الماضي، وتسليمهما للشرطة العسكرية، وفتح طريق (عمران- صنعاء) الذي يسيطر عليه الحوثيون، على أن تتولى الشرطة العسكرية مسؤولية تأمينه. ويتولى 30 مراقباً عسكرياً مراقبة مدى التزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق الهش، الذي ينذر بإسقاطه في أية لحظة، في ظل عدم إبداء الجانب الحوثي أية جدية نحو التهدئة. وتجدر الإشارة إلى أن أنباء تحدثت، في وقت سابق، عن انسحاب هؤلاء المراقبين من مناطق القتال في عمران إلى العاصمة صنعاء. وبدأ مسلحو الحوثي بنصب مدافع ثقيلة في بني الزبير، باتجاه جبل ضين، الذي تتمركز فيه قوات من اللواء 310 مدرع. تقرير "بن عمر" إلى ذلك غادر، أمس السبت، المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر صنعاء، الذي سيتولى تقديم تقييمه للعملية السياسية الجارية في اليمن إلى الأممالمتحدة في 20 من شهر يونيو(حزيران) الجاري. يذكر أن هذه الزيارة رقم 30 التي يؤديها بن عمر إلى اليمن، منذ تعيينه مبعوثاً للمنظمة الدولية عام 2011. وذكر بن عمر في بيان على صفحته على موقع "فيس بوك"، قبيل مغادرته، أنه سيقدم تقريراً دورياً لمجلس الأمن، حول مسار التقدم في العملية السياسية، التي يرعاها المجتمع الدولي. وأوضح أن التقرير سيتضمن "تقييماً لمدى الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، خصوصاً القرار قم 2140، فضلاً عن التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية الراهنة"، دون أن يكشف عن مضمون هذا التقييم. وصوت مجلس الأمن الدولي في 26 فبراير الماضي، بالإجماع لصالح قرار رقم 2140، الذي يقضي بتشكيل لجنة مختصة بفرض عقوبات بحق من يعرقلون عملية الانتقال السياسي في اليمن. وينص القرار على إنشاء اللجنة لمدة عام واحد، لتعد قائمةً بالأشخاص والكيانات التي تعرقل العملية الانتقالية، ومن بين العقوبات التي يقترحها القرار، الذي تقدمت به بريطانيا ودول أخرى، "فرض حظر على السفر، وتجميد أصول مملوكة لكل من يعرقل العملية الانتقالية في اليمن". دفع العملية السياسية وأشار المسؤول الأممي أنه التقى خلال هذه الزيارة بالرئيس عبدربه منصور هادي، ومختلف القيادات السياسية في البلاد، وناقش معهم سبل دفع العملية السياسية، والجهود المبذولة لإنهاء التوتر بين الجيش والحوثيين في محافظة عمران، شمالي البلاد. وكان بن عمر وصل إلى اليمن في ال 30 من شهر مايو(أيار) الماضي، لإعداد تقريره الجديد عن الوضع في اليمن، وتقديمه إلى مجلس الأمن الدولي. وفي نهاية أبريل(نيسان) الماضي، قال بن عمر إن "العملية الانتقالية في صنعاء ما تزال تمضي قدماً بنجاح، وانتقلت إلى مرحلة جديدة، حيث بدأت لجنة صياغة الدستور عملها"، غير أنه أشار في الوقت ذاته إلى أن البلاد تواجه الكثير من التحديات. وأوضح المبعوث الأممي إلى اليمن، في تقريره الذي عرضه أمام مجلس الأمن الدولي، في حينها، أن "المسار التقدمي يطبع العملية الانتقالية في اليمن، إلا أن هناك تحديات كبيرة، فاليمن مازال ساحة معركة في مواجهة تنظيم القاعدة، الذي لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً وخطيراً".