أفادت مصادر محلية في مناطق بحزم العدين، الذي تتواجد فيه عناصر القاعدة: إن طائرات أمريكية بدون طيار حلقت في أجواء عدد من القرى والعزل التابعة لمديريات حزم العدين ومديرية العدين ووصاب، والتي يحتمل تواجد عناصر تنظيم القاعدة فيها.. وأفاد المصدر بأن طائرات أمريكية بدون طيار حلّقت في أجواء بني عبدالله وعزلة الاسلوم، وامتد التحليق إلى القاسمية ومناطق تابعة لمديرية وصاب، وجاء تحليق الطيران الأمريكي عقب قيام عناصر يعتقد بانتمائها للقاعدة بتنفيذ أول عملية هجومية على أفراد الأمن في العدين، الأسبوع الماضي، بواسطة دراجتين ناريتين، مما أدى إلى وفاة جندي وإصابة ضابط، وذلك رداً على قيام طقم تابع لأمن العدين، بمطاردة مسلحين يستقلون سيارة نوع شاص في منطقة قريبة من القاسمية. وفي محافظة عدن التي سُجل فيها عدد من العمليات التي تحمل بصمات القاعدة من تلك العمليات الإرهابية التي استهدفت (6) موظفين وإداريين من الشُّعب الرياضية العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، وموظفين في مستشفى باصهيب العسكري، ومنهم امرأتين وعمال المطابع ،وجرح تسعة أفراد آخرين بجروح مختلفة جراء إقدام إرهابيين من تنظيم القاعدة الضالين عند الساعة السابعة والنصف صباحًا من يوم الأحد بإطلاق وابل من النيران الكثيفة، وبشكل عشوائي، على الباص الذي كان يقلّهم، وهم في طريقهم إلى العمل. وأوضح مصدر أمني بأمن محافظة عدن(جنوباليمن) بأن الحادث الإجرامي والجبان الذي أقدمت على ارتكابه تلك العناصر الإرهابية، التي تحمل بصمات تنظيم القاعدة كان بجولة السعيدي بمديرية الشيخ عثمان محافظة عدن ولاذوا بالفرار بعد ارتكاب جريمتهم الشنعاء. إلى ذلك لقي عنصر من اللجان الشعبية في مدينة البريقة بعدن مصرعه - مساء أمس الأول الاثنين - برصاص مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية في حي بلال بالبريقة. وفي ذات الاتجاه قال الشيخ القبلي طارق الفضلي: إنه خرج - أمس الأول الاثنين - من مدينة عدن كاسرًا ما قال: إنه حصار مفروض عليه منذ العام 2012، معلنًا وبشكل رسمي التحاقه بجماعة أنصار الشريعة في محافظة أبين، وذلك في أحدث موقف سياسي للرجل.. مشيرًا إلى أنه يتواجد حاليًّا بمنطقة "جبال المراقشة" بمحافظة أبين. وقال الشيخ طارق الفضلي - لصحيفة "عدن الغد": إنه اعتزم إعلان الكفاح المسلح ضد الحكومة والالتحاق بجماعة أنصار الشريعة في محافظة أبين.. موضحًا: أنه غادر مدينة عدن وحيدًا تاركًا أسرته ومرافقيه بمدينة عدن. وقال في تصريحه: إنه يُعلن تحالفه مع جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي تقاتل الجيش منذ سنوات.. داعيًا إلى الوقوف إلى جانب هذه الجماعة. وتتواجد مجاميع من مقاتلي أنصار الشريعة في بعض مناطق أبين وشبوة بعد عملية للجيش اليمني استمرت أسبوعين. وفي سياق متصل فرضت الخارجية الأمريكية، أمس الثلاثاء، عقوبات على أحد قادة تنظيم القاعدة في اليمن يُدعى، شوقي علي أحمد البعداني، والمتهم بالتخطيط لتفجير السفارة الأمريكية في اليمن، وارتباطه بجريمة مقتل أكثر من 100 جندي يمني في العام 2012م. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية - أمس - إضافة القيادي في تنظيم القاعدة في اليمن شوقي علي أحمد البعداني إلى قائمة الإرهاب؛ باعتباره إرهابياً عالمياً، وذكرت وكالة "اسوشييتدبرس" الأمريكية، أن البعداني، يندرج اسمه ضمن قائمة الإرهابيين المطلوبين أمنياً لدى السلطات اليمنية، حيث عرضت الحكومة اليمنية 100 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. ويُعتقد أن البعداني له دور في إغلاق أكثر من 19 سفارة تابعة للولايات المتحدةالأمريكية في أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط؛ بسبب التهديدات والمؤامرات الغامضة في 2013م. وتضمنت تسمية الخارجية الأمريكية الرسمية تجميد جميع الأصول الأمريكية التابعة لشوقي علي أحمد البعداني، وحظر تعامل وتداول الأمريكيين والشركات الأمريكية مع البعداني. وفي السياق نشرت صحيفة "الاندبندنت وديلي تلجراف وغارديان" وثائق قالت: إن الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية "إدوارد سنودن" سرّبها إلى أن بريطانيا، وبالذات شركة "بريتش تيليكومBT"، تدير قاعدة تجسس سرية في عمان "حدود اليمن"، وتقوم بالتنصت على الاتصالات الهاتفية ومراقبة الرسائل الإلكترونية. وقال التقرير: إن سلطنة عمان تعد في نظر تنظيم القاعدة بشكل عام وفرعها الرئيس في جزيرة العرب والذي يتخذ اليمن مسرحاً لعملياته، من أهم وأبرز الدول التي يمكن اتخاذها في خططه الاستراتيجية المستقبلية "كطريق الحرير"، وبما أن تنظيم القاعدة في اليمن يعتبر بديلاً إلى التنظيم المركزي في معقله في أفغانستان، وله خصوصيته أكثر من فروع القاعدة الأخرى، وهو الأخطر وفقًا لتقرير "الديلي تلغراف". وأشار إلى أن تنظيم القاعدة في اليمن يختلف عن بقية فروع التنظيم، فإن لم تكن أقواها فهو الأكثر تجذراً في تعاليم القاعدة المركزي، وهي الأكثر قرباً أيديولوجياً وروحياً من زعاماتها "القديمة والحديثة".. فالحديث عن القاعدة في اليمن يعني الحديث عن تنظيم يعتبر امتداداً للتنظيم المركزي، وممكن أن يكون بديلاً لمعقله في أفغانستان. وزاد هذا الاحتمال في أعقاب مفاوضات الإدارة الأميركية مع طالبان في الدوحة عام 2012 و2013، باعتبار أن طالبان هي صاحبة الأرض في أفغانستان، وهذا يعني أن دور التنظيم في اليمن سوف لا يتحدد في جغرافية اليمن، بل سيتم تصدير مقاتليه وعملياته إلى ساحات قاعدية "جهادية" في المنطقة, فاليمن ممكن أن تكون أرض "مدد" وتدريب للمقاتلين، وتتمتع اليمن برمزية استثنائية، وهي مسقط رأس بن لادن حضرموت، وهذا ما يجعل الغرب والمؤسسات الاستخبارية تعتبر فرع التنظيم في اليمن هو التنظيم البديل عن معقله في أفغانستان، وهو الأخطر.